shopify site analytics
رئيس جامعة ذمار يتفقد دائرة المكتبات ويبحث خطط تطوير المكتبة المركزية - رئيس الجامعة يدشن امتحانات الفصل الدراسي الأول بمعهد التعليم المستمر - مصلحة الدفاع المدني تنظم زيارة إلى معارض الشهداء بالعاصمة صنعاء - اسدال الستار على بطولة الجمهورية للعبة الملاكمة - انطلاق الماراثون الطلابي لكليات جامعة ذمار كخطوة نحو البطولة الوطنية - ذمار تكرم اسر الشهداء - مجموعة إخوان ثابت تدعم هيئة مستشفى الثورة العام بالحديدة بأدوية خاصة - في ذكرى الفاجعة وألم الفقد.. عبدالجليل حيدر .. الفقيد الإنسان - الكرملين: لهذا السبب استهدفنا أوكرانيا بصاروخ أوريشنيك - واشنطن تهدد.. لماذا لا تعترف بعض الدول بالمحكمة الجنائية الدولية وترفض الانضمام اليها -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - 
تحلم بذلك اليوم منذ الأزل تعلم بأنه نهاية لحياة وبداية لأخرى، ترى المستقبل أمامها جميلا مفروشا بالورود والأحلام، وتدخل هذه الحياة الجديدة بسلاح واحد فقط، وهو الأمل لكن...؟
"ما كل ما يتمناه المرء يدركه" فتجد أن الأمل قد تبدد وأصبح يأسا وحزنا وألما نفسيا وأحيانا كثيرة جسديا، فبعد الخروج من منزل الأهل والدخول في منزل الزوج لا يعود أمامها إلا الصبر، حين تُصدم بالواقع، وحين لا يفيد الصبر تجد الحل الصعب هو الحل الوحيد.. الطلاق ليس سهلا لكنه في بعض الأحيان شُر لا بُد منه، ديننا أحله وحرّمه مجتمعنا بعادات وتقاليد بالية عفا عنها الزمن؛ ولأننا في مجتمع شرقي ذكوري يجد الخطأ دائما في المرأة فهي المتضررة الأولى والأخيرة من الطلاق، لكن هناك العديد من النساء اللآتي يرفضن الحياة المُرّة مع الزوج والحياة الأمر عند الأهل بعد الطلاق، ويحاولن بناء حياة جديدة لهن...

الخميس, 27-مايو-2010
عدن : ابتهال الصالحي ورندى باعشن -


تحلم بذلك اليوم منذ الأزل تعلم بأنه نهاية لحياة وبداية لأخرى، ترى المستقبل أمامها جميلا مفروشا بالورود والأحلام، وتدخل هذه الحياة الجديدة بسلاح واحد فقط، وهو الأمل لكن...؟
"ما كل ما يتمناه المرء يدركه" فتجد أن الأمل قد تبدد وأصبح يأسا وحزنا وألما نفسيا وأحيانا كثيرة جسديا، فبعد الخروج من منزل الأهل والدخول في منزل الزوج لا يعود أمامها إلا الصبر، حين تُصدم بالواقع، وحين لا يفيد الصبر تجد الحل الصعب هو الحل الوحيد.. الطلاق ليس سهلا لكنه في بعض الأحيان شُر لا بُد منه، ديننا أحله وحرّمه مجتمعنا بعادات وتقاليد بالية عفا عنها الزمن؛ ولأننا في مجتمع شرقي ذكوري يجد الخطأ دائما في المرأة فهي المتضررة الأولى والأخيرة من الطلاق، لكن هناك العديد من النساء اللآتي يرفضن الحياة المُرّة مع الزوج والحياة الأمر عند الأهل بعد الطلاق، ويحاولن بناء حياة جديدة لهن...
"السياسية" بحثت خلف الأبواب المُغلقة عن الطلاق بين قصص نجاح وفشل في المجتمع الصعب.

العنف .. هو السبب
دار الإغاثة الاجتماعية بعدن أحد ملاجئ المرأة، سواء المعنّفة والسجينة والمطلقة، حين لا تجد أحدا.
تأسس المركز باسم مركز الإغاثة لرعاية المرأة عام 2004 كمكتب في القنصلية الألمانية، وفي عام 2005 بدأ العمل الرسمي في المركز.


تقول مديرة إدارة الإغاثة الاجتماعية عفراء الحريري: "المركز يقدّم المعونة للمرأة التي تهرب من المجتمع الذي يراها عيبا بحد ذاتها، وبالنسبة إلى تمويلنا المادي فإننا نستلم حاليا إعانة مؤقتة من منظمة جي. تي. زد الألمانية من جانب تنمية المرأة".


وتضيف: "يوجد الآن في الدار 8 نساء وطفل واحد.. وتحول هؤلاء النسوة إلينا عبر البحث الجنائي أو اتحاد نساء اليمن - فرع عدن أو من المحافظات، عبر نيابات المحافظات، أو وحدهن أو عبر نساء أخريات، الدار تقدّم كل ما تحتاجه النساء، فهي عبارة عن إيواء وتأهيل وتدريب، وتقدّم السكن والمأكل والملبس، حتى إنها تقدم المساعدة لمن تريد الدراسة أو تقع تحت تأثير عائلتها، ونوفّر بعد ذلك لهن الوظائف -إن أمكن- وأكثر الموجودات هنا نتيجة عنف أسري، سواء كان هذا العنف لفظيا أم جسديا أم جنسيا أم نفسيا، وأكثرهن محوّلات من المُحافظات".


وأشارت إلى أن الأنشطة التي تقوم بها الدار هي تقديم دروس في محو الأميّة والتدريب على الحرف اليدوية والمهنية التقليدية، "ونحن نقيم معارض لكن ليس بكثرة، والنساء الموجودات في الدار الآن يشاركن في كل الأنشطة لتأهيل أنفسهن، فُهن نساء مرفوضات إما من أهلهن أو أزواجهن أو هاربات".


وقالت: "كُنّا في السابق نحدد مُدّة معيّنة لبقاء النزيلات، لكن الآن رأينا أن الأمر مستحل، وذلك لأننا نحتاج إلى وقت كبير لنعيد تأهيل الإنسانة التي أمامنا، فالعمل لإعادة تأهيل إنسان يحتاج إلى جُهد وعمل شاق ومتكامل، وإذا أتت إلينا المرأة ومعها طفل نحميهما معا، ونحمي المرأة وأطفالها من زوجها إذا أراد أذيتها، حتى إذا أتى رجل وطالب بابنه نمنعه ونستعين بالشرطة التي تلبِّي طلبنا عادة، ولا يستطيع أخذ طفله إلا بأمر من المحكمة، وإذا خرجت الفتاة من الدار برضاها لا تعود إليه إلا في حالة واحدة، هي أن تكون قد تعرّضت إلى عنف مضاعف".


وتضيف عفراء: "يواجهنا العديد من المشاكل، خصوصا من المُحافظات. فحين تحوّل إلينا فتيات لا تتابع معنا الجهات المسؤولة هناك أمرهن، وهذا خطأ كبير، فيجب أن تكون العملية تكاملية. أما المشكلة الأساسية فهي وثائق الهويّة، خاصة النساء اللآتي يؤتين من المحافظات، والأطفال الموجدين لدينا. وأكثر الأشياء التي تمنعنا من العمل براحة هي مصلحة السجل المدني، فهي تعرقل عملنا منذ عام 2006".


وترى أن مشاكل مجتمعنا عديدة، أهمها: الموروث الثقافي المتخلّف، والعيب والحرام، يمنعنا من التقدّم، بالإضافة إلى الفقر والجهل وضعف الوازع الديني، "كما أن المرأة في مجتمعاتنا الشرقية هي الحلقة الأضعف، فهي المخطئة دائما".



سأحدد مستقبلي
"أ. س" مشكلتها بدأت بعد الطلاق، تقول: "بعد طلاقي وعودتي إلى بيت أهلي واجهت مشاكل لا تُحصى من معاملة قاسية جداً من أفراد أسرتي التي كانت تحمّلني مسؤولية طلاقي، وكان العالم انتهى بطلاقي، فأقر أهلي حُكم الإعدام عليّ ورغبوا بشدة أن تتوقّف حياتي عند هذه التجربة الفاشلة لي، وكأنه لا تكفيني مرارة خراب بيتي ومرارة أن أكون امرأة مطلّقة، فوجدت أن ظُلم المرأة المطلقة من قبل المجتمع طبّق عليّ من أفراد أسرتي قبل أي أحد، فإذا رفضني أهلي وهم أقرب الناس لي، ماذا أتوقع من المجتمع؟!".


وأضافت: "حاولت معهم كثيراً، وأبديت رغبتي في أن أبدأ من جديد، وأن الحياة لم تتوقّف عند طلاقي، وأنها مشيئة الرحمن، لكن دون جدوى. حاولت إقناعهم برغبتي في مواصلة دراستي وأن أعمل وأن أشعر بكياني، وأنني إنسانة قادرة على العطاء. كانت داخلي أحلام كبيرة وصادقة، لكنها تكسّرت أمام ظُلم أهلي وإصرارهم على البقاء بقية عُمري حبيسة البيت، عندها قررت أن أثور على واقعي، وأن أحدد أنا مستقبلي بعد أن عجزت عن تحديد ماضيي، وذهبت إلى مركز الشرطة لأقول لهم أريد حلاً لمشكلتي، فاتوا بي إلى الدار، والحمد لله لم يخيّب الله ظنّي، فقد قدّمت لي كل الاحتواء والرعاية، وأنا الآن استكمل دراستي (دبلوم سكرتارية)، وأعمل لدى الدار، وقررت أن أبدأ من جديد".




حكاية تعيد نفسها..
"ج. ع" (30 سنة) طلّقها زوجها (ابن عمها) بعد مشاكل أُسرية طالت كثيرا، أخذ منها أولادها، ولأن أبيها وعمّها (والد الزوج) يعيشان في المنزل نفسه في السعودية، وكذلك بسبب انتهاء فترة إقامة والدها، اضطرت للسفر إلى اليمن لتعيش عند عمّها الآخر الذي يسكن في حضرموت، وبسبب كثرة مشاكله وأسفاره، ولعدم توفّر من يرعاها هناك، أو في أي مكان، جاء بها إلى الدار.


وقالت: "قديماً كُنت ضحية لتفكك أسري، حيث طلق أبي أمي وأنا طفلة، وعشت مع أبي، ولأنه لم يستطع أن يحفظ لي حقي، تكررت المأساة مرة أخرى لأصبح مطلقة، ابنة مطلقة، وسيعيش أطفالي تفككا أسريا مثل الذي عشته، ولا زلت أنتظر فرج ربي لاستكمال أوراق إقامتي حتى أتمكن من أن أرى أطفالي مرة أخرى".


العمل الذي تقوم به الدار شيء جميل، ومطمئن لمثل هؤلاء النساء، ولكن هذا لا يعني أن كل من طُلّقت تستطيع أن تذهب إلى الدار، وتجد العناية والرعاية هناك، فهناك مئات العيّنات التي توجد خارج أسوار الدار، يعانين ما من ظلم أقرب الناس لهن، ومن ظلم المجتمع ورفضهن بعد الطلاق، وكم من حكايات سمعناها وأدمت قلوبنا. فمنهن من ارتضت بالأمر الواقع، واستسلمت لأب ظالم أو أخ جاحد ليسيّرها كما يريد، وهي مثل الدّمية في أيدي طفل لا حول لها ولا قوة.



من ضياع إلى آخر..
"ش. هـ" مطلقة منذ عامين تقول: "طُلقت مثلي مثل الكثير غيري، طُلقت بعد مُعاناة وألم، ضُربت وتعذّبت، إلى أن ارتضى أخيرا أهلي بأمر الطلاق، وحين خرجت من سجني عند ذلك الرجل فرحت كثيرا، وكُنت أظنّ أني تحررت، وسأعود كما كُنت في السابق، وأعود لدراستي وربما أعمل. بنيت قصورا في الرمال، فهدمها أخي بلحظة، ما إن أكملت عدّتي إلا ووجدته يبحث لي عن عريس آخر، ولم يستطع أحد ردعه حتى أبي معه ضدي".


وتضيف "صرخت وناديت، لكن لا حياة لمن تنادي.. وتزوجت مجددا بنفس طريقة الزواج الأول، لكن هذه المرة مع بعض التنازلات فأنا مطلّقة، وما الذي حدث طلاق آخر.. وسريع جداً هذه المرّة لمت أهلي وكرهتهم لضعفهم أمام المجتمع ولقسوتهم أمامي. نقمت على من حولي، وحين مات أبي خرجت من المنزل، وأخذت نصيبي من ميراث أبي بالرغم عن أخي. وجدت بنفسي القوة لأقول: لا، وأخي لم يستطع المُعاندة كثيرا هذه المرة، بما أنه سبب طلاقي الثاني، وبما أني مطلّقة ومرتين؛ فانظروا لنظرة المجتمع لي، لكن ما بداخلي كان أكبر، كان غضبا ورغبة في الانتقام ممّن حولي، خصوصا الرجال.. ووجدت نفسي من رجل لآخر أهدم بيوتهم ثم أنسحب وكأني أريد كل امرأة مطلّقة مثلي وكل رجل يُعاني، لم أستفد شيئا بل ضريت نفسي وغيري، والآن أنا لا ألوم أحدا إلا نفسي، فأنا من رميت بحالي على هذا الطريق، ولا أحد سينظر للسبب يكفي المجتمع النتيجة التي وصلت إليها..!".




أن تأتي متأخرا..!


"ع. د" (60 عاما) طُلقت بعد زواج دام 35 سنة، أنجبت خلاله 4 أبناء، تقول: "كانت المشاكل بيني وبين زوجي لا تنتهي، وكنت أحاول جاهدة ألاّ يعرف أبنائي مشاكلي مع والدهم، حتى لا أؤثر على دراستهم أو حبّهم واحترامهم له، وبالتالي كُنت اكتم غيظي وأحزاني ولا أشكو إلى أحد حتى أهلي، وهذا الأمر قوّى زوجي وزاده ظُلماً وقسوة، وطالما هددني بالطلاق، ولكني كُنت أتجاهله ولا أرد على تهديداته، فكان يسمعني أشد الكلام، وكان ينتهز أبسط الفرص لعمل مشكلة، وخاصة أمام الأبناء أو الضيوف، ولكني كُنت لا أترك له مجالا ليعمل مشكلة، وأنهي الموضوع بسرعة، وأنفّذ كل طلباته بدون نقاش؛ لأنني أعلم ما يبيّت من وراء ذلك".


وتضيف: "ولكن بعد 30 سنة من تحمّل العذاب والمشاكل التي حملتها وحدي فاض بي، ولم أعد استطيع أن أتحمّل أكثر. وصلت لنقطة النهاية، وعند تهديده لي بالطلاق كالعادة قلت له إنني لا أخاف الطلاق، وبالتالي طلقني. وحاليا أنا الآن أعيش أهدى أيام حياتي، فبدأت أنعم بالطمأنينة وراحة البال، وأعيش عند أكبر أبنائي إلى أن يحين الأجل".



ما بعد الطلاق..
يجب على المرأة أن تعلم بأن الطلاق بحد ذاته ليس عيبا وإنها تسميتها "امرأة مطلّقة" ليست وصمة عار لتخجل من نفسها. وإلا ستفتح على نفسها باب الشيطان وتظل تقول: "لو كُنت عملت كذا لكان كذا". كما أن أول غلطة تقع فيها المرأة بعد الطلاق هي لعب دور الضحيّة وذمّ زوجها السابق، لكن هذا ليس حلا أبدا.
نسيان الماضي هو الحل الوحيد، وأسلم طريق هو محاولة التخطيط للمستقبل من جديد، وأهم شيء يجب تذكُّره هو أنه ليس كل الرجال مثل بعض، فلا يجب تعميم التجربة القاسية والسابقة على كل الرجال، والأهم لا تسقطي في بئر الزواج من أول من يطرق بابك؛ هربا من "وصمة الطلاق"؛ لأنك بهذا توقعين نفسك في تجربة فاشلة أخرى.



تأثيرات نفسية
ما الذي يؤثر في نفسية المطلّقة، وكيف تفكّر، وكيف ترى العالم من حولها، أسئلة كثيرة قد لا يعرف إجابتها إلا من عاش التجربة. توجهنا بهذه الأسئلة إلى الأخصائية الاجتماعية حنان القعيطي، التي بدورها أشارت إلى أن السائد دائماً عدم تفهّم المُحيطين بالمطلّقة لظروفها النفسية، فهناك من يراها الضحيّة المذبوحة على مذبح اضطهاد المرأة والجور على حقوقها، وتارة يُنظر إليها على أنها الآثمة المقصّرة، المهملة، الجاهلة بحنكة النساء وكيدهن.


وتقول: "المطلقة ببساطة لا هي هذه ولا تلك، قد يكون هناك تقصير منها أو جور من زوجها أو سوء اختيار للطرف الآخر من أول الأمر، ولكن في النهاية المطلّقة تعاني –بغضّ النظر عن الأسباب والمُسببات التي أدت إلى الطلاق– من إحساس الإحباط والفشل وضياع الأيام والشهور والسنين، وبالتالي هي لا تحتاج إلى من يزيد الضغوط عليها بتذكيرها بما حدث أو بما كان، فالضغوط النفسية لا تفارقها مهما حاولت إخفاء حالتها النفسية المضطربة وتركيبتها النفسية المدمّرة في بعض الأحيان، قد تضحك وتتسامر وتبدي أمام الجميع المرح والبهجة، ولكن يبقى ما بداخلها ضاغطا عليها يُوشك في أي لحظة على الانفجار".


لافتة إلى أن "المرأة بعد الطلاق تكون في أمسّ الحاجة إلى إعادة الاتزان النفسي، ولن يتأتّى ذلك إلا بالاستغراق في عمل جاد يُثمر في نهايته نجاحا واضحا، بمعنى أكثر وضوحا هي في حاجة إلى الاهتمام بأمور أخرى تبعدها عن ذكريات الماضي مثل: الدراسة، العمل، العمل التطوعي أو أي نشاطات أخرى لتثبت للجميع أنها ما زالت قادرة على العطاء والبذل، وأنها ما زالت طاقة حيّة لم تنضب بعد، وكل هذا لن تستطيع أن تحققه إلا بمساندة أقربائها والمتمثلين في الأسرة والأصدقاء. ولكن –للأسف- هذا لا يحدث كثيراً في مجتمعاتنا الشرقية؛ لأنهم ينظرون إلى المطلقة نظرة غير عادلة، وكأنها مذنبة وهمّ ثقيل على كاهلهم".



الطلاق في الإسلام
الطلاق حق وشرع الله؛ لكن هناك من يستخدم هذا الحق بطريقة غير مشروعة، فإما أن يمنعه وإما أن يبيح استخدامه في كل مناسبة. والله عز وجل بين حقيقة وأهمية الطلاق عند استحالة الحياة الزوجية، بقوله تعالى: {الطلاق مرتان فإمساكٌ بمعروفٍ أو تسريحٌ بإحسان}.. البقرة.


والإسلام أباح الطلاق، ولكن بضوابط شرعية ليجعله آخر العلاج عند تعذر عودة الحياة بين الزوجين إلى الاستقرار الأُسري، ولقد حدث الطلاق في زمن النبي (صلى الله عليه وسلم) حيث طلق زيد بن حارثة (رضي الله عنه) زينب بنت جحش (رضي الله عنها). ومما روي كذلك أن امرأة ثابت أتت النبي (صلى الله عليه وسلم) وطلبت أن تخلع زوجها فقال لها (صلى الله عليه وسلم): {تَردين عليه حديقته؟ فقالت: نعم. فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): {اقبل الحديقة وطلقها تطليقة}.


وإباحة الطلاق ليست دعوة له أبدا، فهو أبغض الحلال عند الله، ولكنه الحل في كثير من الأحيان بدل عذاب الزوجين.
والطلاق بحد ذاته نعمة وهبة من الله، إلا أننا –البشر- نأبي إلا أن نحوّل النّعم إلى نقم، فنجد الطلاق سبب ضياع الأطفال أو بُعدهم عن أهلهم، فلماذا لا نلتزم بالدِّين الإسلامي ومبادئه. والقاعدة الشرعية في ذلك حديث النبي (صلى الله عليه وسلم): {لا ضرر ولا ضرار}.



نحاول دعم المرأة
هناك جهات تحاول التخفيف من وقع الطلاق على المرأة "الضحية"، سواء العمل على تأهيلها أو تقديم التوعية القانونية لها، وفي هذا الصدد تقول رئيسة اتحاد نساء اليمن - فرع عدن، فاطمة مريسي: "الاتحاد يقدّم العديد من الخدمات للمطلقات من كل النواحي، سواء كانت اجتماعية أم قانونية أم مادية، فإذا احتاجت إلى دعم مالي نوجّهها إلى صندوق الرعاية الاجتماعية، وإذا أرادت العمل نحولها إلى مؤسسه إقراض لتمويل مشروعها الصغير، ونرعاها صحيا أيضا، ومن الناحية القانونية: إذا أرادت محامي للترافع في قضية طلاقها أو قضايا الحضانة نُوكل لها واحدا.. فنحن لدينا فريق متطوّع من المحاميات لهذا الغرض، والمحتاجة إلى تأهيل معيّن نحيلها إلى جمعيات خاصة لتأهيلها، ومنها دار الإغاثة الاجتماعية".
وتضيف: "أتمنّى أن يكون لدينا دعم أكثر، خصوصا ماديا، فنحن نعاني مشاكل في هذا الجانب، وأحيانا في القضايا التي تحتاج إلى محامٍ نقف في وسط القضية؛ لأنه ليس لدينا المال. المحامي متطوع لكن هناك إجراءات قانونية كثيرة تحتاج إلى المال، وطبعا توقّفنا يؤدي إلى ضرر القضية، وبالتالي إلى ضرر المرأة صاحبت القضية. كما أتمنّى أن إنشاء مراكز لتأهيل المرأة؛ لأننا نحتاج إليها كثيرا في مجتمعنا، وأن تتعاون منظمات ومؤسسات المجتمع المدني لمصلحة المجتمع ككل".


وترى مريسي أن سبب الطلاق الرئيسي في مجتمعنا هو المال..! قلة المال والحالة الاقتصادية السيئة التي تعيشها أكثر الأسر في مجتمعنا تؤدي إلى الطلاق، فإما أن الرجل لا يريد تحمل مسؤولة أطفاله وبيته وزوجته، وإما أن المرأة تطلب طلبات كثيرة جدا فوق طاقة الرجل.



المجتمعات الغربية
يجب أن نقر بأن الطلاق حل من الله تعالى لكثير من المشاكل، وليس سببا لمضايقة وأذية المرأة. إن المجتمعات الغربية التي حرّمت الطلاق على نفسها، وتهجّمت على الإسلام لأنه يبيح الطلاق، واعتبرت هذا الأمر متعارضا مع حقوق المرأة، بدأت تُراجع نفسها وتبيح ما حرّمته على نفسها قرونا، وصار هذا الطلاق يتم إما بمباركة وقبول الكنيسة وإما بموافقة قانونية من خارج سُلطان الكنيسة، والأرقام مُدهشة، والحقائق أشبه بالخيال.


وقد نادى الفيلسوف برتراند راسل في كتابه "الزواج والأخلاق" باستباحة الطلاق أيام كان محظورًا، فقال: "لقد وجدت أميركا الحل لمشكلة النّفور والبغضاء بين الزوجين في الطلاق، وإنّي أرى أن تحذوا إنجلترا حذو أمريكا وتبيح الطلاق على نطاق أوسع ممّا عليه الوضع حاليا".



ختاماً:
ليس هناك امرأة تريد أن تقبع في غرفتها تتأمل الظلام الدامس من حولها، ليس هناك من لا تتمنّى أن ترى بريق أول شعاع للشمس يشرق على حياتها، إلا أنها محتاجة إلى عون من حولها، بتأكيدهم لها أنها ما زالت قادرة على الوقوف على قدميها، إنها ما زالت عندها القُدرة على العطاء في ميادين الحياة المختلفة، وأن الحياة لم تتوقف بعد، فإن أحيطت المطلّقة بهذه المشاعر والقناعات الإيجابية فسوف يتسرّب إليها الأمل، والنظر الأكثر إشراقًا إلى المستقبل، فيدفعها ذلك إلى العطاء والبذل والتأقلم مع الحياة بما فيها من صعوبات نفسية أكثر اتزانا ورؤية أكثر عقلانية، فلا تجلس حبيسة الماضي وذكرياته، بل تنطلق إلى آفاق جديدة بحيوية ونشاط وعطاء مستمر ونفسية مستبشرة بقرب فجر جديد، فمتى سندرك أن الطلاق بحالته الصحيحة ليس وصمة عار على جبين المرأة، بل قد يكون نهاية سعيدة لحياة شقيّة ومرهقة؟

نقلا عن السياسية



أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)