الشاعر الجزائري عبد الوكيل بلام -
-
لا تسلني من أنا ... لا تسل عن لقبي ... لا تسل عن اسم أمي وأبي ... واسم جدي من قديم الأزمنة ... لا تسل من أي تيار أنا ... أأنا تيس بقطعان اليسار ... أم أنا ديك بخم الميمنة ... أم أنا من جيل أبناء الريوع ... أم أنا ذئب بحان العلمنة ... لا تسل عن قوتي ... لا تسل عن دشرتي ... لا تسل عن رقم بيتي ... لا تهم الأمكنة ...



أفما يكفيك أني بشر ... أفما يكفيك أني قدر ... لي من الأبصار ما لك ... لي من الأسماع ما لك ... لي من الأفهام ما لك ... شاءت الأقدار يوما أن أكون ...طوع كن كان المجيء ... طوع كن كان الزمان ... طوع كن كان المكان ... طوع كن كنتم وكنا من صنيع الكوننة ...



فأنا ما اخترت نسلي سيدي ... وأنا ما اخترت كوني وأنا ...ما اخترت جنسي إن أنا ... إلا عباب في بحار الأنسنة ... لا تسلني من أنا ... كل ما يكفيك إني ظامئ ... كل ما يكفيك إني جائع ... كل ما يكفيك إني موجع ... وجراحي في كياني كامنة ...

حينما أدركت رشدي حدثوني ... عن جدود كيف كانوا عظماء ... عن صدور قد محاها الانتماء ... عن سحاب قد تحداه الإباء ... عن سفين أحرقوها كي يعودوا شرفاء ...



حدثوني ... حدثوني ... عن قرون من صهيل الأحصنة ... عن شعوب أنقذوها من ظلام الهيمنة ... يفخر التاريخ دوما بسطور ناصعات ... من عهود آمنة ... خطها أجداد جدي بمدار الرهبنة ... رتلوها بلسان العز جهرا ... فوق سطح المئذنة ... لا تسلني من أنا ...



حدثوني ... حدثوني ... عن ملوك الفرعنة ... عن بلاط في قصور ... في حصون محصنة ... داسها ربعي يوما بالخيول المؤمنة ...

حدثوني ... حدثوني ...عن ملوك كيف جارت ... عن حروب كيف دارت ... عن جيوش كيف خارت ... كيف ولت واهنة ... لا تسلني من أنا ... لا تسل عن ثروتي ... لا تسل عن أسرتي...لا تسل عن رتبتي...قد مللت العنونة...قد مللت السؤل عني...فانتصارات هناك...وانتكاسات هنا...



حدثوني...حدثوني...بعد سرد العنعنة...عقدوني يا صديقي... بانتماءات الأنا...لم أعد أؤمن باسم...لست أدري من أنا...أأنا ابن الرشيد في عراق مثخنة...أم انا ابن يزيد في دمشق الخا،،،...أم أنا من صلب عرب...من معد ... من بني عبس وذبيان وبكر من بطون القحطنة ... ينبتون الآن شوكا ... في الرياض المن,,, ... يشربون اليوم سؤرا ... من كؤوس المسكنة ... يكنزون النفط رهنا ... في بنوك آمنة ... لا تسلني من أنا ...



لست أدري أين أنسب ...لست أدري أين أهرب ... لم تعد تجد الحكايا ...لم يعد لي أي موكب ... لم تعد لي أمنيات ... لم يعد لي أي مأرب ...خلت ما قالوا هراءاً...من ثغاء الألسنة ... ضاع ما قالوا هباءا ... في انكسارات المنى ... لا تسلني من أنا

بل فسلني كم أنا ... فأنا مليار عبد ... من عبيد العصرنة ... يسكبون الدمع فجرا ... في صلاة ساكنة ... بعدما يقضون ليلا ... يرقصون الميجنة ... سائلين لله نصرا ... سائلين الله سترا ... من عذاب قد دنا ...لا تسلني من أنا ... بل فسلني كم أنا ...

فأنا عشرون قزما ... من عبيد الثكنة ... جاءوا للدنيا حفاة ... جاءوا للدنيا عراة ... جاءوا للدنيا بكاة ... صاروا في الدنيا حماة ... صاروا في الدنيا رعاة ... صاروا في الدنيا بناة ... لنظام الكهنة ... لا تسلني من أنا ...



فأنا عشرون قزما من عبيد الثكنة... خرجتهم جامعات ...كونتهم كليات ...علمتهم كل فن من فنون الشيطنة... لا تسلني من أنا ...بل فسلني أيننا ... في جنان الذل ننعم ... في جحيم النوم نحلم ... لم نعد نسطع كلاما ... لم نعد نسطع قياما ... لا حياة ... لا ممات ... في نظام السدنة ... لا تسلني من أنا .