صنعاء نيوز/بقلم سمير الشعوبي – باحث في التاريخ القديم -
سميت هذه المدينة الجميلة باسم باريس نسبة لسكانها الأوائل وهو اسم لأقدم قبيلة سكنتها وهي إحدى مجموعة القبائل التي شملها اسم أشهرها "قبيلة الغال Mac Gall" ، وعرفت القبيلة التي استوطنت منطقة هذه المدينة باسم ـ باريسي أو باريشي.
وقبائل الغال هم الذين سكنوا ايرلندا قديماً وينحدرون من أصل واحد هم وسكان شمال أفريقيا من الأمازيغيين القدماء وتتضح هذه الحقيقة من الصلات اللغوية والثقافية المعروفة بين الأمازيغيين والغاليين الذين سكنوا ايرلندا ، وقد ذكر ديفيد إيكه في كتابه "السر الأكبر" بشأن هذا الصلة العديد من الأمور من ذلك قول أن (كل من يتقن اللغة الغيلية (لغة الغاليين) يفهم تماماً اللغة البربرية) ومعروف طبعاً أن لغة الأمازيغ هي توأم اللغة الأمهرية التي مازال يتكلم بها عدد من القبائل في اليمن وعمان وفي جزيرة سقطرة .
وكان هؤلاء المُهريون أو الأمُهريون (الأموريون) بحارة لهم خبرة بالبحر وبصناعة السفن والصيد والملاحة.
وقد ورد في نص مسماري من أرشيف الملك الفاتح الشهير المسمى في دراسات تاريخ بلاد الرافدين بـ "سرجون الكدي" أن فتوحاته "انطلقت من أرض (مورو) أو أرض الأموريين" ، وأن "سفنه وصلت إلى أرض بحر غروب الشمس" .
وقد عثر فعلاً في منطقة "كولورادو" بالولايات المتحدة الأمريكية على نقوش وكتابة مسندية ظفارية ورسوم يوجد لها نظيرها في منطقة ظفار الواقعة ضمن ما يسمى حالياً "سلطنة عمان" من اليمن الطبيعي
.كذلك عثر في مناطق أخرى من أمريكا على نقوش بكتابة مسندية وأخرى بالكتابة التي يسمونها الفينيقية..
ونعود لنكمل الكلام عن باريس التي يذكرنا فيها اسم نهر "السين" -الذي يقسم المدينة غلى شطرين - باسم المعبود القديم لسكان المهرة وحضرموت وعمان) وهو المعبود "سين" إله القمر) وهو الذي كان أيضا معبود الكديين في عصر السلالة الكدية.
ويذكر "أ.واديل" صاحب كتاب (الأصول السومرية للحضارة المصرية) أن سفن سرجون الكدي قد وصلت إلى سواحل الجزيرة البريطانية إذ أرسل بعثاته إليها لاستخراج معدن القصدير وجلبه.
أيضاً فإن الغاليين الذي يعود إلى اسم إحدى قبائليهم أصل تسمية مدينة باريس ، هؤلاء الغاليون تربطهم بالعرب القدماء في شمال أفريقيا (مصر والمغرب العربي) روابط وصلات ثقافية وحضارية عديدة وليست فقط اللغة ، بل حتى الأزياء والرقصات مثل "رقصة العصا" التي يؤديها مهرجو وأكسفورد Wexford تعود في الأصل إلى سكان شمال أفريقيا (مصر والمغرب العربي)
بل لقد كان الأوروبيون في العصور الوسطى يسمون سكان ايرلندا الغالين بالمصريين.
وكذلك اشتهر سكان شمال أفريقيا بصناعة نفس المراكب (الزوارق) التي عرفها الغاليون الايرلنديون وكانت هذه المراكب أيضاً هي نفسها المستعملة في نهر النيل قديماً.
واشتهر هؤلاء الأيرلنديون أيضاً برياضة معروفة هي رياضة الهورلي التي تعرف عند أهل المغرب العربي باسم (الطاكورت).
وهؤلاء العرب القدماء الذين بنوا مدينة باريس هم أيضاً الذين استوطنوا بريطانيا ومقاطعة ويلز البريطانية . ولهذا فإن تسمية "ويلز" Weallas التي أطلقها السكان الأوروبيون الأصليون على هذه المنطقة معناه (أرض الأجانب).