صنعاء نيوز/ معين النجري -
لم يعِشْ حزب التجمع اليمني للإصلاح حالة إرباك كالتي يعاني منها في الفترة الراهنة، والتي كانت ثمرة طبيعية للأحداث والممارسات التي شهدتها الساحة خلال العامين الماضيين. الحزب الذي دائماً ما كان يُفاخر بدقة التنظيم وتحديد الخطوط والخطى، ضاعت منه البوصلة تماماً في أهم منعطف يعيشه اليمن، وأصبح لا يعي ما يريده ويتخبَّط في تصرفاته ومواقفه، وقد ظهر ذلك جلياً من خلال تصريحات ومواقف بعض قياداته التاريخية. الإصلاح حزب كبير، وله قواعد واسعة، ولكنه لم يكن صادقاً مع الجماهير ولا صادقاً مع شركائه في اللقاء، ولا حتى صادقاً مع نفسه، فكانت النتيجة الغرق في بحر من التوهان، وقد انعكست حالة عدم التوازن التي يعيشها الحزب على نشاط وحركة الحكومة باعتباره شريكاً مؤثراً على قرارات وسياسات حكومة باسندوة، وقد شهدنا في الفترة الماضية الكثير من التخبط وتبني المواقف المتناقضة واللامسؤولة من قبل الحكومة، حتى كادت تجر البلاد إلى مستنقع الفوضى المهلكة. التجمع اليمني للإصلاح تجربة عاشها المجتمع اليمني، وإذا استمر قادة الحزب في جر التنظيم في هذه الطريق التي يسلكها الآن فستكون النتيجة كارثية على الحزب وعلى البلد بشكل عام. لذا أعتقد أن على الشباب المتنوِّر في الحزب أن يقوموا بثورة تغيير داخل التنظيم للتخلص من القيادات المعتَّقة، وأن يتصدَّر شباب متنوِّر لقيادة التجمع. لقد أصبح من الضرورة التخلص من القيادات القديمة بعد أن تحولت إلى عائق أمام انطلاق الحزب بكل ما يحملونه من ثأرات شخصية وسياسية وتراكمات زمن رحل، ولم يعد من الحكمة إسقاطها على واقع اليوم الجديد بقواه الفتية والمتجددة وتحالفاته السياسية. كما يجب على القيادات الشابة التخلص من الخطاب الديني السمج الذي ملَّه الناس وأصبح مكشوفاً للعامة، وعليهم أن يشتغلوا سياسة فقط ليحافظوا على علاقات متوازنة مع القوى المنافسة والموالية، ويعيدوا الروح للحزب وينقذوا ما يمكن إنقاذه من تاريخ وسمعة التنظيم، ما لم فاقرأوا على الإصلاح السلام.