صنعاء نيوز/ كفاح محمود كريم -
يقول نابليون إن جيشا من الأسود بقيادة غزال سيكون مصيره الهزيمة، بينما سينتصر جيش من الغزلان إذا كان قائده أسداً، استذكرت هذا القول وانا أراقب تصريحات السيد المالكي وهو يتحدث عن الهزيمة المخزية لجيشه، والتي تسببت فيها قيادته ومجموعة من الجهلة والثعالب، حيث تبخرت ست فرق عسكرية تم تدريبها منذ ما يقرب من عشر سنوات، وتسليحها بأحدث الأسلحة من الولايات المتحدة وحلف الناتو، انهزمت وتركت كافة تلك الأسلحة والعجلات والدبابات ولاذت بالفرار.
لقد تسبب جهلهم وسوء إدارتهم وفشلهم في قيادة العراق والتعامل كرجال دولة، إلى سقوط أكثر من ثلث البلاد بيد القوى الإرهابية خلال ساعات، بينما هم يمثلون ادوار البطولة في مسرحية الولاية الثالثة، والعجيب إن نقطة الحياء كما يقول العراقيون قد سقطت عن جباههم، بل انه لو كانت هناك بقايا غيرة عراقية لدى هؤلاء لانتحروا أو استقالوا، اثر واحدة من أخزى هزائمهم وعارات فشلهم وفضاحة أساليبهم التي يندى لها الجبين، وهم يدفعون شخصيات هزيلة متورطة بجرائم جنائية وإرهابية، إلى القيام بحملة تطهير عرقي ومذهبي للكورد والسنة في بغداد وضواحيها ومحافظات الكوت والعمارة والحلة وغيرها، في واحدة من اخطر عمليات اغتيال التعايش والتضامن التاريخي بين الكورد والشيعة والسنة.
فمنذ أكثر من أسبوع يتعرض الكورد والسنة عموما إلى عمليات اختطاف وتهديد وقتل وتهجير في بعض أطراف العاصمة ومحافظات الكوت والعمارة والحلة وغيرها، بل أنهم نصبوا سيطرات في أطراف بغداد وعلى الطرق المؤدية إلى كوردستان، يعترضون فيها المواطنين الكورد ويوجهون لهم الاهانات ويعيدونهم إلى الإقليم، بينما تعج مدن كوردستان وبلداته بمئات الآلاف من العراقيين الشيعة والسنة النازحين من جور حكمهم والإرهاب، ليعيشوا بأمن وسلام وعزة وكرامة.
في الأمس وفي جلسة البرلمان الجديد بانت عوراتهم وكميات الحقد واللؤم والكراهية التي ظهرت على سلوكهم الشائن الذي يمثل حقيقتهم المخفية تحت جلابيب مسرح حكمهم الهزيل، حيث خرج ( فرسان ) السفاهة والشتائم من المأزومين أبدا والفاشلين تحت الأضواء، المتعملقين في السراديب ودهاليز الظلام والفساد، لكي يهددوا الكورد بسحق رؤوسهم بعد انتهاء أزمتهم الأبدية؟
لقد بانت بذاءتهم التي سمعناها ورأيناها على شاشات التلفزة وتلك التهديدات والشتائم التي تعكس ثقافتهم وأسلوب تعاملهم مع الآخرين، وقد شهدناهم أيضا في سوح الوغى التي سجلت عارات هزائمهم المخزية في الموصل وتكريت وكركوك وكل المواقع التي تركوها وتركوا سكانها يواجهون مصيرهم ولاذوا بدشاديشهم!؟
إن سر هزيمتهم ليس بقوة العدو بل تكمن في ثقافتهم البائسة وسلوكهم وبذاءتهم وتصرفاتهم، وهو سر سقوطهم وانهيارهم أيضا، بينما يبقى سر تقدم ونجاح الكورد وكوردستان يكمن بأخلاقياتهم ونبلهم وتسامحهم واحتضانهم لكل أبناء العراق دونما النظر إلى أعراقهم أو أديانهم أو مذاهبهم، فبينما يتعرض الكورد الى الاضطهاد والملاحقة في بغداد وبقية المحافظات، تحتضن كوردستان مئات الآلاف من السنة والشيعة والمسيحيين والصابئة لتكون لهم وطنا دافئا كريما آمنا يضم الجميع تحت جناحيه.
[email protected]