صنعاء نيوز - طالب المهندس هشام شرف وزير التعليم العالي أمريكا والسعودية ودولة الامارات بتأهيل وتعليم مائة ألف شاب يمني لتحديث الادارة اليمنية خلال العشر السنوات القادمة.. وأشاد في كلمته التي ألقاها باسم الحكومة في الاحتفال الذي أقامته سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بمناسبة العيد الوطني الـ238, بالمواقف الأمريكية تجاه اليمن ودعمها للوحدة اليمنية من خلال اعطاء الضوء الاخضر للرئيس السابق علي عبدالله صالح في تسعينيات القرن الماضي.. اضافة الى الدعم الأمريكي للجهود التي يبذلها الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية لإخراج اليمن من الأزمة الراهنة..
وقال: نفتخر بعلاقتنا الطيبة مع شعب وحكومة الولايات المتحدة ممثلة بالرئيس هادي والرئيس باراك أوباما.. كما نعتز بوقوف الولايات المتحدة معنا في معركتنا ضد الارهاب والتطرف وقوة التخلف والشر والظلام، والتي تحاول أن تعيد هذا البلد الى الخلف والى عصور الجهل والظلام..
ونظراً للمضامين المهمة التي جاءت في كلمة وزير التعليم العالي في الحفل الذي أقامته السفارة الأمريكية بصنعاء مساء أمس (الميثاق) تنشر نصر الكلمة..
نص كلمة م/هشام شرف في الاحتفال باليوم الوطني للولايات المتحد الأمريكية
سعادة سفير الولايات المتحدة الأمريكية بصنعاء
السفير ماثيو تيلر..
سعادة القائمة بالأعمال بالسفارة
السيدة كارين ساساهارا
السيدات والسادة طاقم السفارة الأمريكية والرعايا الأمريكين بصنعاء
معالي الوزراء سعادة السفراء
سيداتي سادتي الحضور.. اسعدتم بالخير مساء، ورمضان كريم وكل عام وانتم بخير..
باسم رئيس الدولة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس الحكومة دولة الاستاذ محمد سالم باسندوة وكافة أعضاء حكومة الوفاق الوطني وشعب اليمن، أهنئ سعادة السفير وطاقم السفارة ورئيس وحكومة وشعب الولايات المتحدة الأمريكية بالذكرى الـ»238« للعيد الوطني.
وأتشرف بحضور الاحتفال بهذه الذكرى ممثلاً لحكومة الوفاق الوطني، والذي يتزامن مع وصول سعادة السفير ماثيو تيلر، السفير الأمريكي الجديد، وأتمنى له التوفيق والنجاح وطيب الاقامة.
سعادة السفير السيدات والسادة الحضور..
للولايات المتحدة الأمريكية بصمات لا تمحى ومواقف لا تنسى في بلادنا اليمن.
ففي ستينيات وسبعينيات القرن الماضي واقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ساهمت الولايات المتحدة في مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في اليمن، حيث مولت انشاء ودعم مشاريع الصحة العامة والطرق والمياه والصرف الصحي والتعليم العام والعالي، ولازالت هناك معالم ماثلة للعيان كمشروع كنيدي بتعز وكلية الزراعة بجامعة صنعاء والمراكز الصحية والمدارس في عدد من المناطق، جنباً الى جنب مع برامج الدعم التنموي للتأهيل العالي خلال الثمانينات.
وكان للولايات المتحدة دوراً مهماً وحيوياً من خلال الدعم السياسي لقيام دولة الوحدة، الجمهورية اليمنية.. ولمن لا يعلم بخبايا بعض التفاصيل، وكنت أيامها أعمل مع صاحب الذكر الطيب المرحوم الدكتور محمد سعيد العطار، فقد كانت زيارة رئيس الجمهورية السابق الرئيس علي عبدالله صالح في يناير 1990م هي الضوء الأخضر للمضي قدماً بمشروع دولة الوحدة، ومثل ذلك اللقاء بالسيد جورج بوش رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بناء اللبنات القوية لقيام الجمهورية اليمنية، وتحقيق دولة الوحدة آنذاك من خلال دعم أمريكي كبير في كل المحافل الدولية وتحقق حلم الشعب اليمني في 22 مايو 1990م.
وبرغم بعض الفتور في العلاقات بسبب أزمة غزو الكويت وحرب الخليج، فقد كان للولايات المتحدة موقفاً متميزاً وجاداً مع وحدة اليمن خاصة مع أحداث حرب العام 1994م.
وعادت العلاقات منذ أواخر القرن الماضي وبداية الألفية الثانية أقوى مما كانت عليه، وتمثل ذلك في عودة الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م، ونشاط متزايد لوكالة التنمية الدولية الأمريكية »usaid« وتقديم الدعم لمشاريع حكومية وغير حكومية ومساعدات وقروض سلعية ميسرة ودعم كبير لمكافحة الإرهاب والتطرف وتأهيل للكوادر العسكرية والأمنية ودعم قدرات خفر السواحل والقوات الجوية.. هذا بجانب معاودة برامج السفارة ووزارة الخارجية الثقافية والتعليمية المختلفة.
وخلال أزمة عام 2011م كان للولايات المتحدة الأمريكية دور ريادي وموقف قوي جنباً الى جنب مع الدور السعودي بقيادة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود باتجاه حماية اليمن من تبعات وانعكاسات تلك الأزمة.. وتمثل ذلك الموقف السياسي القوي في إلزام كل الفرقاء بالجلوس الى طاولة واحدة وتوقيع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، للانتقال السلمي للسلطة وإجراء الانتخابات الرئاسية والتي توجت بانتخاب الرئيس التوافقي فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي.
ولا أنسى هنا معايشاً لأحداث أزمة عام 2011م المواقف القوية والصادقة والعمل المتواصل لسفير الولايات المتحدة آنذاك سعادة السفير جيرالد فيارستاين والسفير الحمدان سفير المملكة العربية السعودية جنباً الى جنب مع سفير جمهورية فرنسا فرانك، وسفير دولة الامارات العربية المتحدة، وسفراء بريطانيا والصين وروسيا الاتحادية والاتحاد الأوروبي.
كانت ولازالت الولايات المتحدة الأمريكية وبجانبها حكومة المملكة العربية السعودية صمام الأمان والرعاية للمبادرة الخليجية وساهمتا مع الدول الخمس العظمى ودول الخليج في حلحلة أية اشكالات تعترض مسيرة اليمن نحو الأمن والأمان والاستقرار.. ولازلنا، نعم لازلنا سعادة السفير، كحكومة وفاق وطني بحاجة الى العمل معكم جنباً الى جنب ومع رعاة المبادرة الخليجية لايصال اليمن الى بر الأمان، وبدء عهد السلام والبناء.
سيدات وسادتي..
يتطلع شعبنا اليمني الى تحقيق الأمن والأمان والاستقرار وإحداث البناء والتنمية، ونحاول وبمساعدة الاصدقاء والاشقاء وقف الحروب والمعارك الجانبية والعبثية، والتي تخدم أهدافاً صغيرة وتحاول كذلك عبر مماحكات سياسية إطالة عمر المشاكل الأمنية والاقتصادية والسياسية.
إن شعبنا اليمني يحتاج الى فترة سلام وهدوء وبناء خلال الخمس سنوات القادمة، وذلك بالقضاء على الإرهاب والتطرف ومشاريع تمزيق الوطن والحروب الخاصة وبذلك سيمضي قدماً نحو عملية بناء وتنمية واستثمار لثرواته المادية والبشرية وللقضاء على الجهل والبطالة.
نأمل دعم الدول الخمس الكبرى ودول الخليج خلال الفترة القادمة وعلى رأسها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، فهذا الدعم سيساعد اليمن لطي صفحة الماضي وبدء عملية بناء مستقبل جديد وزاهر يلبي تطلعات الشعب.
سعادة السفير ماثيو تيلر..
السيدات والسادة الحضور..
تستحق الولايات المتحدة الأمريكية حكومة وشعباً كل التقدير والثناء والاعجاب للعديد من الانجازات والتطورات والخدمات التي قدمت للبشرية وللعالم بدءاً من الحرب العالمية الثانية وحتى الآن.
ولمن ينظر الى الولايات المتحدة الأمريكية، فهي ليست القوة العسكرية وصواريخ باتريوت أو الدرونز، أو مواقف سياسية معينة استدعتها المصالح الأمريكية.
أمريكا هي مرآة التعايش بين كل الأجناس والأعراق وتقبل الاخر، في مجتمع عالمي كوزموبوليتاني رائع، أمريكا بلد الحريات والتنوع الثقافي والديني والانفتاح، بلد الابداع والثقافة والفن، بلد العلم والتقدم، بلد التنافس والجمال والحيوية، بلد هوليوود وبرودواي وديزني وصناعة الفضاء وغيرها من المعالم التي تعني الكثير، وفوق كل ذلك بلد النظام والقانون والعدالة والحرية.
نفتخر بعلاقاتنا الطيبة مع شعب وحكومة الولايات المتحدة، ونعتز بالعلاقات الطيبة والقوية بين قيادتنا السياسية ممثلة بفخامة الرئيس هادي والادارة الأمريكية ممثلة بالرئيس باراك أوباما، واعتزازنا كبير بوقوف الولايات المتحدة الأمريكية معنا في معركتنا ضد الإرهاب والتطرف وقوى التخلف والشر والظلام التي تحاول أن تعيد هذا البلد الى الخلف والى عصور الجهل والظلام.
سعاد السفير..
السيدات والسادة الحضور.
اسمحوا لي باختصار أن أتطرق الى جزئية مهمة تتعلق برؤيتي لعلاقات التعاون المستقبلة مع الولايات المتحدة في جانب تأهيل وتعليم الشباب وتحديث الادارة اليمنية خلال فترة العشر سنوات القادمة.
اليمن بحاجة الى تأهيل وتدريب كادرها الشاب في مختلف المجالات، وبتصوري فإن برنامج تأهيل طموح يتناول حوالي مائة ألف شاب وإداري في مختلف المراحل التعليمية والمهنية، بدءاً بالمرحلة الجامعية والتخصصية والدورات التخصصية النوعية العُليا والمتوسطة لموظفي وكادر الدولة في مفاصل السلطة المختلفة والخدمات الأساسية.
نتمنى من الدول الراعية للمبادرة الخليجية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية والسعودية وبقية الدول أن تنظر بعين الاعتبار لهذا المشروع الرائد لبناء قوة شابة فاعلة ومدربة وكادر حكومي مؤهل مواكب للمستقبل لقيادة اليمن الى مشارف العالم الجديد.
لدينا ثروات كامنة وطاقات هائلة لم تستغل بعد، وغير جاهزة الآن، ولكن لدينا بالمقابل قوة بشرية شابة وهائلة، إن احسنا تأهيلها داخل وخارج اليمن فستكون هي القادرة على النهوض بهذا البلد من أوضاعه الصعبة.
ودوركم أيها الاصداقء والاشقاء رعاة المبادرة كبير ومؤمل في تحقيق مثل هذا الهدف الكبير..
سعادة السفير..
الاصدقاء طاقم السفارة..
السيدات والسادة الحضور..
أعتذر عن الاطالة، ومرة أخرى وباسم القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس هادي ودولة الاستاذي محمد سالم باسندوة، أقدم التهاني للأصدقاء الاعزاء في سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالعيد الوطني، وأتمنى لهم طيب الاقامة بيننا.
وليبارك الله بلادنا اليمن ويحفظها.. وليبارك الله ويحفظ الولايات المتحدة ودولكم جميعاً، وكل الدول والشعوب العاملة لأجل أمن وسلام العالم.
وكل عام وأنتم بألف خير..
هذا وكان السفير الأمريكي توماس تولر قد قال في الاحتفال: لست مضطراً لاخباركم أن اليمن تمر بمرحلة صعبة لكن رسالتي لكم اليوم هي أنكم لا تواجهون تحدياتكم بمفردكم..
وأضاف: في الوقت الذي تمضون به قدماً بالعملية الانتقالية التي جسدها مؤتمر الحوار الوطني فإن مشروعكم الاجتماعي الطموح يهدف الى تحقيق هدفاً نحن في الولايات المتحدة 238 عاماً لتحقيقه ألا وهو اتحاد أكثر كمالاً.. |