|
|
|
صنعاء نيوز - القى زعيم الجماعة الحوثية عبدالملك الحوثي كلمة بعد اللقاء الذي جمعة مع اللجنة الرئاسية التي التقته أمس بصعدة لبحث التهدئة .. وفيما يلي نص كلمة عبدالملك الحوثي :
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله الله الملك الحق المبين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن صحبه المنتجبين.
أيها الإخوة والأخوات ،، يا شعبنا اليمني العظيم الثائر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛؛؛
والسلام على الصابرين ، الثائرين في المخيمات وساحات الإعتصام.
السلام على جماهير شعبنا العظيمة التي خرجت منذ يوم الإثنين بحشودها المليونية ، وبعزيمتها الوثّابة، وبتحركها العظيم الجاد.
يا شعبنا اليمني العظيم، إن خروجك المتميز ، والعظيم ، والمشهود ، والجاد هو بحقٍ يدلل على أنك شعبٌ أبيٌ، لا ترضخ للهوان، ولا تقبل بالإذلال، ولا تقبل بأن تُسامَ سوء العذاب، ولا تقبل بأن تُفرض عليك سياسيات هي نتاج إخفاقٍ وفشلٍ وتسلطٍ للنافذين والمستأثرين والمستبدين.
لقد تحرك شعبنا اليمني العظيم ثائراً ثورةً حقيقيةً، وتحرك بجدٍ من واقع معاناةٍ حقيقية، وبؤسٍ وحرمانٍ حقيقي.
لم يكن هذا التحرك لا انتهازياً ، ولا مُستَغلاً ، ولم يكن تحركاً قائماً على زيفٍ، أو وراءه دوافع غير منطقية ، أو غير عادله ، أو غير محقه.
لقد تحرك لأنه يعاني، وتحرك لأنه طالت معاناته دون أن يكون هناك أفقٌ واضحٌ للخروج من هذه المعاناة.
تحرك لأنه وصل إلى قناعة بأنه لا يمكن أن يتغير هذا الواقع المرير، وهذه المعاناة الرهيبة إلا حينما يتحرك، حينما يحمل قضيته هو، ولا ينتظر الآخرين، ولا يراهن على الآخرين، ولا يعلق آماله على الآخرين.
تحرك بعد أن وصل الواقع المرير إلى حدٍ لا يطاق، ولا يمكن السكوت عليه، إنما كان الواقع يتجه من سيئٍ إلى أسوء، وبتجاهلٍ كبيرٍ جداً! وغريبٍ ومؤسفٍ وسيئ! من قبل الجهات المعنية على مستوى الحكومة وأجهزة ومؤسسات الدولة!.
شعبنا اليمني العظيم تحرك بقناعة، ووعي، وإدراك، وإحساسٍ بالمسؤولية.
شعبنا اليمني العظيم ليس مغفلاً ، ولا مستغفلاً، ولم يُخدَع، وهو الآن يسير في الإتجاه الصحيح كما يجب أن يكون، حاملاً لقضيته لأنه هو الذي يعاني، وهو الذي عانى الأمرِّين في كل هذه المراحل، وهو الذي له الحق في أن يقول كلمته، وأن يحدد موقفه، وأن ينتقد تلك السياسات والممارسات الخاطئة والظالمة التي لها انعكاسات السيئة والسلبية عليه هو.
ولذلك كان هذا التحرك فعلاً تحركاً حاشداً عظيماً له مميزات مهمة في مقدمتها أنه تحركٌ شعبيٌ بامتياز، لا يعبر عن حزبٍ مخصوص ، ولا عن فئةٍ محددة، إنما هو يعبر عن الشعب كل الشعب، الذي يعاني بكل فئاته، في كل محافظاته، بكل طوائفه.
هذا التحرك لا يمكن أبداً أن يقال عنه أنه تحركٌ مناطقي" كلا" لأنه شمل وعبّر عن كل مناطق البلد، عن كل فئات الشعب، ولا هو تحركٌ من منطلق طائفي "كلا" فالذين يتحركون هم أبناء الشعب اليمني من طوائف متعددة، ومن فئات متعددة، ومن مذاهب متعددة، لقضيةٍ شاملة، لا تعاني منها فئةٌ دون فئة، ولا مذهبٌ دون مذهب، ولا منطقةٌ دون منطقة، ولا محافظةٌ دون أخرى. الجميع يعاني، ومن الجميع تتحرك تلك الأفواج البشرية والجموع الحاشدة التي تعبر كما هي تعبر عن كل فئات الشعب ومناطقه وتوجهات وتياراته، هي تعبر أيضاً عن كل الفئات ومن كل المستويات، عن المثقفين عن العلماء، عن الفلاحين، عن التجار، عن الفقراء، عن كل فئات الشعب اليمني، لأن الجميع يعاني ويحس ويدرك ويعي بضرورة التحرك.
مع هذه المميزات العظيمة يأتي البعض ليقول أن هذا تحرك تحت عناوين طائفية! متى كانت العناوين الطائفية، متى كان لها حضور في هذا التحرك الشعبي العظيم ، والواسع ، والمعبر عن كل فئات الشعب ، وأبناء الشعب ، وتيارات الشعب وطوائف الشعب !؟
متى عبّر ، متى حضر التعبير الطائفي،أو التحرك الطائفي، أوالعناوين الطائفية في إطار هذا التحرك الشامل ؟هي مجرد مناكفات وأقاويل وتبريرات زائفة.
لقد كان هذا التحرك العظيم متميزاً بزخمه الكبير..بزخمه الكبير، ومتميزاً أيضاً بفاعليته، وتأثيره، وقوته، وجديته.
إن من أهم ما يميّز هذا التحرك الشعبي العظيم الواسع، والكبير، أنه تحركٌ جاد وله أهداف واضحة ومحدده، ويسعى بجد، وباهتمام ،وبتصميم، وبعزم على تحقيق تلك الأهداف، وإنجاز تلك المطالب المشروعة والمحقة والعادلة.
وهي مطالب معلنة، وواضحة، وصريحة، ولا لُبس فيها، وإن تقوّل المتقولون، وافترى المفترون، وحاولوا أن يحرفوا المسار، أو يقدموا إدعاءات هنا وهناك ليجعلوا منها مبرراً لطبيعة تحركهم المضاد!.
هذا التحرك الشعبي الجاد المشروع، وفي الإطار السلمي، وفي الإطار الحضاري، ولكنه فعلاً كان مساراً وتحركاً فاعلاً وضاغطاً ومؤثراً ومسمعاً.. ومسمعاً.
يا شعبنا اليمني العظيم، إن صوتك هذه المرة، وإن تحركك هذه المرة، وإن صدى هتافاتك ونداءاتك هذه المرة قد بلغت كل أرجاء الدنيا، وقد سمع بها كل العالم، وقد اخترقت تلك الجدران لتصل إلى مسامع أولئك الذين كانوا يتعاملون معك دائماً بالصمم والتجاهل.
هذه المرة لم تبقى الفرصة لأولئك أن يتجاهلوك، ولا أن يُصمّوا آذانهم، لقد كانت صيحتك عالية، وقوية، وهادرة ومسمعة، وبالتالي: أقلقتهم، وحركتهم، ولفتت إنتباههم من غفلةٍ كبيرة، ومن رقدةٍ عجيبة! طوال الفترة الماضية
وأثناء التحرك العظيم والمشهود في جمعة الإنذار لم يسمعوا، وتجاهلوا، ولم يلتفتوا.
هذه المرة إلتفتوا وانزعجوا .. إنزعجوا بالتأكيد، ولكنهم أيضاً لا زالوا في حالة تذبذب في موقفهم.
اليوم صدى صرخات شعبنا العظيم، وصدى صيحاته، وهتافاته، وتحركه الجاد والملموس جديته أثّر تأثيراً كبيراً، وبالغاً وعميقاً، وعظيماً، ولكن تأثيره في أولئك ليس منطلق القيم، وليس من منطلق الإحساس بالمسؤولية، إنه الإنزعاج وإنه القلق ! هذا العجيب !؟
نحن كنا نتمنى ..كنا نتمنى لهم أن يلتفتوا وأن ينتبهوا، ولكن من واقع الشعور بالمسئولية لأنها مسؤوليةٌ عليهم ولكن "لا" .
هم سمعوا، والتفتوا، لكن إلتفاتة المنزعج والقلق! هذه هي الحالة القائمة، إلتفاتة المنزعج والقلق!. ولكن مهما كان الحال، تحرك شعبنا اليمني العظيم هو جاد، وسيواصل جدّيته واستمراريته بكل جد، ولكنه أيضاً في الإطار المشروع، تحركٌ مشروعٌ، وتحركٌ نظيف، لا تشوبه أي شوائب ..أي شوائب سلبية، تحرك في الإطار السلمي، والضاغط، والمزعج لكل أولئك لا ينتبهون إلاّ إذا أُزعِجُوا! لا ينتبهون لك إلا حينما تكون في المكان الذي إذا تواجدت فيه سمعوك! وإن لم تتواجد فيه لم يسمعوا لك، ولم يلتفتوا إليك، ولم يتعاطوا معك، ولم يبالوا بك!.
وبالتالي: كانت هذه ضرورة، أن يتحرك شعبنا اليمني على هذا النحو، ولكن في الإطار المشروع والعادل، ومهما كانت مساعي الآخرين لتشويه هذا التحرك، أو لإلباسه غطاءً ولباساً آخر مختلفاً عن حقيقة ما هو عليه فهم فاشلو. هذا التحرك الهادف له قضية واضحة، وله مطالب محددة، هي معلنة صريحة مكررة، كررناها نحن، كررها الآلاف في ميادين الثورة، في الساحات، في مخيمات وساحات الإعتصام، في الشوارع، في المظاهرات الحاشدة.
ثلاثة مطالب واضحة محددة بيّنه :
إسقاط الجرعة - إسقاط الحكومة الفاشلة التي أوصلت البلد إلى ما وصل إليه على كل المستويات بالإختلالات الأمنية، والفوضى العارمة، والإنتشار الهائل للتكفيريين والدواعش والقاعدة الذين هم صنيعة إستخباراتية الهدف منها تدمير البلد، وتدمير بنيته ونسيجه الإجتماعي، وإفقاده الأمن والإستقرار، وكذلك ما وصل إليه الحال على المستوى الإقتصادي والمعاناةِ المريرةِ جداً، والتي لا تُطاق، وكذا على بقية المستويات، مع انعدام الأفق والمسار البنَّاء الذي يمكن أن يبني واقع الشعب اليمني نحو الأفضل، وإلى غدٍ واعد، ومستقبلٍ واعد.
ولذلك شعبنا اليمني حينما نادى بإسقاط الجرعة وإسقاط هذه الحكومة واستبدالها بحكومة كفاءات تجسد الشراكةَ الوطنية، إضافةً إلى مطالبته بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، يتحرك في هذا المسار وهو يحمل وينادي وبإلحاح وبجد وبضغط لتنفيذ هذه المطالب، والإستجابة لها، والإلتفاتة إليها، لأنها مطالب تحرك فيها باعتبار أهميتها وتأثيرها الكبير على واقعه، لم يعد بالإمكان أن يسكت، لأن الشعب إذا سكت من يمكن أن يراهن عليه ليحمل قضايا الشعب، وهموم الشعب، ومطالب الشعب ؟ لا أحد .
كما تحدثنا في الكلمة السابقة، القوى السياسية لم تعد حاملاً فاعلاً بحيث يمكن الرهان عليها لتحقيق آمال وتطلعات ومطالب شعبنا اليمني العظيم.
الحكومة نفسها كذلك، هي غارقة في متاهات المحاصصة، والإستئثار، والسياسات التي منطلقها منطلق حزبي، ومحدود وضيّق، أثّر على واقع شعبنا اليمني العظيم.
وكذلك الخارج- الخارج الذي لا يمكن الرهان عليه بأي حالٍ من الأحوال، الخارج الذي لا يهمه إلا مصالحه، لا يهمه إلا مشاريعه، لا يهمه إلا تنفيذ مؤامراته ومخططاته.
بالتالي: الحل الصحيح، الموقف الحكيم، الشيء النافع والمجدي أن يحمل الشعب نَفْسُه، أن يحمل هو قضاياه لتبقى بيده بعيداً عن أي مساومة وعن أي محاولة لتضييع تلك المطالب والاستحقاقات المشروعة والمهمة. فهذا التحرك الواضح بمطالبة وأهدافه الواضحة كان تحركاً عظيماً وبدأت الآن ملامح ثمرته تلوح في الأفق بدأ الآخرون بالتعاطي والإلتفات إلى هذا الواقع ..بدءوا وبعيداً عن مستوى جديتهم - هل هم جادون أو أنهم مراوغون هذا ما سيتضح لنا في هذه الأيام القليلة القادمة، سيتضح لشعبنا اليمني هل أولئك جادون أم أنها مجرد مناورة، لكن شعبنا اليمني على كل حال سيستمر ووفق خطواتٍ مدروسةٍ، مشروعةٍ، صحيحةٍ، وإيجابيةٍ، وضاغطة في نفس الوقت سيواصل مشوار ه حتى تتحقق مطالبه المشروعة وأهدافه. مع هذا التحرك العظيم بزخمه الكبير حاول البعض أن يحولوا قلقهم ويبرروا له إلى حالتةٍ يحاولون أن يعمموها على الآخرين، إثارة دعايات متنوعة ومغرضة مع أننا وضحنا في كلماتنا السابقة أن هذا التحرك سيكون "فقط ،وفقط، وفقط" في إطار هذه المطالب المشروعة ليس له لا نوايا مخفية، ولا أهداف أخرى، ونبّهنا على أنهم سيتقولون الأقاويل ليحاولوا أن يبرروا موقفهم السلبي تجاه التحرك الشعبي الكبير والعظيم، والواعي والجاد، سيقولون أن هذا التحرك الشعبي يستهدف الجمهورية "وفعلاً قالوا ذلك" والآن يقولون ذلك والآن يحاولون أن يتحركوا أو أن يحركوا بعضاً من جماهيرهم آو قواعدهم الحزبية التي هي ضحية لتضليلهم وخداعهم وبعيدةً عن الجو الشعبي العام في معظمه، لأن أغلبية الشعب اليمني إن لم نقل كل الشعب اليمني مستاء من الجرعة، مستاء جداً من الأداء الفاشل للحكومة على كل المستويات، لا يتقبل ولا يطيق هذه الحالة السلبية والتي هي من سيئ إلى أسوأ، جاءوا ليقولون أن هذا التحرك الشعبي إنما يستهدف الجمهورية(إنما هو غطاء لاستهداف صنعاء) التحرك الشعبي في صنعاء من داخل صنعاء ومن محيط صنعاء ومن جماهير شعبنا اليمني من المحافظات التي تتوافد إلى صنعاء وستستمر في توافدها إلى هناك كل أولئك حينما تحركوا إنما تحركوا فقط وفقط في هذا الإطار الشعبي ،لهذه المطالب المحددة، تحركوا يطالبون بإسقاط الجرعة، يطالبون أيضاً بإسقاط الحكومة وتغييرها وفق ما ذكرنا بحكومة كفاءات تجسّد الشراكة الوطنية، تحركوا وهم يطالبون بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي هي الآن حبيسة الأدراج، لم يتحركوا ابداً لأي أهداف أخرى، لا لإسقاط جمهورية هم جمهوريون - الشعب اليمني جمهوري وكما قلنا: أولئك هم الذين هم بعيدون عن أن يكونوا جمهوريين بما يعنيه هذا المدلول، أو هذا المصطلح فيما يدل علية ويفيده. هؤلاء عندما تحركوا وبشكلٍ كبيرٍ وعظيم، من مختلف فئات وتيارات الشعب اليمني، تحركوا في إطار هذه المطالب لا قلق ابداً أن هؤلاء يمكن أن يهاجموا الناس في صنعاء، أو أنهم يستهدفون المواطنين في صنعاء يأتي البعض ليتحدث عن أن المواطنين في صنعاء يعيشون حالةً من الرعب، ويعيشون حالةً من الخوف. نحن نشاهد أن الكثير - الآلاف المؤلفة من نفس سكان العاصمة صنعاء من إخوتنا وأحبائنا وأعزاءنا المواطنين في صنعاء هم الذين يخرجون في الساحات والشوارع متظاهرين بكل حرية وعزة، وبكل إباء،وبكل تصميم من أجل تلك المطالب الواضحة والمحددة.
جاء البعض ليقول أن صنعاء محاصرة وهذا ليس بصحيحٍ أبداً، صنعاء غير مستهدفة ..صنعاء غير مستهدفة المستهدف هو تلك المطالب، الهدف لجماهير شعبنا ونحن معهم جنباً إلى جنب هي تلك المطالب الهدف إسقاط الحكومة، وليس إسقاط صنعاء الهدف إسقاط الجرعة التي يعاني منها الشعب وليس استهداف أحد من المواطنين الأعزاء في صنعاء ولذلك كل ما يقوله الآخرون هو ضجيج، وعمل مضاد، ولأنهم كانوا مفضوحين حينما يتحركون حينما يتحركون لمواجهة هذا التحرك الشعبي في هذه المطالب الثلاثة بالذات - حاولوا أن يواجهوا التحرك الشعبي ولكن تحت عناوين أخرى لأنها فضيحة كبيرة لهم حينما مثلاً يتحركون تحت عنوان المطالبة بالجرعة، أو المطالبة ببقاء الجرعة هذا عنوان فاضح ..عنوان فاضح ومخزي لهم، ويحرقهم أمام شعبهم، لا يبقى لهم شعبية ولا احترام حينما ينادون بتضييق الخناق على هذا الشعب في لقمة عيشة. حينما يطالبون باستمرارية هذه الحكومة في ظل فشلها وإخفاقها الكبير هم يدركون أن هذا العنوان عنوان فاضح ومخزي لهم. ولذلك يحاولون أن يتحركوا تحركاً مضاداً للتحرك الشعبي الواسع، ويحاولون أن يعملوا على تضييع تلك المطالب ولكن تحت عناوين أخرى إنما هي عناوين وهمية، وليسوا يتحركون بناءً على أشياء واقعية لأنه في الواقع ليس هناك مشكلة في ما يتعلق بمسألة الجمهورية، ولا هناك مشكلة في ما يتعلق بالعاصمة صنعاء بالعكس الذي هو ملموس في داخل صنعاء أن الجو العام هو جو ثورة وتفاعل مع هذه الثورة لأن في مقدمة من يعاني من كل هذه الأشياء: من الجرعة من الإختلالات الأمنية في مقدمة من يعاني هم سكان صنعاء ويعانون معاناة كبيرة، وشهدت العاصمة صنعاء من الإختلالات الأمنية مالم تشهده أي محافظة أخرى، تقريباً إختلالات أمنية كبيرة، وحالة من الفوضى وكذلك تدهور كبير في الواقع المعيشي، وحالة ملموسة من البؤس والحرمان إلى درجة أن في الشوارع الآلآف من المتسولين في العاصمة، والآلاف ممن يتجهون للبحث عن لقمة عيشهم من المخلفات التي هي قمامات "من القمامة" البعض يذهبون إلى هناك ليحاولوا أن يحصلوا على ما تبقّى من موائد المترفين، إما خبزاً وإما أي قوت أو غذاء. ولذلك الناس هناك في صنعاء يعانون ..يعانون من الجرعة ، يعانون من التدهور الاقتصادي، يعانون من الإختلالات الأمنية وهم هناك في مقدمة هذه الثورة، هم في مقدمة هؤلآء الثائرين في كل المحافظات اليمنية، وليس صحيحاً أن يصور البعض أن صنعاء لوحدها وأن هناك توافد من المحافظات بهدف استهدافها "لا "! هذا ليس صحيحاً أبداً، من يفد إلى هناك إنما هو وافد لتعزيز الموقف جنباً إلى جنب مع أحبائنا وأعزاءنا في صنعاء في العاصمة وفي المحافظة أيضاً. ولذلك التحرك من جانب الآخرين هو يأتي في سياق ردود أفعال فحسب؛؛ ليس تحركاً واقعياً، ولا منشأه دوافع واقعية، ولا قضايا واقعية، إنما هو اصطناع عناوين ليكون هناك تحرك مضاد في إطارها هذا هو الواقع.
أما بالنسبة لردود الأفعال على هذا التحرك الشعبي نحن قلنا عن هذا التحرك الشعبي أنه كان عالياً، وصوته مسمعاً، ووصل صداه في كل أرجاء الدنيا، وهذه إيجابية كبيرة .هذه إيجابية كبيرة ،وشعبنا اليمني بعزيمته ووعيه واستمراريته هو فعلاً مع اعتماده على الله ..مع اعتماده على الله العظيم هو فعلاً يمكن له أن يحقق أهدافه، وأن يصل إلى مطالبه لأن الله معه، وهو بالله أقوى وبإرادته الشعبية أقوى من أولئك، وبقضيته المحقة والعادلة هو فعلاً من هو جديرٌ بأن تنتصر قضيته. ولذلك كانت ردود الأفعال كبيرة في مقدمتها الإنزعاج كما قلنا: وهذه ربما إما أن تكون بدايةً للصحوة، والإلتفات إلى معاناة هذا الشعب، وما يعانيه من البؤس والحرمان وتردي الأوضاع الإقتصادية والأمنية وغيرها، الإنزعاج بدا كبيراً لدى الآخرين، وكان في المقدمة الخارج! والإنزعاج الخارجي بالتحديد إلى هذا التحرك الشعبي له دلالات مهمة ..له دلالات مهمة هو: يكشف عن طبيعة الدور الخارجي السلبي تجاه ما يحصل في بلدنا! تجاه معاناتنا كشعب، لماذا ينزعج أولئك عندما نتحرك ضد الفساد؟! لماذا يجعلون من أنفسهم مضلةً للفاسدين؟! لماذا ينزعجون حتى والشعب اليمني يطالب بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني! حتى وهو يطالب بتغيير الحكومة لأنها فشلت وهذا أمرٌ مقطوعٌ به وثابتٌ ومعترفٌ به كذلك!. لماذا ينزعجون هذا الانزعاج؟ لماذا يحاولون أن يطمئنوا الحكومة أنهم إلى جانبها لتستمر في تعنتها تجاه الشعب، ولتحاول أن تتنكر لهذا الشعب تجاه الإستحقاقات؟! مع أنه يفترض أن يُحتَرم الشعب، أن تُحتَرم إرادته، أن تُستَجاب مطالبه هذا هو الشيء الصحيح، أين الديمقراطية؟ أين حقوق الإنسان؟ أين تلك الشعارات التي ترددها تلك الدول ؟ .
أنا أقول لشعبنا اليمني العظيم أن لا يقلق أولئك قلقوا فلا يقلقل من قلقهم ولا يكترث لأي مواقف تصدر من جانبهم بهدف إسكاته عن مطالبه المحقة والعادلة، المهم هو أن نتحرك في الإتجاه المشروع بالطريقة الصحيحة هذا هو المهم، ثم لا نبالي بالآخرين، وهذا ما سنحرص عليه أن يكون تحركنا الشعبي تحركاً في الإتجاه الصحيح بالوسائل المشروعة ..هذا ما سنحرص عليه بالوسائل المشروعة، وليصح أولئك ما شاءوا وأرادوا، لأن ما يهمنا في واقعنا الداخلي هو نحن ..نحن كشعبٍ يمني نحن من نعاني، أولئك حينما يصيحون من بعد حينما يحاولون أن يفرضوا سياسات خاطئة، أو حالة سلبية في واقعنا، في حالنا، في معيشتنا هم لا يمتلكون الحق في ذلك. من أين يمكن أن نقول أن الدول العشر تمتلك الحق في أن تفرض هي على شعبنا اليمني سياسيات خاطئة، أو مسارات ظالمة، أو حالة سلبية، أو أن تُسكِت شعبنا اليمني عن المطالبة بحقوقه وقضاياه العادلة والمشروعة. لا تمتلك الحق نهائياً وبالتالي: لا يكترث شعبنا لا يكترث شعبنا اليمني إلى تلك الدول، ولا إلى مواقفها التي يمكن أن تطلقها على المستوى السياسي والإعلامي أو غير ذلك. نحن شهدنا في الآونة الأخيرة في ظل هذا الإنزعاج لبعض الدول - شهدنا أنهم أطلقوا بعض المواقف التي يعبّرون بهم عن تلك الحالة من الإنزعاج والقلق التي لا يرغبون بها، فعلاً هم لا يريدون لشعبنا اليمني أن يتحرك بعيداً عن هيمنتهم وسيطرتهم، هم أرادوا هم أن يكونوا مسيطرين تماماً على الحالة السياسية في البلد، أن تكون تحت سمعهم وبصرهم وتحت أيديهم وفي قبضتهم، وأن يتحكمون هم بقواعد اللعبة في البلد، هذا ما اردوه ومن هذا المنطلق يسير ويتحرك الواقع السياسي في البلد بكل سلبياته. حينما وصلت الينا رسالة باسم الدول العشر مع أن الظريف والغريب أنها لم تكن موقّعة تلك الرسالة لم تكن موقعة، ولهذا لم نجب عليها رسمياً بأي جواب لأنها لم تصل إلينا وهي موقَّعة ، ومن المحتمل أيضاً أن تكون بعض تلك الدول غير مقتنعة بطبيعة ما ورد في تلك الرسالة .
الرسالة أرسلتها السفارة البريطانية ، وملحوظ أن للبريطانيين وللأمريكيين بالدرجة الأولى تدخل أكثر من غيرهم من سفراء الدول ، بل إن النشاط الذي تمارسه السفارة الأمريكية والسفارة البريطانية أكثر من صلاحياتها كسفارة وأكثر من دور أولئك كدبلوماسيين ، هو دور أكثر بكثير تدخل في شئون شعبنا اليمني ، مساندة لبعض القوى على أخرى ، تدخل سافر في شئوننا كيمنيين ، وبطريقة سلبية ، وبطريقة ظالمة ، بطريقة تشجع على الفساد ، تشجع النافذين في القوى تلك على التعنت وعدم الإلتفات إلى شعبنا اليمني في مطالبه المشروعة والمحقة. تلك الرسالة تضمنت مساندة لموقف الحكومة ، وموقف الحكومة الخاطئ ، في سياساتها الخاطئة ، في فشلها الكبير ، في إخفاقها الواضح ، ولكن أيُّ تحذيرٍ ورد سواءً في تلك الرسالة أو في غير تلك الرسالة نحن لا نحسب له أي حساب أولاً لأن تحركنا تحركاً شعبياً في إطار شعبنا اليمني العظيم ، وهذا الشعب هو شعبٌ عظيمٌ وأبيٌ ، ومقتدرٌ بقدرة الله العزيز ، وله قضيةٌ عادلةٌ ومحقة ، وهو يتحرك بطريقةٍ مشروعة ، وسلميةٍ وحضارية وبالتالي: أولئك لا هم يمتلكون الحق لا في أن يتدخلوا ولا في أن يحذِّروا ، ولن يمثّل لا تحذيرهم ولا تدخلهم أي عامل للضغط على شعبنا اليمني العظيم .
اليوم لا يستطيع أحدٌ بالمطلق لا من الخارج ولا من الداخل على أن يركِّع شعبنا اليمني العظيم ويُخْضِعَه وفق ما يشاء ويريد لماذا؟ لأن شعبنا اليمني العظيم قرّر وصمّم وعزم أن لا يركع إلا لله ولا يخضع إلا لله ، وأن يواصل المشوار في المطالبة بحقوقه المشروعة وبالوسائل المشروعة أيضاً ، وهذا له حقٌ مستحق ، وبالتالي: أي تدخل مهما طبّل له الآخرون ، أي تدخل بأي شكلٍ من الأشكال ، أي تحذير ، أي ضجيج من جانب الخارج لا نحسب له أي حساب ، ونحن ننصح تلك الدول أن يكون موقفها إيجابياً إلى جانب الشعب ، وأن لا تنحاز إلى جانب الفاسدين أو أن تجعل من نفسها مظلّة للفاسدين بفسادهم وعبثهم ، وأن تدرك أن الشعب اليمني تحرك من معاناةٍ حقيقية ، وليس باصطناع قضيةٍ معينة أو تلفيق قضيةٍ معينة "لا "، معاناة حقيقية ، وقضية حقيقية وعادلة ، وبالتالي: نحن ندرك أن البعض طبّل تطبيلاً كثيرا للتحذير من الدول العشر ، البعض في وسائل إعلامهم المتنوعة"المقروءة والمرئية والمسموعة "طبّلوا وأكثروا من الضجيج ، هم يقيسون الشعب اليمني على أنفسهم ، أولئك الذين هم إما عبيد للخارج ، أو راكعين خاضعين للخارج ، أو حساباتهم وأولوياتهم وتوجهاتهم محكومة بإملاءات الخارج، هم يقيسون الشعب اليمني العظيم ، المتحرر ، الأبي ، العزيز ، الذي له مبادئه وقيمه وموروثه الحضاري العظيم هم يقيسونه على حالتهم ، هم أولئك الذين يمكن أن تهزهم وتخيفهم وتخضعهم وتؤثّر على سياساتهم ومواقفهم ، كلمة من سفير هنا أو هناك ، أو موقف يطلق أو يعلن من سفارةٍ هنا أو هناك ، شعبنا اليمني لا يقبل بأن يُحكَم من السفارات ، ولا أن تبعث له رسائل تهديد أو تحذير أو تخويف من السفارات الأجنبية " لا " هذا لا يمكن أن يؤثر على شعبنا اليمني ، ولا علينا لأننا من هذا الشعب ، لأننا نحمل إباءه ، عزته ، قيمه ، أخلاقه ، همّه ، نتحسس آلامه ، وكذلك نتحرك ضمنه ليس لدينا قضية أخرى ولا مسار آخر ، وبالتالي: ردة الفعل الخارجية كانت غير موفقة إلى حدٍ كبير ، لأنها انحازت بدلاً من أن تكون إلى جانب الشعب اليمني في قضيته المحقة والعادلة في تحركه المشروع - لأنه يعاني معاناة حقيقية ويتحرك من واقع معاناة حقيقية ، وليس عبثاً ولا ترفاً أبداً ، فهي عندما وقفت إلى جانب الفاسدين إلى جانب الحكومة ضد الشعب ، هي وقفت في الموقف الخاطئ ، ولكن موقفها لا يمكن أبداً أن يعيق تحرك هذا الشعب اليمني .
أنا أقول لشعبنا اليمني العظيم مهما أرجف المرجفون ، وهوَّل المهوِّلون ، وطبَّل المطبِّلون لهذا التحذير الخارجي لا تأبه ولا تكترث ، أنت أقوى بربك ، وأنت المحق في قضيتك التي هي قضية عادلة ، وفي تحركك المشروع والحضاري والصحيح الذي لا يمتلك الآخرون الحق في أن يعترضوا عليك فيه ، ولذلك نحن أيضاً ننصح تلك الدول أن تعدِّل موقفها وأن تتعامل بعقلانية وبطريقة صحيحة حتى في تخاطبها مع شعبنا اليمني العظيم ، أن تتخاطب لا من منطلق التدخل في شئونه ، ولا من منطلق التحكم في شئونه أبداً ، أو التأثير في قضاياه الداخلية لصالح طرفٍ هنا أو طرفٍ هناك . من يريد أن يقف الموقف المشرف فليقف الموقف الذي هو موقفٌ حكيمٌ وصحيح إلى جانب الشعب اليمني أما موقف آخر فلس مهماً إذا كان على هذا المستوى تدخلاً سافراً ، أو تحدياً أو تحذيراً أو ما شابه .
البعض من القوى حاول أن يوظِّف هذا التحذير الذي ورد من تلك الدول العشر - حاول أن يوظفه في التهويل والإخافة ، هؤلآء لا يدركون أن شعبنا اليمني قد فارق حالة الخوف هذه ، قد حطَّم وكسَّر قيود الخوف ، لا يمكن أبداً أن يركعه أحد بسلاح التخويف ولا الترهيب ، لا بالخارج ولا بالداخل مع أنه غير لائق ..مع أنه غير لائق أن تحاول قوى داخلية أن تخيف جماهير شعبنا اليمني من الخارج هذا غير لائق ، هذا أمر سخيف ، ولكنه أيضاً غير فاعل ، غير مفيد ، وليطمئن شعبنا اليمني مع أن بعض القوى وبعض الإعلاميين المحسوبين على بعض الجهات يحاولون أن يزيدوا في تهويلهم لدرجة أن البعض يصوِّر الأمور وكأن هذا الخارج آتٍ بأساطيله لاقتحام البلد واحتلاله هذا أمر سخيف ، وغير وارد نهائياً.. غير وارد نهائياً ، وليس هناك أي دولة وأتحدى أن يكون هناك أي دولة ستأتي بجيشها الآن لتحاول أن تمنع هذا التحرك الشعبي وتكسره وتحتل هذا البلد ، لا أمريكا ، ولا بريطانيا ، ولا من دول الإقليم ، ولا أي دول أخرى ، لا يمكن لأحد ، المسألة ليست لعبة ، المسألة ليست بهذا القدر الذي يتصوره البعض من الأغبياء أنه يمكن لدولة هنا أو من هناك أن تأتي بجيشها وتقتحم هذا البلد " لا " الواقع الشعبي والتماسك الشعبي والتحرك الشعبي وإدراك الآخرين لما يمكن أن يتكبدوه من خسائر لأن ذلك لو كان- سيكون أكبر ورطةٍ لهم ، هم يدركون ذلك ، وهم ليسوا أغبياء بقدر ما عليه البعض من الإعلاميين المحسوبين على بعض الجهات في مناكفاتهم الإعلامية الغبية ، وبالتالي: ليطمئن شعبنا الخارج لا يستطيع أن يركِّعه ، والخارج هو معتاد أنه يراقب الوضع الداخلي ، صحيح قد ينحاز إلى طرف فيوفر له غطاءً سياسياً ، أو دعماً مادياً ، أو دعماً إعلامياً ، أو دعم في مستوى محدود لكن أن تأتي دولة وتحاول اقتحام هذا البلد والسيطرة عليه واحتلاله بالكامل هذا أمر غير وارد أبداً ، ولا يمكن أن نسمح به ، ولا أن يسمح به شعبنا اليمني العظيم .وبالتالي: ليطمئن شعبنا بالنسبة للموقف الخارجي مع أننا ننصح الخارج الدول الإقليمية والدول الأخرى أن تتعاطى مع شعبنا اليمني العظيم بإيجابية ..بإيجابية لأن قضيته عادلة ، وتحركه صحيح ، وتحركه يعبّر عن كل الفئات ، يعبّر عن كل تيارات هذا المجتمع ..المجتمع اليمني بكل فئاته من كل طوائفه ، لا يتصور أحد أن هذا التحرك يعبر عن طائفة معينة ، أو عن تيار معين ، أو عن منطقة معينة "كلا " هذا التحرك شامل يعبر عن كل فئات الشعب اليمني ، ومن أراد أن يتأكد من ذلك فليتأكد .
أيضاً ردود الفعل على المستوى الداخلي - إنتهينا من ردود الفعل على المستوى الخارجي .
ردود الفعل على المستوى الداخلي بالنسبة للحكومة بدأت في بداية الأمر بالتجاهل "إستمرت يعني على حالة التجاهل السابق " لكنها دفعت إلى الواجهة بادئ ذي بدء بالرئيس "هادي" ليكون هو من يتصدّر الموقف ، وهذه كانت هفوة من جانب الرئيس ، كان المفترض أن لا يقبل بأن يتحمل هو مساوئ الحكومة ، وإخفاق الحكومة ، وفشل الحكومة ، هذا ليس في صالحه هذا سيشوهه أمام الشعب ، ويؤثر عليه أمام الشعب عندما يبرز هو إلى الواجهة ليتحمل مساوئ وفشل وإخفاق الحكومة ، كان عليه أن يترك الحكومة لتتحمل هي مسئولية إخفاقها وفشلها أمام الشعب لا أن يتصدَّر هو إلى الواجهة .
برزت نقاط معينة وقضايا معينة في خطاب الرئيس ، وكان البعض من تلك النقاط ليس منصفاً بالقدر الكافي يعني: كان هناك إنحياز واضح لصالح بعض القوى ، ميل واضح لبعض التيارات ، تبنِّي لمواقف بعض القوى في بعض النقاط المعينة، وكان هناك أيضاً بعض التعقُّل في بعض النقاط ، كان هناك أيضاً تكليفٌ منه للجنة حكومية ممثلة للحكومة ، ومن جانب الحكومة لتنزل إلى صعدة ، طبعاً نحن نؤكد أنه ليس هناك قضية تخصنا - بالنسبة لنا كمكوّن شعبي معين "أنصار الله " ليس هناك قضية تخصنا لأن هذه المطالب مطالب شعبية ، ومن يريد أن يتحدث بشأنها عليه أن يدرك هذه الحقيقة أن هذه هي مطالب شعبية ، ولها ارتباطها بالشعب جميعه بكل أولئك الجماهير الذين خرجوا وتحركوا من واقع إحساس بالمسئولية وإحساس بالمعاناة ، هذه اللجنة أخذت وردت وناقشت معنا ، لا زالت حتى الآن موجودة في (محافظة صعدة )وهي تُبدي تفهُماً إلى قدرٍ معين ، لكننا بعد لا نثق بأن هذا التفهم سيصل فعلاً إلى الواقع العملي ، ولذلك بقدر ما سنكون إيجابيين تجاه أي خطوة إيجابية تتعلق بهذه المطالب الثلاث المشروعة - بقدر ما سنواصل أيضاً تحركنا الشعبي ، في الإطار الشعبي ، وبخطوات محددة ، وبخطوات صحيحة ، وبالوسائل المشروعة ، هذا ما نؤكد عليه وهذا ما نريد أن يكون واضحاً للجميع ، ربما البعض من خلال المناكفات الإعلامية سيحاول أن يُكثر الضجيج أو أن يشكك الجماهير ، نحن نطمئن جماهير شعبنا أن مطالبنا ستبقى هي مطالبهم ، وأن موقفنا سيبقى هو الموقف ذاته الذي يتبناه الجميع ، نحن من الشعب وإلى الشعب والشعب لله وإلى الله ، وبالتالي: ليطمئن جماهير شعبنا أي تعاطي من جانبنا لن يحيد أبداً ولن يخرج أبداً عن التوجه الشعبي الذي يرمي إلى الإنعتاق والخروج من هذه الحالة السيئة والمأساوية . صحيح نحن نحاول أن نرد على الشائعات والدعايات والأكاذيب التي يروجها البعض عنا وعن هذا التحرك الشعبي فيحاولون أن يقولوا عنه أن له أهداف أخرى ، أو توجهات أخرى ، أو مسارات أخرى ، أو غايات أخرى ، هذا نرد عليه ونفنِّده ، ونبيّن بطلانه ، ونؤكد عدم صحته ، ونوضح أن تحركنا هو لا يمكن أن يحيد عن هذه المطالب "المحددة ، الواضحة ، المعلنة ، الصريحة ، المحقة ، العادلة "وبالوسائل المشروعة. وأنا كررت هذه العبارة كثيراً (وبالوسائل المشروعة) نحن أطلقنا موقفاً نحن متمسكون به هو:
أنه فيما إذا إعتدت السلطة على المتظاهرين أو المعتصمين أو واجهت هذا التحرك الشعبي بقوة السلاح ، وحاولت أن تبطش بالجماهير ، أو أن ترتكب جرائم بحقهم فهذا أمرٌ لا يمكن أن نسكت عليه ، ولن نقف مكتوفي الأيدي تجاهه ، هذا موقف ثابت لن نحيد عنه أيضاً والتزام ..إلتزام علينا لن نحيد عنه أبداً نؤكده مراراً وتكراراً وهذا أمر طبيعي . نحن نقول ليس من حقهم أن يقتلوا الناس ، ولا ينبغي كما قلنا سابقاً أن تتحول يوميات الأسبوع لدينا في اليمن وفي الذاكرة اليمنية إلى أيام دموية ، وذكرى للمأساة مثلما حدث في جمعة الكرامة! فيكون عندنا "سبت ، إما سبت تحرير ، أو كذلك أحد سبعين "أو ما شابه - أسماء تلك الشوارع التي يمكن في ذلك الشارع أو في ذاك أو في تلك المنطقة أو تلك أن تسفك دماء الناس ، وأن يقتلوا بكل بشاعةٍ وإجرام .من حقنا أن لا نقبل بأن يقتل شعبنا ، ومن حق شعبنا أن لا يقبل بذلك ، أن لا يقبل بأن تستباح حياته وأن تسفك دماؤه وأن تزهق أرواح أبناءه ، من حق شعبنا اليمني أن لا يقبل بذلك سواءً انزعجوا أو لم ينزعجوا ، راق لهم ذلك أو لم يَرُقْ ، أعجبهم أو لم يعجبهم ، لا نقبل بأن يُقتَل الناس للناس الحق المشروع ، إذا كان أولئك يعتبرون مخرجات الحوار الوطني هي المقررات الإلزامية للجميع وهي التي سيصاغ ويصاغ منها دستور البلد ، ففي تلك المخرجات أن الحق مكفولٌ لأبناء شعبنا في أن يتحركوا أن يعتصموا ويتظاهروا بطريقةٍ سلمية ، هذا حقٌ مكفول لهم وبالتالي: لا تمتلك لا السلطة في الحكومة أو في غيرها ..لا تمتلك الحق بأن تمنع الناس من حقٍ مكفولٍ لهم ، ولا يمتلكه الخارج بالأولى كذلك ، وبالتالي: إستمرارانا في التعصيد الثوري ، بالوسائل المشروعة بخطوات هي فعلاً مزعجة لكنها في الإطار الصحيح ، وبالوسائل المشروعة لا تتخطاها ، لا يبرر لأحد العدوان ، كذلك تلك الدعايات والخرافات والأكاذيب التي يروج لها البعض ويسوق لها البعض بهدف التبرير للعدوان ، هي لا تبرر للعدوان فعلاً ، هي تبريرات زائفة وليست واقعية وليست صحيحة ولا منطقية .
وهنا أتوجه إلى رئيس الجمهورية وإلى وزير الدفاع وإلى مؤسسات الدولة بكلها أن لا ينزلقوا في العدوان على الناس ، أن يكونوا متنبهين ومتعقلين وحكماء ، هذا شعبهم ، هذا بلدهم لا ينظروا إليه نظرةً عدائية ولا داعي للمكابرة ، المقام ليس مقام مكابرة ، هذا هو الشعب اليمني من يريد أن يتعالى عليه ، أو يتكبر عليه ، أو يتغطرس عليه ، أو يطغى عليه فهو مخطئ ، هذا هو شعبك ، أنا أقول للرئيس (هادي) هذا هو شعبك المقام ليس مقام مكابرة أن يأتي البعض ليقول لك لا تستجب لمطالب شعبك ، وتصدَّر أنت الواجهة لتقف ضد مطالب شعبك "لا تتراجع إلى الوراء" ليست المسألة مسألة تراجع - أن يتقبل من شعبه هذا شرف ، هذا أمر طبيعي تماماً ، ليس المقام مقام مكابرة "لا"المقام مقام استجابة ، مقام إلتفات إلى المطالب الشعبية ، وإلتفاتة جادة إلى الواقع ، إلى حقيقة المعاناة التي يعيشها شعبنا اليمني العظيم ، البائس والمعاني والمحروم ، وبالتالي: ردود الفعل إلى الآن إلى حد الآن هي في هذا المستوى ، هناك لجنة هناك إبداء لبعض التفهم ، إبداء للاستعداد للاستجابة للمطالب ، ولكنه حتى الآن هو في بداية الأمر ولا يمكن الوثوق به إلا حينما يتحول إلى ترجمة عملية في الواقع ، والشيء الذي سنستمر عليه هو التحرك الشعبي بهذا الزخم ، بهذه الجدية ، لأننا شعبٌ إن لم نتحرك سنعاني ما هو أسوء وأسوء من الواقع القائم ، طالما والإستراتيجية الأساسية لتلك القوى المتحكمة في القرار السياسي بالشراكة مع الخارج ، الإستراتيجية التي تعتمدها تجاه هذا الشعب هي: التجاهل ، وهي تمرير كل ما يمكن أن يتمرر عليه ، سواءً أضر به أم لم يضر ، سواءً كان لمصلحته أو لم يكن لمصلحته ، هم يتجاهلون ولا يفرقون والحسابات الحزبية أثرت عليهم وعلى سياساتهم وعلى توجهاتهم إلى حدٍ كبير .وبالتالي: نحن في هذا السياق كنا قدمنا مرحلة معينة - تبتدئ بالأثنين وتنتهي بيوم الجمعة (تنتهي بيوم الغد كَمُهلَة) ورسمنا لها تحركاً شعبياً محدداً وواضحاً وبالوسائل المشروعة طبعاً. حتى الآن لم نصل بعد إلى الإستجابة الواضحة والكافية لمطالب شعبنا المحددة والواضحة .
ولذلك في يوم الغد الذي هو آخر أيام هذه المهلة - أنا أتوجه إلى شعبنا اليمني العظيم أن يُتَوِّج في يوم غد تحركه في هذه الأيام ويفتتح كذلك للمرحلة الثانية من التصعيد الثوري السلمي يوم غد بصلاة الجمعة بشكلٍ عظيمٍ وحضاري وحضورٍ كبير ، وذلك في خط المطار - أنا أتوجه إلى الثوار في صنعاء إلى أحبائنا وأعزاءنا من الثوار في صنعاء أن يحتشدوا يوم الغد إلى خط المطار لصلاة الجمعة تتويجاً لهذه الأيام وافتتاحاً للمرحلة الثانية من التصعيد الثوري السلمي الذي سيستمر في خطوات قوية ، وجيدة ، وفاعلة ، ومؤثرة ، وهي في نفس الوقت سلمية ، وحضارية ، وبالوسائل المشروعة "وأكرر هذا هي في نفس الوقت سلمية ، وحضارية ،وبالوسائل المشروعة "في يوم الغد سنفتتح المرحلة الثانية من التصعيد الثوري ليترافق مع الجهود القائمة على حل المشكلة، وعلى تفعيل هذه الحالة من الأخذ والرد إذا تمكنا من خلالها مع هذا التحرك العظيم إلى تحقيق الإستجابة لمطالب شعبنا المشروعة والمحقة .
في ظل هذه المرحلة الثانية من التصعيد الثوري هناك خطوات مهمة ستنزل عبر اللجان التنظيمية وهي خطوات أرجو من جميع الأخوة الثوار التفاعل الإيجابي معها ، والإلتزام بضوابطها وحدودها ، ونحن في مرحلة مهمة نحتاج فيها أن نجمع بين التحرك الكبير وفي نفس الوقت الواعي ، والمنضبط ، والمتنبّه لمؤامرات الآخرين ، والمفنِّد لدعاياتهم وأباطيلهم وافتراءاتهم ، هذا ما أؤمِّله وأدعو إليه يوم الغد . هذه الجمعة أيضاً ستكون تضامناً مع شعبنا الفلسطيني الذي لا يمكن أن ننساه مهما عظمت جراحاتنا وآلامنا وأوجاعنا ، مهما عظمت همومنا وقضايانا ومشاكلنا الداخلية ، في جمعة الغد ، في خط المطار ، ستكون جمعة لصالح القضية الفلسطينية تضامناً مع شعبنا الفلسطيني العظيم ، وفي نفس الوقت إفتتاحاً للمرحلة الثانية من التصعيد الثوري الذي فيه خطوات لا نريد الحديث عنها الآن بالتفصيل هي: خطوات مشروعة ، سلمية ، حضارية ، مؤثرة .
فيما يتعلق بالخطوات الماضية كان من أبرز ما أثار الإزعاج لتلك القوى هو: تواجد المخيمات في محافظة صنعاء ، في مداخل العاصمة، مخيمات ثورية ، حضارية ، راقية ، والأنشطة التي فيها هي: أنشطة ثورية ، يأتي البعض ليقول أن تلك التجمعات تحاصر صنعاء هذا كلام سخيف ، هي: تجمعات ثورية لها مطالب محددة تتعلق بالحكومة هي:أتت لتدعم سكان صنعاء وأهل صنعاء لتقف إلى جنبهم وليس لتحاصرهم ، الطريق هناك آمنة وسالكة وما من خطر عليها ، ولذلك تلك المزاعم وذلك الضجيج الذي يثيره البعض إنما هو ردة فعل ، ولكن ردة فعل غبية ، وتعتمد على الدعايات والأكاذيب ، ومؤسفة ، وهذا أقصد به الذين يثيرون هذه الدعايات وينشرونها ويسوقون لها حتى ينخدع بها البعض ، أو يتأثر بها البعض ممن لم ينزل ليتحقق من طبيعة ما هناك وليتحقق من الواقع . في سياق ردة الفعل من القوى الأخرى يأتي البعض ليتحركون في إطار قواعدهم الحزبية ، أنا أقول لهم أنه حتى قواعدهم الحزبية هي متأثرة من الجرعة ، متأثرة من فشل الحكومة وسياساتها الخاطئة ، متضررة بالتأكيد من كل ذلك ، ولذلك هم حينما يحركون البعض هنا وهناك هو تحرك حزبي !أما التحرك القائم حالياً هو تحرك شعبي ، من كل الشعب ، من كل فئات الشعب ، من كل تيارات الشعب ، هو لا ينطلق بناءً على قضايا وهمية مثل أؤلئك الذين يقولون أنهم سيتحركون ليحموا الجمهورية! وهم هم الخطر على الجمهورية أما الشعب في تحركه الواسع هو يتحرك من قضايا واقعية وليست زائفة ، قضية الجرعة قضية حقيقية ، المعاناة الكبيرة في واقع حياة الشعب اليمني قضية مؤكدة وملموسة ولا يمكن لأحد أن ينكرها أو يحاول أن يغطي عليها .
لذلك أتوجه إلى شعبنا اليمني العظيم في الخروج يوم غد في المحافظات أيضاً في العاصمة صنعاء كما أسلفت قبل قليل، وهنا لي نداءٌ أيضاً إلى إخوتنا في الجيش والأمن - البعض يحاول أن يزج بكم أنتم في الإعتداء على أبناء شعبكم، على إخوتكم، على أهاليكم، على من تجمعكم بهم كل الروابط، على من مسؤوليتكم الدفاع عنهم ، هذا من الغرائب والعجائب! يحاولون الزج بكم في العدوان على من مسؤوليتكم الدفاع عنهم ! مسؤوليتكم كجيش وكأمن هي حماية هذا الشعب والدفاع عنه والدفاع عن هذا البلد ، فلا تقبلوا بأي حالٍ من الأحوال أن يزج بكم الآخرون في الإعتداء على أبناء شعبكم ، مع أن القضية التي تحرك بها أبناء شعبكم هي قضيتكم أيضاً ، أنتم مظلومون ، أنتم تعانون بالتأكيد ، أنتم من هذا الشعب تعانون من الجرعة مثل ما يعاني الآخرون ، كذلك تتأثرون بالسياسات الخاطئة، تتأثرون من الواقع المرير، ومستهدفون أيضاً .
الجريمة البشعة والسيئة ، الإجرامية الفظيعة في حضرموت التي استهدفتكم لم تكن إلا ضمن سلسلة من الجرائم الفظيعة التي استُهدِفتُم بها وتُستَهدَفون بها من جانب القاعدة والتكفيريين والدواعش الذين هم صناعة استخباراتية أمريكية ، ويحضون بتسهيلات رسمية تؤمّن لهم الإنتشار حتى إلى صنعاء ، وإلى أرحب ، وإلى سائر المحافظات ، أنتم متضررون ، أنتم معانون ، ولذلك في الحد الأدنى.. في الحد الأدنى . أن لا تعتدوا على هؤلاء الذين قضيتهم قضيتكم، وصوتهم صوتكم، ومعاناتهم معاناتكم، وأنتم وإياهم أبناء شعبٍ واحد ، ووطنٍ واحد ، وبلدٍ واحد . في هذا السياق أتوجه أيضاً بكل إخاء إلى القوى السياسية والأحزاب ، أن إلتفتوا كما ينبغي إلى أوجاع ومعاناة هذا الشعب، إلتفتوا إليها بعيداً عن حسابات بعيدة هناك "لا" التفتوا، أصغوا إلى أوجاع شعبكم حتى لا تتجهوا في الإتجاه الذي لا يتفاعل ولا يتأثر كما ينبغي تجاه هذه المعاناة ، حتى لا تكونوا في الصف الذي يتبنّى توجهاً مختلفاً ، توجهاً يسعى إلى إعاقة هذا الشعب في الوصول إلى مطالبه المشروعة والمحقة .
أكرر لشعبنا اليمني العظيم أن خطواتك وتحركاتك الثورية العظيمة المهمة بزخمها الكبير قد أثرت لحد الآن تأثيراً إيجابياً ، وأن صوتك العالي وكلمتك قد وصلت إلى كل أرجاء الدنيا ، وأن الآخرين بكل صممهم ، وإعراضهم ، وتجاهلهم هذه المرة سمعوا ، والتفتوا منزعجين وقلقين ، وإنك حينما تثق بربك وتستمر بكل جدية وبكل زخم في الخطوات القادمة هي خطوات بإذن الله سيكون لها مردودها الإيجابي والله معك وهو خير الناصرين ،، أكرر توجهي أيضاً ونصحي لأخوتنا في الجيش والأمن أن يكونوا متنبهين وحذرين من الزج بهم في أي مغامرةٍ أو عدوان ،،أكرر التأكيد على موقفنا الثابت في التصدي لأي عدوانٍ يستبيح دماء شعبنا اليمني العظيم في تحركه الثوري السلمي الحضاري ،،أكرر على أننا سنبذل سعينا في تحقيق هذه المطالب والوصول إلى انجازها كاستحقاقات مهما كان الثمن ، بكل الوسائل المشروعة ، بكل السبل المتاحة ، والله المستعان - وعليه توكلنا - وإليه أنبنا - وهو نعم المولى - ونعم النصير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛؛؛
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام] |
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
RSS |
حول الخبر إلى وورد |
|
|
|
|