صنعاء نيوز/ أحمد الصباحي -
ما تزال المواجهات بين قوات الجيش اليمني مسنودة برجال القبائل وبين مسلحي جماعة الحوثي في مديريتي الغيل والصفراء بمحافظة الجوف الحدودية مع السعودية، مستمرة منذ حوالي شهرين، بعد فشل لجان الوساطة في إيقاف فتيل المواجهات.
ومنذ أكثر من شهر، أطلق محافظ الجوف بن عبود نداء إلى رئيس الجمهورية، بطلب التعزيزات العسكرية لإيقاف التمدد الحوثي على مديريات محافظة الجوف، إلا أن نداءاته لم تلق الحماس من قبل الرئاسة ووزارة الدفاع.
ويزيد من قلق الكثير من المواطنين، الدور السلبي الذي تقوم به وزارة الدفاع إزاء المواجهات التي تكون جماعة الحوثي طرفاً فيها في أكثر من مكان، كما حدث في مدينة عمران.
واتهم مواطنون ومراقبون وزارة الدفاع بالتواطئ الكبير مع الحوثيين، خصوصاً بعد سقوط مدينة عمران تحت سيطرتهم ونهب اللواء 310 مدرع، ومقتل قائده العميد حميد القشيبي في 8 يوليو/تموز الماضي.
ويقول مواطنون "إن قيادات عليا في وزارة الدفاع سهلت الطريق أمام وصول الحوثيين إلى مركز محافظة عمران، وساهمت في تسهيل السيطرة على قيادة اللواء 310 مدرع".
وبعد هدوء الأوضاع في مدينة عمران نتيجة سيطرة مسلحي الحوثي على المدينة وإخراج كل المناوئين لهم من المدينة، والإشراف الشامل على أجهزة الحكم في المدينة؛ ذهبت الأنظار إلى محافظة الجوف حيث وصلت المواجهات إلى أشدها واتهام الحوثيين بمحاولة السيطرة على مواقع عسكرية وتفجير قسم للشرطة في الغيل.
ويحاول الحوثيون إبعاد الجيش عن معاركهم التي يفتعلونها في أكثر من منطقة، في حين يربطون أسباب وجودهم في طرف المعارك بأنهم فقط يدعمون أهل المناطق في دحر ما يطلقون عليهم "التكفيريين" أو مسلحي حزب الإصلاح.
وفي حين أفادت مصادر خاصة لشبكة إرم الإخبارية، أن الحوثيين نقلوا قواتهم من مدينة عمران إلى مدينة الجوف استعداداً لإسقاط مديرياتها كما حدث في عمران، قلل مراقبون من نية وزارة الدفاع في التدخل لإيقاف تمدد جماعة الحوثي العسكري، باعتبار أن ما يحدث جزءً من سياسة معدة مسبقاً لتغيير موازين القوى في اليمن، وإسقاط وإضعاف حزب الإصلاح وجناحه العسكري الممثل بالجنرال علي محسن الأحمر مستشار الرئيس لشؤون الدفاع والأمن.
وذكرت المصادر نفسها، أن الحوثيين بدأوا جمع توقيعات على عريضة تطالب بإقالة محافظ الجوف ومدير الأمن وقائد اللواء العسكري 115مشاة المرابط في المدينة، في خطوة يقوم بها الحوثيون لمحاولة تكرار السيناريو نفسه الذي حصل في محافظة عمران والذي انتهى بسيطرتهم على المدينة ومعسكر اللواء 310 مدرع.
وتوقعت المصادر، أن تشتد المواجهات في الأيام المقبلة، خصوصاَ مع حشد الحوثيين لمقاتليهم من محافظتي صعدة وعمران إلى جبهات القتال في الجوف، بشرط أن لا تتدخل الدولة بشكل جاد لإيقاف المعارك.
وبعد دخول لجنة رئاسية على خط المواجهات في الجوف الأحد، مكلفة بالتوصل لحل يقضي بإيقاف التوتر في المنطقة، يخشى مراقبون من تكرار تجربة اللجان الرئاسية التي فشلت في كل إيقاف المواجهات السابقة إن لم تكن زادت من حدتها، سواء في منطقة دماج، أو حاشد أو مدينة عمران.
ويقول ناشطون "إن اللجان الرئاسية كلما تدخلت في حرب يكون الحوثي طرفها، تسقط المناطق والمدن أمامه بسهوله، في إشارة إلى مساهمة اللجان الرئاسية في انتصارات الحوثيين".
ويرى المحلل السياسي فهد سلطان، أن جماعة الحوثي خرجت بعد انتصارها الكبير في عمران، لتعود إلى محافظة الجوف مستفيدة من النصر الكبير الذي تحقق برعاية رسمية.
وأوضح أن الحوثي شعر بأن الطريقة التي سقطت فيها عمران سوف تفتح بها الأبواب المغلقة على الأقل في الجوف، أو أنها سوف تحقق انتصاراً بالرعب مستفيدة من الفعل السياسي والذي أعقب سقوط عمران بتغييرات عسكرية لعدد من الألوية كلها لصالح الجماعة.
وتعدّ الجوف محافظة نفطية، وهي ثالث أكبر المحافظات اليمنية عموماً، وأكبرها في شمالي اليمن، إذ تبلغ مساحتها نحو 40 ألف كيلومتر مربع، وتبعد عاصمتها، "مدينة الحزم"، عن صنعاء (170 كلم)، تحدها من الشمال السعودية، ومن الغرب والشمال الغربي عمران وصعدة، ومن الجنوب صنعاء ومأرب، ومن الشرق حضرموت. |