صنعاء نيوز/ -
ونحن نعيش روحانية شهر رمضان المبارك ينبغي أن تكون سلوكياتنا وتعاملاتنا أكثر تجسيداً لمعاني شهر الصوم، وليس فقط الاقتصار على الامتناع عن الأكل والشرب طوال النهار مع تعويض ذلك بأضعاف مضاعفة في فترة الليل.
شهر رمضان هو شهر التراحم والتعاطف والجود وتلمس معاناة الناس وهمومهم وأيضاً مراجعة النفس ومحاسبتها على كل تقصير وعلى كل أخطاء وإساءات بحق الآخرين وبحق المجتمع وبحق هذا الوطن الذي للأسف الشديد يتلقى من أبنائه أضعاف أضعاف الجرائم التي قد يرتكبها بحقه أعداؤه.
وطبعاً التراحم وتلمس معاناة الناس أكبر من أن يقتصر على توزيع قطمة أرز أو قنينة زيت صغيرة لا تغني من جوع وفي إطار جمعيات تتخذ من ستار الأعمال الخيرية واجهة لعمل سياسي وحزبي يتاجر بمعاناة الناس واحتياجاتهم , وإنما ينبغي للفاسدين والناهبين والمتاجرين بقوت الناس أن يعيدوا حساباتهم ويتوقفوا عن ممارسة الجشع والنصب والفساد وأيضاً يعيدوا ما نهبوه من أموال هذا الشعب، وهذا الأمر ليس مقصوداً به طرفاً بعينه وإنما الجميع سواء الفاسدون القدامى أو الفاسدون الجدد أو من ينطبق عليهم وصف « القدامى الجدد».
وأيضاً ليس من المعقول أن يستمر أولئك المخربون في أعمالهم الدنيئة التي تعكر على الناس صومهم جراء انقطاعات الكهرباء وصناعة أزمة الوقود وما ينتج عنه من مضاعفات على مختلف الخدمات والمتطلبات, لا يُعقل أن يكون هؤلاء مسلمون أو يعرفون الله أو يخافونه.
يوم الأربعاء جددت حكومة الوفاق الوطني، منحها الضوء الأخضر لوزارتي الدفاع والداخلية، باستخدام القوة ضد المخربين الذين يستهدفون خطوط وأبراج نقل الطاقة الكهربائية وأنابيب النفط الرئيسة وقُطاع الطرق وكل من يقف وراءهم، تمهيداً للقبض عليهم وتقديمهم إلى العدالة.
ووجه المجلس في اجتماعه الدوري , وزارتي الدفاع والداخلية بعدم التهاون في استخدام القوة إن لزم الأمر، ضد كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار الوطن والسكينة العامة للمجتمع، واتخاذ الإجراءات الرادعة والحازمة تجاه المخربين من مفجري أنابيب نقل النفط وأبراج الكهرباء ومن يقف وراءهم أو يتعاون معهم، وكذا كل من يُقدِم على قطع الطرقات وترويع المارة والآمنين وتعطيل مصالح الناس.
ونعتقد جميعاً أن الحكومة ليست بحاجة لمنح الضوء الأخضر أو حجبه في هذه الأمور التي تمس الوطن والمواطن , ينبغي أن تقوم الدولة بمسؤولياتها على الدوام وبكل صرامة وحزم.
نقولها للمرة الألف: لا يمكن أن تنتهي تلك الأعمال التخريبية طالما أنه يتم معالجاتها بمسكنات يومية تتمثل في الاستجابة لمطالب المخربين سواء بدفع أموال طائلة لهم أو الإفراج عن سجناء وقطاع طرق ومجرمين من عشائرهم , لن تنتهي تلك الأعمال الإجرامية إلا بمحاكمتهم أو بسحقهم ومحو مساكنهم والذهاب بهم إلى الجحيم طالما هم يذهبون كل يوم بخمسة وعشرين مليون يمني إلى الجحيم. |