shopify site analytics
قيادة شبوة تزور ضريح الشهيد الرئيس الصماد ومعارض شهداء ابناء المحافظات بصنعاء - مجلس شؤون الطلاب بجامعة ذمار يستعرض القضايا الطلابية - رئيس جامعة ذمار يتفقد مستشفى الوحدة الجامعي ويشيد بجودة خدماته - جامعة إب تحتفي باليوم العالمي للجودة - وزير الصحة والبيئة يجتمع بالهيئة الإدارية للجمعية اليمنية للطب البديل. - غواصات الجزائر المرعبة تثير المخاوف - لافروف يحث الغرب للاطلاع على تحديث العقيدة النووية الروسية - أردوغان يحذر الغرب من العقيدة النووية الروسية - هجمات صنعاء تخنق التجارة البريطانية - الدائرة المفرغة للاستبداد: الأزمات المتراكمة والطريق إلى الانهيار! -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - بقلم: محمد سلماوي

الأربعاء, 26-مايو-2010
بقلم: محمد سلماوي -

لست أجد سببا للتوقف عند ما أدلي به الرئيس مبارك في مؤتمره الصحفي الأخير بإيطاليا‏,‏ حين قال إن الله وحده يعلم من سيكون الرئيس القادم لمصر‏,‏ فالحقيقة أن ما يستوجب التوقف

والتعليق هو السؤال الذي وجهه الصحفي الايطالي للرئيس‏,‏ أما الإجابة فقد جاءت مناسبة وعلي حجم السؤال‏,‏ فلم يكن متصورا أن يأتي مثل هذا السؤال بإجابة أخري‏,‏ ولم يكن من الممكن للرئيس ـ ولا لأي شخص آخر ـ أن يرد قائلا إن الرئيس القادم سيكون فلانا أو علانا‏,‏ مهما تمني المجيب لهذا الشخص أو ذاك أن يصبح رئيسا‏,‏ وحتي إذا كان المقصود من السؤال هو معرفة إن كان الرئيس سيرشح نفسه للرئاسة في الانتخابات المقبلة أم لا‏,‏ فلم يكن من الممكن ولا من المتصور أن يجيب علي السؤال قائلا‏:‏ أنا سأكون الرئيس القادم‏.‏
من هنا‏,‏ تتضح سذاجة السؤال الذي سمح للرئيس باستبعاده عن طريق تلك الإجابة التي أعادت الكرة بلباقة الي ملعب السائل‏.‏
إن السؤال الصحفي الذكي ليس ذلك الذي يسمح للمجيب بألا يرد عليه‏,‏ وانما ذلك الذي يخرج منه السائل معلومة جديدة أو خبرا‏,‏ سواء كان الرد بالنفي أو بالإيجاب أو حتي برفض التعليق‏.‏
فعلي سبيل المثال‏,‏ لو كان السؤال الذي وجهه الصحفي الإيطالي للرئيس‏:‏ ينصب حول كيفية اختيار الرئيس المقبل وليس حول هويته لما رد عليه الرئيس قائلا الله أعلم‏,‏ ولجاءت الإجابة حاملة معها شيئا يستوجب بالفعل التعليق من كل الزملاء الصحفيين وكتاب الأعمدة الذين كلفوا أنفسهم عناء التعليق علي اللا إجابة التي أدلي بها الرئيس‏,‏ فلم يضيفوا الكثير لما جاءت به الإجابة والتي قررت حقيقة ثابتة لا جدال فيها‏,‏ فالله وحده هو الذي يعلم من هو الرئيس المقبل سواء في مصر أو في بلاد السائل نفسه‏.‏
أما السؤال عن من الذي سيختار الرئيس القادم‏,‏ فذلك ليس في علم الغيب‏,‏ فالمفترض في أي ديمقراطية أن يكون الشعب هو صاحب الكلمة في اختيار الرئيس‏,‏ فهل ستتضمن الإجراءات المتبعة في الانتخابات المقبلة الضمانات الكافية للتعبير عن رأي الناخبين بالشكل المرجو؟ هذا هو السؤال ولاشك أن إجابة الرئيس علي هذا السؤال كانت ستأتي بجديد‏,‏ سواء بتأكيد نزاهة الانتخابات المقبلة وهو تصريح مهم حين يأتي من رئيس الجمهورية‏,‏ أو بأي إجابة أخري يراها‏,‏ لكنه في جميع الأحوال لم يكن سيرجع الأمر لله أو للغيب‏.‏
إن ما لفت نظري في الحقيقة هو ذلك السؤال الساذج الذي لم يخرج منه الصحفي الايطالي بإجابة مفيدة‏,‏ لأن صياغته لم تكن تسمح بأن يأتي بجديد‏,‏ لكن الي جانب سذاجته المهنية فإن ما يعيب هذا السؤال أنه شخصن القضية بشكل مخل إن دل علي شيء فهو يدل علي أن السائل ليس متابعا دقيقا للموضوع الذي يسأل عنه‏,‏ ولو أنه كان متابعا لما تموج به الحياة السياسية في مصر الآن لعرف أن ما يشغل الشعب المصري الآن بالنسبة للانتخابات الرئاسية المقبلة ليس إن كان فلان أو علان هو الذي سيصبح رئيسا‏,‏ وانما سلامة هذه الانتخابات وشفافيتها ونزاهة اجراءاتها‏,‏ من هنا كان الحديث عن مراقبة منظمات المجتمع المدني لسير الانتخابات‏,‏ ومن هنا كانت مطالبة البعض بضرورة وجود مراقبة دولية‏,‏ ومن هنا كان تعامل الحكومة مع هذه المطالب الشرعية التي جعلت مصادر الحزب الوطني الحاكم تؤكد ليل نهار أن الانتخابات ستكون نزيهة‏,‏ سواء التشريعية منها أو الرئاسية‏,‏ وهو ما جعل وزارة الإعلام تعلن عن لجنة تقييم شكلتها لمراقبة أداء أجهزة الإعلام أثناء الانتخابات لضمان حيادها‏,‏ وبصرف النظر عن صدق مثل هذه النيات أو عدم صدقها فإنها محاولة للتجاوب مع المخاوف الفعلية للناخبين‏,‏ وهو ما لم يتطرق إليه سؤال الصحفي الإيطالي‏,‏ لأن ضمانات الانتخابات ونزاهتها أهم بكثير من محاولة التنبؤ بالمرشح الذي سيفوز فيها‏,‏ ولو أن الصحفي الايطالي كان متابعا لما يجري في مصر لعرف أن موضوع ما يسمي بالحراك السياسي الذي نشهده الآن هو تعديل قواعد اللعبة السياسية وليس تغيير اسم اللاعبين‏,‏ وهو ما أشار إليه الدكتور أحمد نظيف في حديثه مع الصحف الحزبية والمستقلة حيث قال إن الدكتور البرادعي شخصية محترمة‏,‏ لكنه يريد تغيير قواعد اللعبة وهذا ـ علي حد قول رئيس الوزراء ـ غير ممكن‏.‏
إن الدكتور محمد البرادعي الذي يقول إنه يعبر عن مطالب الجماهير يحدد مطالبه ليس في ضرورة انتخاب شخص معين للرئاسة‏,‏ وانما في ضرورة تعديل الإجراءات الانتخابية دستوريا حتي يصبح من حق كل مواطن أن يرشح نفسه للرئاسة‏,‏ وأن تكون الانتخابات ديمقراطية‏.‏
لذلك فإن المطالبين بترشيح البرادعي رئيسا‏,‏ بالإضافة الي أنهم يتجاهلون المطالب الحقيقية للجماهير والتي يقول إنه يعبر عنها‏,‏ فإنهم يصورون المسألة ـ تماما كما تصورها الصحفي الإيطالي ـ وكأنها تغيير أشخاص وليس تعديلا لأوضاع سياسية بحيث تتغير إجراءات الوصول الي السلطة لتصبح أكثر تعبيرا عن رأي الجماهير‏,‏ أي أن تصبح الجماهير هي صاحبة الرأي وهي التي تملك أن تأتي بفلان أو علان الي السلطة سواء في الانتخابات النيابية التي باتت علي الأبواب أو في الانتخابات الرئاسية التي ستليها‏,‏ أي أن السؤال هو من الذي سينتخب الرئيس القادم‏,‏ وما هي الإجراءات التي تضمن أن يكون الشعب هو بالفعل صاحب القرار‏,‏ وليس من هو الرئيس القادم‏.‏
تلك هي المساحة التي كانت تسمح ـ في حالة وجود صحفي محنك ـ بأن نتعرف ويتعرف معنا العالم علي أفكار الرئيس مبارك في هذا الشأن‏,‏ والاجابة كانت ستكون ـ في جميع الأحوال ـ دالة‏,‏ لأنها كانت ستنير الطريق بما قد يكون في فكر الرجل الذي يملك وحده القرار في هذا الموضوع‏,‏ وقد كان المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس مع رئيس الوزراء الايطالي فرصة سانحة لكن السؤال الساذج للصحفي الإيطالي أضاع تلك الفرصة‏.‏



المزيد من مقالات محمد سلماوي
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)