صنعاء نيوز/أحـمـد عـبدالمقصـود - بادرنى مهنئا فور دخولى مكتبة لإجراء هذا الحوار بأن ألمانيا أخيرا استجابت للإرادة المصرية وقامت برفع الحظر عن مدينة شرم الشيخ وخلال ساعات قليلة سوف تتبعها دول الاتحاد الأوروبى
وعلى رأسها إيطاليا - حالة من التفاؤل والأمل سيطرت على هشام زعزوع وزير السياحة - معتبرا ان هذا الخبر هو «بشرة خير» لمستقبل هذا الوطن ودليلا قاطعا على ان الدولة المصرية تسير نحو النمو والازدهار وأن السياحة بنهاية هذا العام ستعود الى عافيتها وقوتها من جديد لأنه لم يعد لدينا خيار آخر خاصة ان تكليفات الرئيس السيسي لة لا تقبل الفشل وان حاجة الوطن الى الدخل السياحى تجعلة يعمل ليل نهار لمراجعة هذه التكليفات ليطمئن على ما تم إنجازه منها ويستغل ساعات الصباح الأولى فى الاتصال بزملائه فى الحكومة لمتابعة الموضوعات والملفات المشتركة فالوقت - على حد قولة - اصبح كالسيف علينا ان نستغله جميعا لتحقيق الرفاهية الاقتصادية لوطننا الغالى..
......................؟
الفترة الثانية لحكومة المهندس ابراهيم محلب التى تم تشكيلها عقب فوز الرئيس السيسى - لها ملامح واهداف مختلفة عن الفترة الأولى حيث أصبح لدينا تكليفات محددة وواضحة والمطلوب إنجازها فى وقت محدد وانة لا وقت للراحة ولا يوجد لدينا رفاهية الفشل فنحن الآن إما نكون أو لا نكون تماما كما كنا أوقات الحروب لا سبيل أمامنا إلا النصر والنجاح لتحقيق مستقبل أمن لمصر اقتصاديا وسياسيا ولذلك فإن الوطن يحتاج الآن إلى مجهودات الجميع دون النظر للمصالح الشخصية - وصدقنى - الشعور الوطنى هو الذى يحركنا الأن ويدفعنا الى العمل دون كلل لأننا الأن فى العشرة ميل الأخيرة التى لايجب علينا ألا نهدرها وان نعمل جاهدين على إنجاز ما تم تكليفنا به ووعدنا بانجازه..
................؟
منذ أن توليت حقيبة السياحة فى عهد الرئيس السيسي أصبح لدينا أولويات وطموحات ذات سقف عال تحتاج منى ومن جميع شركاء العمل السياحى إلى ان نسير بسرعة البرق - وقد حدد الرئيس السيسي هذة الأوليات فى ثلاثة ملفات محددة وطلب منى إنجازها فى أقصر وقت ممكن حتى تعود الحركة السياحية الى طبيعتها..
...............؟
اعتقد ان كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي التى القاها بمناسبة ذكرى العاشر من رمضان، واشار فيها الى أن تراجع الحركة السياحية أدى الى فقدان مصر مصدر مهم من مصادر الدخل القومى - جعلتنا جميعا نشعر بضروة العمل ليل نهار من اجل تحقيق رفاهية هذا الوطن الذى اصبح الآن فى مفترق طرق..
ولعل شعور الرئيس السيسي بالخطر المحدق بالبلاد جعله محددا وواضحا فى تكليفى ببعض الملفات والتى يأتى على رأسها استعادة الحركة السياحية وفقا لأرقام تحقق مردودا اقتصاديا ايجابيا وطالبنى بأن أبذل ما فى وسعى لتحقيق هذا الهدف - ولانجاز هذا الملف فاننا نعمل على العديد من المحاور فى وقت واحد.
المحور الأول هو السياحة الشاطئية وتنقسم الى ثلاثة اقسام - الأول يضم الترويج لمنطقة ساحل البحر الأحمر من العين السخنة وحتى مرسي علم والثانى منطقة خليج العقبة والتى تضم شرم الشيخ وطابا ونويبع والقسم الثالث يضم ساحل البحر الأبيض المتوسط مثل الساحل الشمالى ومرسي مطروح..
................؟
الحمد الله الآن استطيع ان أقول إن الحركة السياحية عادت بقوة الى منطقة البحر الأحمر وخاصة مرسي علم واصبح متوسط الأسعار أعلى بنسب مقبولة عن الفترة الماضية - أما خليج العقبة فهو ملف سياسي أكثر منه سياحى ومع ذلك فقد شهد تقدما كبيرا خلال الساعات الماضية بقيام ألمانيا برفع تحذيرها وسمحت أخيرا - بفضل الاستقرار الأمنى وجهود وزارة السياحة - بعودة شركاتها لتنظيم رحلات إلى مدينة شرم الشيخ - وأتوقع خلال الساعات المقبلة ان تحذوا كل الدول الأوروبية حذو المانيا وخاصة ايطاليا..
...............؟
نعم بذلنا مجهودات خلال الفترة الماضية على جميع المستويات حتى نقنع الحكومة الألمانية بحقيقة الأوضاع فى مصر، والتقيت الأسبوع الماضى بالسفير الألمانى هانس يورج هابر، وطالبته بسرعة اعادة نظر السلطات الألمانية فى تحذيرات السفر الى مصر، وأكدت ان جميع المقاصد السياحية أمنة وليس هناك ما يدعو الى استمرار هذه التحذيرات.
وبنفس القوة وبهذه الرسالة توجهنا ايضا الى الحكومة الإيطالية وعقدت اجتماعات مكثفة مع السفير الإيطالى بالقاهرة ماوريتيسو مسارى خاصة ان السوق الايطالية لها أهمية كبرى ويحتل المرتبة الرابعة من حيث عدد السائحين الذين يصلون الى مصر..
................؟
أما الملف الثانى والذى نواجهه فى تناوله تحديات حقيقية هو كيفية استعادة السياحة الثقافية؟ فقد عانى هذا النوع من السياحة كثيرا وشارف على ان يلفظ انفاسة الأخيرة ويكفى أن تذهب فى رحلة الى أثار الجيزة أو الى مدينتى الأقصر واسوان لترى وتلمس حجم المأساة التى مرت على هذا المنتج، ولهذا فاننا نحتاج الى أفكار من خارج الصندوق لتعيد وبسرعة الروح اليه قبل ان يلفظ انفاسه الأخيرة.
..................؟
نعم يختلف تماما عن التحديات التى واجهنها فى شرم الشيخ أو الغردقة أو مرسي علم وذلك لسببين رئيسين الأول ان هذه المدن استمرت – رغم الأزمات فى استقبال اعداد من السائحين حتى إن كانت قليلة اضافة الى ان السائح الذى يأتى اليها سبق وان جاء اليها مرات عديدة للاستجمام لذلك فهو يعرفها جيدا - اما السياحة الثقافية فى الجيزة، والأقصر، وأسوان، فقد قام منظمو الرحلات بحذفها من برامجها اضافة الى ان السائح الذى يزورها مرة لا يأتى اليها مرة أخرى - حيث انها لا تتسم بتكرارية الزيارة نظرا لطبيعة المنتج نفسه - وهذا وضعنا فى موقف صعب فرض علينا ان نبدأ فى تسويقها من جديد للسائحين الذين لم يزوروها من قبل.
....................؟
أعمل الآن على تسويق برامج للسياحة الثقافية تختلف عما كنا نقوم به من قبل فقد كنا نبيع برنامجا يزور من خلاله السائح أثار القاهرة والجيزة ثم ينتقل لزيارة الأقصر وأسوان – وكان السائح خلال الثلاث السنوات الماضية يبادر بإلغاء رحلته كاملة عندما يعلم بوجود مظاهرات فى القاهرة أو الجيزة مما تنعكس سلبيا على الأقصر واسوان - ولذلك طرحت أفكارا جديدة على منظمى الرحلات تشمل برامج سياحية جديدة تجعل من القاهرة والجيزة رحلة إضافية وليست اساسية وان يأتى السائح مباشرة الى الأقصر أو أسوان ولا يمر على القاهرة إلا أذا طلب ذلك من الشركة المنظمة.
كما طرحت فكرة ان نقوم خلال هذة المرحلة بالاتصال المباشر مع صغار منظمى الرحلات فى العالم أو ما نطلق عليهم «تجار التجزئة» لأن هذه الشركات تحتك بالسائح مباشرة وتسوق لة ما تريد من المقاصد السياحية المختلفة كما انها تعتبر القاعدة التى تنطلق منها شركات السياحة الكبرى والمورد الرئيسي لها ولذلك فانى أعمل الآن على دعوة ألف من هذه الشركات لزيارة المناطق الأثرية فى الأقصر واسوان والقاهرة وندعوهم لمشاركتنا فى تسويق السياحة الثقافية - وأتوقع أن تأتى هذه التجربة بثمار إيجابية على عودة الروح الى السياحة الثقافية.
......................؟
نقوم حاليا بعقد اتفاقات مع شركات الطيران لتسير رحلات طيران شارتر مباشرة الى الأقصر وتنظيم مجموعة من الفعاليات مع أربع دول أوروبية هى انجلترا - ألمانيا - فرنسا - واسبانيا ونتمنى انجازها خلال الأيام القليلة المقبلة بالاضافة الى ان الوزارة تقوم حاليا بدراسة انتاج فيلم دعائى عن المناطق الأثرية المصرية على غرار حملة «وحشتونا» التى تم اطلاقها للترويج لجذب السياحة العربية.
..................؟
الملف الثالث والذى كلفنى به السيد الرئيس هو تحسين الصورة الذهنية عن مصر فى الخارج - وأقوم على هذا التكليف بالمشاركة مع مجموعة وزارية من الحكومة بهدف وضع خطط محددة تهدف لتوضيح الصورة الحقيقية لما يجرى فى مصر وتحسين الصورة الذهنية عن مصر خاصة الصورة السلبية التى تم تشكيلها عقب الثورة - وتقوم هذه اللجنة بإنجاز تكليفها على مرحلتين - تبدأ المرحلة الأولى من الآن وحتى شهر سبتمبر القادم والثانية من سبتمبر وحتى نهاية العام المالى الجارى ونستخدم فيها ادوات غير تقليدية تساعدنا على مخاطبة الرأى العام واصحاب القرار فى دول العالم المختلفة ونجاح هذه الحملة سيعمل على تدفق الحركة السياحية من جديد.
> نستكمل فى العدد القادم الحلقة الثانية من حوار الوزير ونتعرف من خلالها على تفاصيل أخرى وملفات عديدة مثل غلق مكاتب هيئة تنشيط السياحة والاستثمارات العربية وقضية تدنى الأسعار، وقضايا أخرى عديدة تهم قطاع السياحة. |