صنعاء نيوز/ إبراهيم مجاهد -
خرج الشيخ صالح بن فريد العولقي عن صمته بعد نحو أسبوعين من المواجهات في محافظتي أبين وشبوة وقد تحفظ كثيراً عن الخوض في هذه الحرب وما يدور فيها ورفض الإدلاء بأي تصريحات رغم تواصلنا معه في "أخبار اليوم" خلال الأيام الماضية، إلا أنه قد خرج عن صمته أخيراً وخصّ الصحيفة بهذا الحوار وقال: سكتنا وصمتنا على الحرب التي يقودها وزير الدفاع، لأننا لا نريد أن ندخل في مواضيع تخص صنعاء ـ على حد قوله ـ مستفيضاً: لكن عندما وصلت إلى عقر الدار خاصة بعد الغارات الجوية على "وادي الصعيد" و"يشبم" فإننا يجب أن نتحدث عن الوضع ونكشف للرأي العام المحلي والعربي والدولي حقيقة الوضع وحقيقة هذه الحرب واصفاً الغارات الجوية أنها بمثابة النكش لـ"بيت الدبابير". فإلى نص الحوار الذي يكشف الكثير والكثير عن الحرب الدائرة في شبوة وأبين منذ مطلع الشهر الجاري..

- في البداية.. شيخ صالح كونك أحد مشايخ وأبناء محافظة شبوة, هل لكم أن تطلعونا على نتائج المواجهات هناك؟

*لقد سكتنا وصمتنا طوال الأسبوعين الماضيين على الحرب الإعلامية التي يقودها وزير الدفاع، علماً بأننا نعرف أنها حرب إعلامية وقد جيّشوا الجيوش الجرارة وأتوا بها من مختلف المحاور، وفتحوا جبهة عدن المحفد وفتحوا جبهة حضرموت ميفعة وحضرموت مأرب شبوة وحشدوا كل ما يملكون من قوة، وأعلنوا من محطة قناة اليمن أنهم قد قتلوا مئاتٍ من عناصر القاعدة وأعداد كبيرة جداً من الجرحى.. ولكن أحب أن أوضح على المستوى المحلي والعالمي أن هذه هي حرب إعلامية كاذبة خاسرة وكل ما حدث وكل من قُتل على هذه الجبهات من عناصر القاعدة هم ثلاثة أشخاص لا أقل ولا أكثر وأربعة في حادث سيارة في منطقة الضلعة بالنقبة، وواحد قُتل في جبهة الصعيد وثلاثة قُتلوا في جبهة ميفعة، وهذه هي كل حصيلة الحرب التي دارت خلال الأسبوعين الماضيين..

- ما حقيقة ما تعلنه قيادات الحملة العسكرية من قتل وجرح وضبط عناصر القاعدة؟

*سكتنا على هذه الحرب الإعلامية، ولكن عندما فشلوا فشلاً ذريعاً في مهمتهم قاموا بشنّ الغارات الجوية على قُرانا وعلى أهلنا وعلى نسائنا وعلى أطفالنا، حبينا أن نوضّح هذه الحقيقة المُرّة للرأي العام وأطلب من الصحفيين والمجتمع الدولي أن يأتوا ويطّلعوا على حقيقة ما تعلنه وزارة الدفاع من قتلى وجرحى في صفوف الإرهابيين، وقد سمعت في قناة اليمن يقولون: إنهم قتلوا مئاتٍ من عناصر القاعدة، وهذا كله كذب, نحن نقول إن هذه الحرب غير صحيحة وللأسف الشديد أننا نُضطر إلى أن نكشفها بعد أن وصل الأمر إلى قصف منازلنا وقُرانا من خلال ثلاث غارات، لذا أحب أن اقول إن هذه هي الحقيقة المُرّة نتيجة فشلهم ونتيجة عدم قدرتهم على مواجهة القاعدة، يقومون بهذه الغارات الجوية..

- ولكن وزارة الدفاع والإعلام الرسمي يتحدث يومياً عن انتصارات يحققها أبطال الجيش والأمن واللجان الشعبية على أرض المعركة, وما مصلحة وزير الدفاع في خوض هذه الحرب الاعلامية وأن يحشد هذا الكم من الجيش والأسلحة إلى المحفد وشبوة؟

*لا أستطيع أن أجيب نيابة عنه (وزير الدفاع) ولكني أقول إن هذه كلها حرب إعلامية لا أقل ولا أكثر والحمد لله أنها أتت سليمة إلى الآن وهي حرب مخيفة إعلامياً.

- هل أفهم من كلامك أن ما يحصل هو مجرد حرب عبثية لصرف الأموال وإخراج الذخائر من مخازن الجيش؟

*هي حرب حقيقةً في منتهى العبثية لصرف الأموال وصرف الذخائر والأسلحة وصرف السيارات، وأنا أعتقد أن هذه حرب يقودها وزير الدفاع ومن معه، وأنهم يريدون أن يُخلوا المستودعات من السلاح الذي فيها، لأن هذه الجيوش الجرارة التي خرجت لم تحقق نتيجة ولا واحد في المائة من الهدف الذي خرجت من أجله..

- طيب, هل صحيح أن عناصر القاعدة فروا إلى مأرب والبيضاء؟

*أنا أستغرب أن يقولوا إن عناصر القاعدة هربت إلى مأرب وإلى البيضاء، كيف يستطيعون الهرب إلى مأرب وإلى البيضاء والجيوش الجرارة هذه تطوق المناطق كلها؟!! عشرات الآلاف من الجيوش في كل الطرق ولن يستطيعوا أن يمروا "إلا إذا عُرج بهم إلى السماء" هذا رأي آخر، لأنه لا يوجد شيء يحل هذا اللغز إلا إذا عُرج بهم إلى السماء، أصحاب القاعدة هم موجودون ومتواجدون في أماكن كثيرة ولم يصلوا إليهم، إنما هذه حرب لا أستطيع أن أقول متفق عليها لكنها حرب "خليني وباخليك"..

- هل هناك ضحايا مدنيين في هذه الحرب العبثية كما تصفها؟



*نعم للأسف الشديد قد سقط مدنيون في ميفعة وسقط مدنيون في عزان وأُصيب الناس الأبرياء، أما القاعدة فلم يُصَب منهم أحد، وهي حرب إعلامية، ونطلب من الدول المجاورة والدول الأوروبية ألا يصدقوا ما يقال إعلامياً وسنكشف الحقيقة، رغم أني اُضطررت لأن أسكت في الاسبوعين الماضيين.. لكن بعد ما وصل الموضوع إلى أهلنا وإلى قرنا الآمنة وإلى القرى المجاورة لأنهم كلهم أهلنا سواءً في ميفعة أو في عزان أو في أماكن أخرى, كلهم أهلنا مثل شبوة أو أبين" ..

وأنا أقول بالصوت العالي إنهم بهذه الطريقة وبهذا الاستفزاز باستعمال الطائرات عند عجزهم وجيوشهم، بأنهم ينبشون بيت الدبابير، ونحن لن نقبل أن نستسلم ولا نقبل أن يروّعوا أولادنا ونساءنا وأطفالنا والقرى الآمنة وسيجبرونا على حمل السلاح ضد الجيش، وأنا أقول إن هذه القبائل ستضطر إلى حمل السلاح للدفاع عن شرفها واستهدافها وعن أهلها.

_ برايك أين الرئيس هادي ممّا يحدث على أرض الواقع؟

*على الرئيس عبدربه منصور أن يعلم أن كل ما يُقال على لسان وزير الدفاع وقيادة الحملة كله كذب، كنت أتمنى أن كل ما يقال من بلاغات أن يكون فيها ولو واحد في المائة من الحقيقة.. لكن على الأخ الرئيس أن يعرف أن هذه كلها حرب عبثية وهذا استنزاف للأموال وللسلاح وأنها لم تحقق حتى واحد في المائة من أهدافها.

- من يتحمل مسؤولية ذلك؟

*إنني أحمل مسؤولية ما يحدث في مدننا وقرانا في محافظة شبوة، محافظ المحافظة/ أحمد على باحاج والدكتور/ على حسن الاحمدي رئيس جهاز الأمن القومي واللواء/ محمد فريد قائد الشرطة العسكرية، الذين نعتبرهم أبناءنا وأبناء المنطقة التي تربوا فيها، ولم نكن نتوقع انهم يكونوا هم رأس حربة، وكنا نتمنى ان هذه الجيوش يقودوها ناس آخرون ممن لا نعرفهم حتى نستطيع أن نقاتلهم، لكنهم عندما يتصدروا هذه المعارك الفاشلة على أسرهم ويقوموا بتدمير مساكن أهلهم صعب نسكت على ذلك.. كان هناك اتفاق بيننا وبين القاعدة وتدخل بعض المشايخ والشخصيات قبل خمسة أو سته أيام، وقالت قيادة الحملة مهلة ثلاثة أيام حتى يخرجوا الأجانب وانتهت الثلاثة الايام حسب ما يقولون والقاعدة قالت إن الاجانب خرجوا، ورجعت قيادة الحملة بعد ثلاثة ايام وقالوا باقي المعدات والسيارات واسلحة استولى عليها عناصر القاعدة في معارك زنجبار مئات الأطقم والمدافع، ويجب ان يسلموها او أقل شيء يخبئونها من أمامنا، وقالوا لهم اعطونا ثلاثة ايام حتى نقنع القاعدة بهذا، وتنتهي المهلة مساء اليوم الخميس إلا أن الناس تفاجؤوا بهذه الغارات والقصف، ومع ذلك الجيش انكسر في أكثر من ثلاث معارك.. "ثلاثين نفرا كسروا ألفين أو ثلاثة ألف نفر في جبهة الصعيد، يسلمون الأسلحة والصواريخ والمدافع ثم تقولوا رجّعوها إلينا..



- هل هناك اتفاق فعلاً, تم ووساطة من قبل وجهاء المنطقة لتجنيبها الدمار وإراقة الدماء.. وما هي أهم بنوده؟

*على كل حال طلبوا منهم مهلة ثلاثة أيام أخرى تنتهي اليوم، على أساس أن هذه الصواريخ أو المدافع التي مع القاعدة، وصلوا إلى حل إما يعيدوها أو تختفي من أمام العيان، المسؤولون هؤلاء نكثوا بالعهد والوعد، ولكن المهلة ستنتهي مساء اليوم الخميس".. ونحن نحمل هذا القيادات من أبنائنا "أبناء المنطقة" المسؤولية، أما القيادات الاخرى التي هي من خارج مناطقنا فلا نحملهم اي مسؤولية لأننا نعتبر أننا في حرب معهم.

- بالحديث عن خروج عناصر المعركة هل هذا يعني أن المعركة انتهت؟

*ليس عندي أي معلومات لكني أقول لك إن القاعدة لم تخرج، واذا خرجوا عشرة أشخاص إلى مخارج أبين وشبوة فهم كثير، أما البقية فمازالوا متواجدين وما زالوا عايشين بكل حرية وبكل أمان.. عندما يقولون إنهم ذهبوا إلى البيضاء ومأرب الطرق كلها إلى البيضاء فيها جيوش والطرق كلها إلى مأرب فيها جيوش، يعني عرج بهم من السماء او اتت ملائكة واخذتهم هذا كله كذب، حتى لو فرضنا انهم ذهبوا هل انتهت المعركة ؟!! لكن انا أؤكد انه لم يخرج أحد وانهم ما زالوا متواجدين، والجيوش هذه "استجبنت" أن تقوم بمهمتها، وأنا اقول لك انهم عاجزون وانها حرب عبثية لصرف الأسلحة والمال، يقودها وزير الدفاع الذي أسميه وزير التموين وليس وزير دفاع.. هذه الحقيقة المرة نقولها بالصوت العالي بأنه لم يُقتَل من القاعدة إلا ثلاثة اشخاص وأربعة في حادث سيارة، والباقي اختفوا بطرقهم الخاصة ووزير الدفاع يعرف أين يختبون واين أماكنهم لكنه لا يجرى ان يقترب منهم.. ويعلنون انهم في الحرب حرروا المحفد وحرروا ميفعة ولكن هذا كله غير صحيح وكله كذب.



وأنا أقول للمجتمع الدولي وأقول للأخ الرئيس هؤلاء يذرون الرماد على عيونه وعليه أن يعرف أن ما يعلن من هذه الأخبار كاذبة. وأريد عبر صحيفتكم أن أبلّغه بأن هذه حرب عبثية, حرب كاذبة, حرب إعلامية ليس لها هدف إلا إرهاب المواطنين في عزان وفي ميفعة والصعيد والقرى المجاورة..

- طيب هل نحن إذاً أمام مشهد من تجارة الحروب؟

*هذا مؤكد مائة بالمائة هذه تجارة حرب، تجارة الحرب الإعلامية الكاذبة بقيادة وزير الدفاع.



- ما صحة المعلومات التي تشير إلى أن هناك أكثر من عشرة آلاف أسرة نزحت من مناطق المواجهات في شبوة؟

*صحيح، تعرف أن القوات المتمركزة في هذه الاماكن مثل النقبة يعيشون في رعب من القاعدة ، ويعيشون في رعب من عدة أشخاص ، في الليل تمشي المدافع و"الدشكة" تضرب بشكل عشوائي وقد اصابت بعض البيوت، بمعنى أنها حرب عبثية لا تصيب أهدافها، وهم لا يعرفون كيف يستخدمون السلاح.. بما فيه سلاح الجو الذي يمارس القصف العشوائي.

- يعني ليس لدى الطيارين إحداثيات للأهداف المراد استهدافها؟

*حتى وإنت كان لديهم الإحداثية فهم لا يعرفون أن يصيبوا الهدف، الأميركي حين يضرب يمكنه حتى أن يلتقط الإبرة.



ما هو دوركم في الإفراج عن الجنود؟

*في معركة الصعيد أنا تدخلت وقلنا للقاعدة إذا لم تسلموا الجرحى وتسلموا الأسرى فسيكون لنا رأي ثاني، وفعلاً سلموا لنا ثلاثة جرحى وثمانية أسرى، بعد أن هربت القيادة حقهم وتركتهم في العراء، والآن الأسلحة التي يطالبون القاعدة بإعادتها إليهم، هذه الاسلحة كانت في المخازن وهربوا وخلوها وخرجت القاعدة من زنجبار بجميع اسلحتهم أمام الجيش, والأميركان الآن يروعون القرى على مدفع أو اثنين مدافع وسيارة أو ثلاث سيارات وهم هربوا أول يوم في الحملة واختفوا مثل النعامة إلى داخل عتق.