صنعاء نيوز -
هل نحن قادرين أن نترك عذاباتنا، آلامنا، وأحزاننا جانباً.. لنكون قادرين على التعايش مع الغير، وهل باستطاعتنا أن نحد من انفعالاتنا ونتناسى همومنا وأوجاعنا قليلاً.. بالتأكيد لا.. فنحن بطبيعة الحال بشر، ودائماً ما نتصرف على هذا الأساس، فلازلنا صغاراً كنا أم كبار نعكس ما بداخلنا على تصرفاتنا، تعاملنا وحياتنا اليومية وبشكل عام، فالإنسانية والعقل الباطن دائماً هو المسيطر والمتمكن منا نحن البشر، لو بالإمكان أن يكون لدينا حدود وحواجز، ليكون بمقدورنا أن نستطيع التحكم والسيطرة على طبيعتنا الإنسانية.
فالحياة التي نعيش ما هي سوى ساحة لردود الفعل، الانفعالات، الأحاسيس والمشاعر لنا نحن البشر، ففي كل يوم نتعلم، نخفق، نيأس، نحب، نكره ولا نزال نحن البشر كما نحن، ما أعظم أن يسمو الإنسان، ويتمكن من السيطرة على عقله الباطن.. ففي أغلب التصرفات التي تصدر منا والانفعالات التي نادراً ما نستطيع التحكم بها، نعلم علم اليقين في قرارة أنفسنا بأننا لازلنا نحن كما نحن، وبأننا لازلنا نتعلم، وكثير من التصرفات تصدر عنا من دون وعي وإدراك، نتوقع مسبقاً عواقبها ونتائجها سلباً كانت أو إيجاباً.
هل بإمكاننا تلافي الأخطاء، التحكم في مشاعرنا وعواطفنا، الحد من ردود أفعالنا المتسرعة، وهل نستطيع أن نجعل ونصنع من إخفاقاتنا انجازات ونجاح يتحقق لنعيشه.. بالفعل نحن البشر لغز معقد، دائماً ما نتعامل مع أنفسنا ومع الغير بتساهل ولامبالاة، وقليلاً ما نجازف ونحاول أن نتعمق ونحلل شخصياتنا الإنسانية المعقدة، وأن ندرس مشاعرنا، انفعالاتنا، وكل ما تسببه وتحققه لنا من نصر وفشل.
جميل أن نتألم، نفرح، نبكي، نضحك ونكون نحن أنفسنا، بعيداً عن كل التعقيدات والمصطلحات، هكذا نحن البشر ليس بمقدورنا أن لا نجازف، أن لا نتعلم، أن لا نخفق، أن لا نحب، أن لا نبكي، أن لا نيأس، أن لا نُحبط، أن لا نكره ونحقد، أن لا، أن لا.. ، كثيرة هي المدلولات البشرية والإنسانية، التي تجعلنا وتميزنا نحن البشر عن سوانا، على الأقل لازلنا بشر ولدينا العديد من الجوانب الإنسانية التي تعطينا الأفضلية..!!
فالإنسان عبارة عن خليط ومزيج رائع وفريد من الأحاسيس، المشاعر والأحلام، التي لا نزال نعيشها جميعنا صغاراً، كباراً، إناثاً، ذكوراً، أطفالاً وشيوخ، جميل أن نظل نحلم، ونتخيل عوالمنا الخاصة، الجميلة والخالية من كل ما يُحبط واقعنا الذي نعيش، فالأحلام تجعلنا أقوى وأكثر تحملاً لما نصادفه أمامنا ونفاجأ بقبحه وشراسته.
"المرء أن لم تحبل به الكآبة ويتمخض به اليأس وتضعه المحبة في مهد الأحلام تظل حياته كصفحة خالية بيضاء في كتاب الكيان"، جبران خليل جبران، الأجنحة المتكسرة (1912م).
الإنسانية التي فقدها العديد من المتنصلين والبعيدين عن عالمنا وما نحن عليه، دائماً ما يرونا وينظرون إلينا بأننا ضعفاء أمامهم، ودائماً يستعرضون جبروتهم، ظلمهم، ويتفننون في عرض مواهبهم في التعذيب وإزهاق الإنسانية، لم تعد تؤثر فيهم الدموع، طلب الرحمة والتوسل، فهم أبعد ما يكونوا عن الرحمة والشفقة، فكل ما يدركونه ويفهمونه غير وارد في قاموس الإنسانية خاصتنا.
|