صنعاء نيوز - خلف هذا الشباك ستحكي ياقوت ألف حكاية وحكاية ..حكايات ليست خرافية تدور في بلاد " خلف خلفوف ، وجبال ملفوف" ‘ إنها حكايات "عمران " يابسة خالية من قصور السلطان وبناته ست الحسن ، وقطر الندى ، خالية من حوريات البحر ، ومضحكات " أحمد شوربان " و " طز وطزية " . عن زوجها ، حكاية لم تشطب من جدار الزمن ، ضاع" القبيلي الغير عسر " بين أرجل وشرف الشيخ والقبيلة العسرة ، وكانت ديته ب: ثور أجرب ، و"جرمل" معطوب الزناد ، ومائدة دسمة ، وزوامل ، وزخات قوارح .. في ذلك اليوم بكت وبكت معها جاراتها الحنونات على الحمل الثقيل الذي تُرك لامرأة لا حول لها ولا قوة سوى :" حجرة الصبر ، ومفتاح الفرج " لتربي أولادها الصغار . عن ابنها " الجُحاشة " إبنها "فائز" قرة عينها " هللت فرحة بفوزه في الثانوية العامة الثالث على الجمهورية ، وسيحقق أمنيته بأن يكون طياراً يجوب العالم .. طار "فائز" إلى مدارس التحفيظ ليلتزم أكثر ، ويكون من "حفاظ كتاب الله" ، وتحول بعد عدة أسفار في الخفاء والظلام وصلاة الفجر " من حافظ القرآن إلى الشهيد الحافظ ، بعد أن قام بقتل العديد من الروافض بعضهم كانوا يلعبون ويدرسون معه . ومنح "فائز" لقب " أسد السنة ، و"قاهر الرافضة " ، ومع نبأ الاستشهاد أرسلوا مع نعشه كم "قطمة" رز وسكر ، ومبلغ صغير ، وقالوا : لا تبكي يا ياقوت ، بل زغردي ، فابنك اليوم " شهيد الجمهورية "، شهيد الأسطورة ( 310) !! ** وعن "قاسم " المزارع النشيط في جربة العنب الوحيدة .. صرخوا في أذنه بمظلومية كربلائية ، شحنوه أكثر وأكثر فهاج وماج بقبضة "الموت لأمريكا وإسرائيل ، واللعنة على اليهود والنصر للإسلام " وهذيانات كثيرة ، غريبة ، لا تعرفها ياقوت ، ترك أولاده وزوجته الحامل في الشهر السادس ، وحقل العنب .. خرج عند صلاة الفجر متسللاً ، ولم يعد .. يبست "الجربة " وجفت حلقوهم بالدعاء ، وبعد فترة ، قيل أنه قتل في "جرف العناصر" ، وآخر يقول أنه رأي جثته ملقاة على إسفلت عمران الرخيص والمهشم ، أحدهم سلم "ياقوت " ، اصبع قاسم ملفوفاً بمنديل أبيض .. وقال لها : " هذا ما تبقى من جثة ولدك ، فلا تبكي يا أم الشهيد وافتخري وزغردي : ولدك بطل "المسيرة القرآنية" ، و"قاهر التكفيرين " !!. ** البيت بارد ، موحش ، تطل " ياقوت " من الشباك مع عيال قاسم الصغار ، في صباحات ومساءات رمضان الأليم .. تنتظر الدولة ، وتقول بحرقة : أشتي أشهد الدولة على ما أرتكبه القتلة والمجرمين الذين نهبوا عيالي ، و جعلوا أحفادي حفاة عراة ، بلا تعليم بلا أب ولا جدار يستندون عليه ، وتردف قائلة : "هاهم عيال قاسم يشقون ويطلبون الله ليل نهار ملقطي "قصع" وعلب فارغة من النقاط العسكرية الغزيرة ، نقاط من قتلوا والدهم وعمهم وجدهم ، ليبيعوهن في السوق الكبير ، والكيلو بعشرين ريال ".. تقطع ياقوت نشيجها ،تأخذها نظرة بعيدة ، وتدمدم : قالوا ، "الدولة منقارها حديد "، ونحن مراعين لها سنيين ، مراعيين لها يا دولة ، أكثر وأكثر في رمضان حيث لا توبة ولا غفران في عمران ، مراعيين يادولة لتضعي حداً لمن أكلوا عمري وعمر أولادي ، وهاهم يتسربون للانقضاض على أحفادي .. فاسرعي يادووووولة ".. |