صنعاء نيوز/ تقرير : منظمة تاج للنزاهة والشفافية - تحت إدراة هلال : مدينة صنعاء القديمة تغرق في الفساد ومهددة بالشطب من اليونسكو وبلا مواصفات تاريخية
صنعاء القديمة المدينة التاريخية التي حضت باهتمام خاص من جميع أمناء العاصمة السابقين , واليوم نتذكر كيف كانت صنعاء القديمة في أوج توهجها تحت أشراف ومتابعة عهد الأستاذ احمد الكحلاني أمين العاصمة الأسبق , فقد جعل مها لؤلؤة مضيئة في الليل , مزهرة بالنهار , فرص ورقم وعنون شوارعها ورتب خطوط سيرها ومواقفها ورمم مبانيها وسمسارها وحماماتها ومرتعها ونظم أسواقها , وحضت بنظافة واهتمام ومتابعة منقطعة النظير منه شخصيا , وجعلها قبلة للزائرين من سياح الداخل والخارج , واليوم تحت أشراف أمين العاصمة الحالي عبد القادر هلال تقع صنعاء القديمة فريسة سهلة للمفسدين من الجهاز التنفيذي في ديوان الأمانة والهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية ومهددة بإخراجها من قائمة التراث العالمي من منظمة اليونسكو , كل يأتي كنتيجة طبيعية لعدم متابعة أمين العاصمة صنعاء , لأداء مديرية صنعاء القديمة وما يسودها من عبث وفساد معلن من قبل الهيئة الإدارية ولجنة مناقصات المديرية في استغلال واضح للانفلات العام في أمانة العاصمة والمديريات , وعلى هذا الصعيد نستعرض في عدة حلقات كيف تحولت صنعاء القديمة من مدينة تاريخية إلى مدينة عشوائية لا تتمتع با دنى مواصفات المدن التاريخية التعارف عليها وفقا لمنظمة اليونسكو.
أخر عمليات الفساد التي مارستها الهيئة الإدارية ولجنة مناقصات المديرية المنتخبة من قبل أعضاء المجلس المحلي لمديرية صنعاء القديمة قبل أكثر من الإثناء عشر عاما , هي إجبار المديرية على استلام معدات لا علاقة لها بخصوصية صنعاء القديمة من جهة , ومن جهة ثانية مخالفة الهيئة الإدارية ولجنة المناقصات لقانون المناقصات والمزايدات رقم (27) لسنه 2007م , دون حسيب أو رقيب أو متابعة من قبل أمين العاصمة هلال , أو الهيئة الإدارية لأمانة العاصمة أو الأجهزة الرقابية المعنية الأخرى , وكل ذلك من خلال إقرار مناقصة توريدات بالمخالفة للقانون ولمواصفات صنعاء القديمة الخاصة.
وقائع الفساد في المناقصة رقم (1) لسنه 2012م
اعلنت مناقصة عامة لتوريد رافعة إنارة وسيارة إطفاء خاصة بمدينة صنعاء التاريخية وفقا لمواصفات معدة مسبقا من قبل فنيين مختصين , وفتحت مظاريف المناقصة بعدد ثلاثة متنافسين , الأول بمبلغ (518,800 )دولار أمريكي للرافعة وسيارة الإطفاء , والثاني روزن باور بمبلغ (133,000) دولار أمريكي لسيارة الإطفاء , الثالث شركة كمبر لاند بمبلغ (167,000) دولار أمريكي لرافعة الإنارة.
أرست لجنة المناقصات بالمديرية المناقصة على المتنافس الثاني لسيارة الإطفاء وعلى المتنافس الثالث لرافعة الإنارة لكونها تتناسب مع شوارع صنعاء القديمة معللة قرارها لكون العروض المقدمة مستوفية لكافة متطلبات الاستجابة والتأهيل والمواصفات الفنية والشروط المطلوبة في وثائق المناقصة مقارنة بالتكلفة التقديرية , كما موضح بالوثيقة المرفقة تحت توقيع جميع أعضاء الهيئة الإدارية ولجمن المناقصات بالمديرية.
بنما تشير وثائق المناقصة التي نحتفظ بكافة مستنداتها إلى فساد اعضاء لجنة المناقصات والهيئة الادارية بالمديرية والى تقصير لجنة المناقصات بامانة العاصمة صنعاء على النحو التالي:-
1- تشير الوثائق أن التكلفة التقديرية للمناقصة هي (59,486,400) ريال , بينما ارسيت المناقصة بالتجزئة على شركتي (روزن باور وكمبرلاند) بمبلغ اجمالي قدرة (300,000) دولار امريكي وفقا لقرار الارساء الموقع من لجنة المناقصات بالمديرية, وتم مخاطبة شركة اخرى شركة اتلانتك للمقاولات وتم التعاقد معها على توريد الرافعة وسيارة الاطفاء , وهذا متروك للتحقيق للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد.
2- ارسيت المناقصة على صنفي الرافعة بالمخالفة الى (11) بند من المواصفات المطلوبة لصنعاء القديمة من اجمالي (16) بند فني موضوعة في المواصفات الفنية , حيث قامنت المديرية باستلام رافعة مجهزة على شاحنة لاند روفر لا يمكن استخدامها داخل مدينة صنعاء القديمة بسبب حجمها الكبير وعدم قدرتها على الالتفاف داخل شوارع وحواري صنعاء القديمة الضيقة , كما أن هناك مواصفات فنية معتمدة لصنعاء القديمة تم اعتمادها فنيا وعلميا لجميع المعدات والاليات الخاصة بالمدن التاريخية أثناء ولاية الامين الاسبق احمد محمد الكحلاني في تدشين صنعاء عاصمة الثقافة العربية.
3- لم يتم لحد الان تسليم سيارة الاسعاف برغم ازدواج المورين وطلب مصادرة الضمانات البنكية.
4- تم صرف الدفعة المقدمة بنسبة 100% بصور طبق الاصل , وبدون تقديم الشركات المرسى عليها الوثائق القانونية لوضع الشركة الاعتباري والتجاري , من كونها وهمية او تابعة لأحد المسولين بالمديرية.
5- عند تاخر الموردين عن الايفاء بتعاقدتهم مع المديرية طلبت المديرية من بنك اليمن والكويت مصادرة الضمان الخاص بتوريد سيارة اطفاء ورافعة انارة باسم (شركة اتلانتك للمقاولات) لمورد واحد بعكس قرار الارساء , وليس على المرسى عليهما شركة روان باور وشركة كمبر لاند حسب قرارات ارساء لجنة المناقصات , برغم عدم مشاركة هذه الشركة بالمناقصة وعدم تقديمها عطاء عند فتح المظاريف , الذي كانت منظمة تاج قد نشرت عنه في وقت سابق , ونترك هذا للهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد.
-* هذا نموذج اولي للفساد الذي يمارس باسم المجلس المحلي بمدينة صنعاء القديمة التاريخية تحت ادارة اللواء عبدالقادر هلال امين العاصمة صنعاء والهيئة الادراية للمدينة بالمديرية , كما نتعرض لاحقا لفساد مديرية صنعاء القديمة في مجال الترميمات المبالغ فيها لمباني صنعاء القديمة وترميم بعض المدارس وانشاء اخرى , والتلاعب بمكنون المدينة التاريخية من واقع جهل وفساد القائمين عليها ,ونظرا للتجهور الملحوظ لمدينة صنعاء التاريخية في عهدة أمين العاصمة الحالي , هددت منظمة اليونسكو خلال العامين المنصرفين بشطب صنعاء من قائمة التراث العالمي نظرا لعدم التزام الجهات القائمة على صنعاء القديمة بداية بالمديرية والمجلس المحلي والهيئة بالمعايير العلمية والمواصفات الفنية التاريخية للمدن الاثرية للبقاء في قائمة التراث العالمي. |