صنعاء نيوز/بقلم/ عارف أبو حاتم -
قبل يوم من احتفال الجيش بتطهير مديرية عزان من «القاعدة» أعلن المتحدّث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي أنه تم رصد وقتل “وائل الوائلي” المتهم الرئيس بقتل ضابط الأمن الفرنسي بصنعاء في 5 مايو الجاري مع ثلاثة من أعضاء خليته الإرهابية، وغير ذلك تم ضبط وقتل عناصر من «القاعدة» في صنعاء والبيضاء وإب؛ ما يعني أن «القاعدة» كتنظيم بدأت بالتفكك والهروب إلى أكثر من مكان متأثرة بضربات الجيش والملاحقة للعناصر المدانة والمشتبهة.
وأن يجتمع مجلس الأمن بعد ساعات قليلة من مصرع المواطن الفرنسي في صنعاء، وقبلها تداعى الغرب إلى مؤتمر أصدقاء اليمن بلندن لتدارس الوضع الأمني اليمني بعد أيام من إحباط محاولة النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب تفجير طائرة أمريكية مدنية أثناء رحلتها من أمستردام إلى نيويورك عشية الاحتفال بعيد الميلاد 2009م؛ فهذا دليل على أن اليمن لا تمثّل غير مصدر قلق أمني للغرب.
لقد استشعرت أمريكا جدية التهديدات التي أطلقها زعيم «القاعدة» بجزيرة العرب ناصر الوحيشي في منتصف ابريل الماضي أثناء حفل علني باستقبال 19عنصراً من جماعته فرّوا من السجن المركزي بصنعاء في فبراير الماضي.
وأن يكون للجماعات الإرهابية دولة مفترضة في محافظة شبوة، فهذا أمر يغري كثيرين من الجهاديين في السعودية والخليج للنزوح مع عائلاتهم إلى اليمن التي بدت لهم بيئة حاضنة وآمنة؛ ما استدعى الدولة إلى الدخول في معركة إثبات وجود في ظل ظروف اقتصادية بالغة القسوة، وهنا يبرز السؤال عن من يدفع فاتورة الحرب ضد «القاعدة»..؟!.
بالتأكيد أن الولايات المتحدة مارست ضغوطاً كبيرة على دول الخليج وفي مقدمتها السعودية من أجل سداد تلك الفاتورة الباهظة الكُلفة، لكن ما هو أشد تأكيداً من ذلك هو أنه من المحال القضاء على «القاعدة» دون تكاتف وتعاون كل أبناء المجتمع، فالأجهزة الأمنية ليست على كل شيء قدير، وتحتاج إلى سند شعبي واصطفاف اجتماعي وسياسي واضح.
فالقضايا المصيرية لا تقبل لغة الدبلوماسية الزائفة، بل تتطلّب مواقف حدية فاصلة، مع من تكون؛ مع الدولة والشعب أم مع الجماعات الإرهابية المسلحة، أكانت «القاعدة» أم الحوثيين، فكلاهما مشاريع موت ودمار..؟!.
[email protected]