صنعاء نيوز -
قامت الحكومة العراقية بفرض حصار شديد على مخيم ليبرتي حيث لا تسمح لأي شيء
بالدخول إلى المخيم وإلى الآن مضى 17 يوما والحكومة تمنع دخول الوقود إلى داخل
المخيم كما وأنها قد منعت دخول المواد الغذائية والأدوية وأبسط الحوائج
المعيشية للسكان وبهذه الممارسات تهدف الحكومة العراقية إلى تعذيب السكان
وجعلهم يموتون بطيئا تلبية لمطالب النظام الإيراني. واليوم يعيش المخيم حالة
متأزمة تزداد سوءا كل ساعة فان أجهزة التبريد ومكيفات الهواء كلها متوقفة بسبب
انعدام الوقود وأن السكان مجبرون على تحمل البقاء في الكرفانات المصنوعة من
المعدن متعذبين، في مناخ يتجاوز فيه الحر 50 درجة سانتيغراد حيث أن أصيب عدد من
السكان يوم أمس بضربة الشمس (الصورة ملحقة) كما وأن السكان مجبرون على طهي
ظعامهم بالخشب والفحم بسبب انعدام الوقود وبالتالي قطع الكهرباء.
إن حصار مخيم ليبرتي الإجرامي يعتبر جريمة ضد البشرية وجريمة حرب بموجب إتفاقية
جنيف الرابعة وكذلك بموجب ميثاق روما (المحكمة الجنائية الدولية)، إذ شبّه
البروفيسور جون زيغلر عضو اللجنة الاستشارية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم
المتحدة، حصار ليبرتي بالمناطق المحاصرة في سورية وأكد قائلا: ”إن تجويع
المدنيين كاجراء حربي امر ممنوع بموجب المادة الـ54 من إتفاقية جنيف الرابعة“
و”إن ميثاق روما الذي يشكل أساس المحكمة الجنائية الدولية ينص على أن القيام
المتعمد بتجويع المدنيين كأسلوب حربي وحرمانهم من حوائجهم الضرورية للبقاء حيا
يُعتبر جريمة حرب“.
ليس مما يشك فيه ان هدف الحكومة العراقية من فرض هذا الحصار اللا إنساني وقطعها
الوقود وسائر الحوائج الأولية لبقاء السكان حيا في المخيم هو تنفيذ لأوامر
النظام الإيراني وسياساته القمعية بحق معارضته وإن الأمم المتحدة والإدارة
الأمريكية اللتين تتحملان، أخلاقيا وقانونيا، مسؤولية ضخمة حيال أمن السكان
وسلامتهم فيتوجب عليهما أن تجبرا الحكومة العراقية على الالتزام بتعداتها وأن
ترفع الحصار الذي يعتبر جريمة حرب بموجب القوانين الدولية فورا. غير أنه وببالغ
الأسف لم تقم الأمم المتحدة ولا الولايات المتحدة حتى اليوم باتخاذ أي اجراء
جدي في هذا الشأن وإن استمرار الوضع على ما هو عليه من شأنه تعرض سكان مخيم
ليبرتي لكارثة إنسانية لا محالة. |