صنعاء نيوز/حاوره/ منصور الغدره - - دعا نجل المناضل الجسور صالح مصلح كل اليمنيين إلى استغلال الاحتفالات بأعياد الثورة اليمنية «سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر» في المطالبة الجادة بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني..
وقال لحسون صالح مصلح عضو لجنة الرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار: إن مخرجات الحوار الوطني تمثل جوهر أهداف الثورة اليمنية وأن تنفيذها سيحقق طموحات ونضالات ثوار سبتمبر وأكتوبر والوصول إلى يمن آمن ومستقر وموحد..
وأضاف لحسون في حديث لـ«الميثاق»: لم يعد لدعوات فك الارتباط أي صدى بعد طرح القضايا بوضوح واقرار الدولة الاتحادية.
وقضايا أخرى تطرق إليها لحسون صالح مصلح في سياق الحوار التالي:
< يحتفل غداً شعبنا بالعيد الـ51 لانطلاق شرارة ثورة الـ 14 من اكتوبر المجيدة عام 1963م.. ماذا تودون قوله بهذه المناسبة الوطنية؟
-بداية ارفع اسمى التهاني بهذه المناسبة، الى القيادة السياسية ممثلة بالأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، كما أهنئ قيادات القوى السياسية والأحزاب الوطنية وعلى رأسهم الزعيم علي عبدالله صالح، محقق وحدة اليمن.
ويطيب لي ان أهنئ شعبنا اليمني بأعياد الثورة اليمنية (26سبتمبر، 14 اكتوبر، 30 نوفمبر).. كما أهنئ وأحيي كل المناضلين الثوار الذين قدموا الغالي والنفيس في سبيل انتصار ارادة الشعب اليمني.. وفي نفس الوقت اترحم على شهداء الثورة اليمنية، اولئك الابطال الصناديد الذين قدموا أرواحهم في سبيل تحرير الوطن من براثن الحكم الاستبدادي المتخلف، وجحافل الاستعمار البغيض، وسطروا بدمائهم اروع وانصع صفحات ملاحم البطولات والفداء انتصارا لكرامة وعزة وإباء الشعب اليمني والتخلص من القهر والتخلف والتمزق الذي فرضها نظاما الائمة والاستعمار على الشعب اليمني، والذي كان بمثابة كابوس جثم على شعبنا قروناً من الزمن.
ففي 14 اكتوبر الاغر عام 1963م، انتفض الشعب اليمني ضد الاستعمار البريطاني، وخاض نضالا مريرا قدم خلاله آلاف الشهداء في معارك بطولية زلزلت الارض من تحت اقدام المستعمر.
ولا شك ان انطلاق شرارة الثورة الاكتوبرية، ضد الاحتلال البريطاني في جنوب الوطن الى ان تحقق الاستقلال الناجز ورحيل اخر جندي للمستعمر البريطاني في 30 نوفمبر1967م، لم يكن له ان يتحقق لولا الانجاز الكبير الذي حققه الشعب اليمني في القضاء على الحكم الامامي الكهنوتي من خلال تفجيره الثورة الام، ثورة الـ 26 من سبتمبر 1962م، منهيا بذلك حكما كهنوتيا ونظام سلاليا وطائفيا، عانى الشعب اليمني منه قروناً طويلة.
وكانت ثورة سبتمبر هي الثورة الام الداعمة للثوار في جنوب الوطن من اجل تفجير ثورة 14 أكتوبر ضد الاستعمار حتى نال الاستقلال الوطني، لان الشعب اليمني شماله وجنوبه عانى الكثير من ويلات النظامين في الشمال والجنوب كالتخلف والجهل والمرض والقهر والتعسف والاعتقال لرموز الحركة الوطنية وللاحرار والمناضلين في الشطرين.
ومثلت ثورة 14 اكتوبر ترجمة حقيقية لأهداف الثوار اليمنيين، وخطوة اولى لتحقيق الوحدة اليمنية المباركة، حلم كل اليمنيين، لتصبح واقعاً ملموساً يوم تحقيقها في الـ22 من مايو 1990م، والتي هي غاية ومُنى عامة الشعب اليمني ورمزه الوطني.. يوم اعلان قيام الجمهورية اليمنية.
< ما الذي تحتفظ به ذاكرتك عن الملاحم البطولية التي خاضها الشعب اليمني ضد الوجود الاستعماري البريطاني في جنوب الوطن؟
- هناك الكثير من الملاحم خاضها المناضلون الثوار ضد الاستعمار البريطاني، وما تعلمته وتلقيته من اولئك الابطال المناضلين، ان المعاناة التي عاشها شعبنا جراء النظام الامامي والاستعماري، فكان الالم واحداً وكذلك الظلم واحداً، وكانت مدينة عدن التي ترزح تحت الاستعمار البريطاني- كانت هي الحاضنة لرموز حركة الاحرار الوطنية في مقارعة حكم الامامة في الشمال..
وحدت الهموم والمعاناة للشعب اليمني الحركة الوطنية وأكدت بضرورة التخلص من النظامين، ما دفع بالأحرار الى توحيد رؤيتهم بان التحرر من النظام الاستعماري لا يمكن مع وجود النظام الامامي في الشمال، لذلك اتحدت رؤيتهم بأن يبدؤوا بالتخلص من النظام الامامي، بحيث تكون بعد ذلك الداعمة لثورتهم ضد المستعمر البريطاني. وهو ما تم، حيث فجروا ثورة سبتمبر ضد الإمامة، ثم اتجهوا بعد ذلك الى تفجير ثورة اكتوبر في الجنوب ضد الاستعمار، والتي سطروا خلالها الكثير من الملاحم البطولية، التي سيظل التاريخ النضالي محتفظاً بها على مر التاريخ، ولا يمكن لأحد ان يقفز على تلك المعارك والبطولات والعمليات الفدائية التي نفذتها فصائل الكفاح المسلح ضد قوات الاستعمار، وهي بطولات شهد بها العدو قبل الصديق، واعترفت بها القيادات العسكرية والسياسية للاستعمار نفسه.
وهناك شهداء سقطوا في عمليات فدائية نفذوها ضد مواقع ومقرات للإدارة الاستعمارية سواءً من محافظات الجنوب، أو من محافظات تعز أو إب والحديدة وذمار وصنعاء.. ومن مختلف مناطق وأرجاء اليمن دون استثناء.. فالمعارك والعمليات الفدائية ضد الاحتلال البريطاني في ثورة اكتوبر، وكذلك الحال في ثورة سبتمبر، امتزج في الثورتين دماء اليمنيين كافة من الشطرين.
< على مدى خمسة عقود مضت على ثورة اكتوبر.. هل نستطيع القول ان الاهداف التي قصدها الثوار تحققت؟
- تحقق الكثير ويتبقى منها الكثير ايضاً، وابرز ما لم يتحقق هو مستقبل اليمن.. وهذا المستقبل الان مرهون بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية، التي هي تمثل اهداف ثورتي 26سبتمبر و 14 أكتوبر، وهي في نفس الوقت مطالب الشعب اليمني، في بناء اليمن الذي يريده وينشده كل اليمنيون.
وأدعو شعبنا للخروج في 14 اكتوبر للمطالبة بتنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وتنفيذ مخرجات القضية الجنوبية، وألا يلتفتوا الى الدعوات الانفصالية او الدعوات التي تسعى الى عرقلة بناء الدولة والحكومة.
< يتزامن الاحتفال بعيد ثورة اكتوبر مع ظروف صعبة تعيشها اليمن، خاصة مع سقوط العاصمة صنعاء بيد مليشيات الحوثي، التي يبدو انها رسخت دعوات البعض للانفصال.. ما تعليقك على ذلك ؟
- اولاً من اهم انجازات قيادة البلد هو الحوار الوطني الذي اتفقت عليها المكونات السياسية، والذي شكل أنموذجاً فريداً في اجتماع هذه القوى بهذا الشكل الجامع لاول مرة منذ قيام الثورة اليمنية، طرحت فيه كل القضايا وخرجنا بوثيقة الحوار الوطني التي تتضمن تنفيذ مخرجات هذا الحوار، لانها هي التي سوف تضمن تنفيذ المرحلة الانتقالية، وهذا هو مكسب للشعب، بعد الوحدة اليمنية وهذا المكسب لا يمكن ان نتخلى عنه او نساوم عليه، ولا يمكن ان يقتنع الشعب اليمني ان القوى المستبدة سوف تبني نظاما وطنيا عادلا يحقق العدالة والمساواة لجميع فئات الشعب اليمني.
ولذلك ادعو كافة الشعب اليمني وخصوصا اخوتنا في جنوب الوطن الى عدم الانجرار وراء اية دعوات مشبوهة تقود اليمن الى عدم الوفاء بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وكذلك اتفاق السلم والشراكة الوطنية والذي تمخض عنه انهاء الازمة القائمة في البلد ووضع الاسس لبناء مستقبل الدولة اليمنية الاتحادية.. والدعوات التي تتحدث عن عرقلة لهذه الاتفاقات سواء باسم انفصال ادعو الشعب اليمني الخروج يوم 14 اكتوبر للمطالبة بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وبتنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية وتنفيذ مخرجات القضية الجنوبية بحيث لا ندخل في ازمة جديدة.
وأطالب الذين يعتزمون الخروج يوم 14 اكتوبر بأن يكون شعارهم، هو" الشعب يطالب بتنفيذ مخرجات القضية الجنوبية.. الشعب يطالب بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.. الشعب يطالب بتنفيذ اتفاق السلم والشراكة من اجل بناء جمهورية اليمن الاتحادية".
والدولة الاتحادية هي الدولة العادلة.. دولة المساواة والعدالة والنظام والقانون.. الدولة التي انتجها الشعب اليمني بنفسه وليست مستوردة من احد، من اجل بناء يمن يسوده الحكم الرشيد والنظام والقانون والتعددية والديمقراطية والحرية.. والمعروف ان عامة الشعب اليمني يتمسكون بالوحدة اليمنية، وما يريدونه هو فقط وجود نظام وقانون وعدالة وحرية وديمقراطية. واما اعداء الوحدة فهي اصوات قلة تطالب بحل القضية الجنوبية، لانها مستاءة من تأخر خطوات التنفيذ.
< لكن اتفاق السلم والشراكة تثار حوله خلافات- حيث يراه الحوثيون بأنه بديل للمبادرة الخليجية والتي قام عليها مؤتمر الحوار ومخرجاته.. كيف يمكن تجاوز هذه الاشكالية؟
-المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارات مجلس الامن الدولي هي الام الحاضنة لاتفاق السلم والشراكة ولا يمكن للاتفاق ان يقفز عليها او تجاوزها، ولكننا قد تجاوزنا الى مسألة تحسين المبادرة الخليجية بان يكون هناك حكومة طنية يشارك فيها الحوثيون والحراك الجنوبي السلمي، بدل ما كانت حكومة محاصصة او مناصفة بين قوى وغياب بقية القوى.
وأحب هنا أقول إنه وللمرة الاولى يتفق فيها المجتمع الدولي و العالم من شرقه الى غربه ومن شماله الى جنوبه على الحفاظ على وحدة وسلامة وامن اليمن واستقراره، فالقوى الخارجية كلها مجتمعة على وحدة وامن واستقرار اليمن، فلماذا نتخوف ونتنكر للخارج.
والغريب في الامر لدى هؤلاء البعض الذين يحاولون التنكر لدور الخارج في العملية السياسية باليمن ومساعدة اليمن، ونحن في نفس الوقت نقبل منهم الدعم المادي والمالي من مساعدات اقتصادية وتمويلات مالية للمشاريع التنموية والاقتصادية، بما في ذلك التمويل والإشراف على مؤتمر الحوار الوطني، كما ان الخارج ملزم بالتمويل والإشراف على تنفيذ مخرجات الحوار وتجاوز المرحلة الانتقالية وصولا الى الاستفتاء على دستور الدولة الاتحادية والانتخابات البرلمانية ونجاح العملية السياسية كاملة في البلاد.
اذا ما احب قوله: انه لا خوف من علاقات اليمن بالخارج، طالما ونحن كيمنيين نستند على وثيقة مؤتمر الحوار، ونعمل مع الخارج على تنفيذها وتحويلها من نصوص واتفاقات مكتوبة الى واقع التطبيق الفعلي على ارض الواقع.
* اذا ما ربطنا واقع ما كان عليه الحال عام 67م ابان اعلان استقلال جنوب الوطن وحصار صنعاء حينها من قبل القوات الملكية الرجعية، وما تعيشه العاصمة صنعاء اليوم مع وجود دعوات انفصالية ممقوتة.. كيف ستكون المقارنة لديكم..؟!
- يجب اولاً ان يعرف الجميع ان التفكير بحصار صنعاء، كما حدث عام 1967م، فهذا الكلام انتهى ولا يمكن ان يقبل اليمنيون بعودته اليوم.. والذين يحلمون بعودة دولة الظلم والقهر من خلال الدولة في الجنوب و"الكهنوت" على ظهر معاناة الشعب اليمني وقضاياه، فهم واهمون لان الشعب قد قال كلمته في الـ22 من مايو 1990م بتحقيق وحدته والى الابد.
وبشأن ما حدث في الجنوب عام 67 فقد كان استقلالا ناجزا تم انتزاعه بالكفاح المسلح والعمل السياسي.. لذلك لا يمكن ان نربط بين المشهدين والزمنين.. لأننا نحن الان امام شعب واحد ودولة واحدة، ولكن هناك قضايا موجودة يجب ان تطرح لشعب واحد ودولة واحدة، بينما الذي كان جارياً في عام 67م، ان هناك شعباً واحداً موجوداً داخل دولتين ونظامين مختلفين تماما وكل منهما له توجه وفكره الفكر السياسي والاقتصادي.
ونتيجة مطالبة الشعب الواحد بحقوقه في الاندماج في دولة واحدة، تنازل النظامان لصالح الدولة الواحدة، الممثلة بشخصية الجمهورية اليمنية، التي قامت في الـ22 من مايو 90م.
وكل ما حدث ويحدث الآن هو ان اليمن بدأ يتشكل ويسير في الاتجاه الصحيح، ولا يعتقد اي شخص بمجرد انه قد وصل الى مكان ما او هدف معين يستطيع ان يساوم بمنجز الوحدة اليمنية مقابل الحصول على اكبر قدر من المكاسب السياسية- سواء من خلال الضغط للحصول على نصيب اكبر من الحقائب الوزارية في الحكومة الجديدة، او مناصب قيادية في اجهزة الدولة.
هذا تفكير خاطئ ولا يمكن القبول به بالمرة، فهناك اتفاق على حكومة شراكة وطنية تشارك فيها مختلف الاطياف والمكونات السياسية، ووحدة شراكة وطنية تتم وفق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، من اجل المضي في التأسيس لجمهورية اليمن الاتحادية، من خلال ايجاد الدستور اليمني الجديد والاستفتاء عليه والبدء في تنفيذ وتطبيق نظام الاقاليم.
ومن يتحدث عن اعادة النظر في مسألة توزيع الاقاليم، بحيث ان كل اقليم يريد ان يكون له منفذ بحري، فلا خوف من هذه المسألة، مادام انه سيكون هناك مؤسسة عسكرية قادرة على حماية الحدود وسيادة البلد وتمنع حدوث اي اختراق من قبل اية جماعة او اقليم.. والاهم في الاقاليم أن تكون له موارد اقتصادية تمكنه من احداث نقلة نوعية تنموية ورفع مستوى السكان اقتصادياً وثقافيا وسياسيا، وتساعده على ادارة شؤونه وتوفير الخدمات والاحتياجات لسكان الإقليم.. لكن بما ان هذه القضية- توزيع او تقسيم الاقاليم قد تم حسمها، وبناء على تفويض اعضاء مؤتمر الحوار للأخ رئيس الجمهورية، فلا يعاد فيها النظر وهي قضية قد تم حسمها وأقرت من قبل مؤتمر الحوار.
مستقبل اليمن مرهون بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ولا يمكن لأي قوى الادعاء بغير ذلك، وتأتي لتقول ان مستقبل وامن وازدهار اليمن مرهونة بأجندة وقرارات غير وثيقة مؤتمر الحوار.
< هناك من يقول ان البلد الآن في حالة انسداد والقوى السياسية في حالة شد وجذب وتبادل اتهامات فيما بينها.. كيف يمكن ان نتجاوز هذا الوضع ؟.
- لا يمكن ان نتجاوز هذا الوضع إلا بالتخلي اولاً عن الاتهامات وتخوين الاخرين.. وثانيا الاسراع من خطوات الفعل السياسي في تنفيذ مخرجات الحوار.
< وما رؤيتك للخروج من هذه الأزمة..؟
- رؤيتي للخروج من هذا الوضع اولاً : هو الالتزام باتفاق السلم الشراكة الوطنية الموقع أخيراً، وثانيا تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
صحيح ان المجتمع الدولي هو دائما ما نجده يلتف حول مصالحه، لكنه هذه المرة ملتف حول مصالح اليمن، ويجب علينا ان نستغل هذا الاجماع الدولي لتحقيق مصالح بلادنا في الوحدة والأمن والاستقرار ولا نفرط بهذه الفرصة التي لا يمكن ان تتكرر مرة اخرى إذا ظللنا نراوح مكاننا في تبادل الاتهامات والتخوين واختلاق الازمات والمكايدات السياسية التي لا يأتي من ورائها الا الخراب والدمار للشعوب.
وأقول للقوى الجديدة لا تأتوا على حساب قوى اخرى حتى لا نعود الى نقطة الصفر- حيث عانى الشعب اليمني كثيرا من هذا الاسلوب الديماغوجي خلال الفترة الماضية، بان تأتي قوى تقصي وتجتث قوى سياسية اخرى، وهكذا.. "وكأنك يا ابو زيد ما غزيت".. لأنه اذا ما حدث هذا فانه سيأتي من يستثمر هذه القوى المقصية.. لذلك لابد ان تكون هناك عدالة ومساواة مع الاحتفاظ بالحقوق، والضامن لهذا هي الدولة الاتحادية..
ولهذا اطالب كل القوى السياسية بالالتفاف حول الرئيس عبدربه منصور هادي، وعدم اثارة الفوضى، لان الشعب عانى كثيراً والفوضى لا تؤدي إلا الى اعاقة بناء دولة اليمن .. يكفي هذا النهج والتحايل على المدد الزمنية والمماطلة في تنفيذ الاتفاقات هو الذي اوصل البلد الى هذه المرحلة العصيبة والظرف المعقد..
الشعب اليمني قد وعي مصالحه جيدا ولم تعد التبريرات والخداع تنطلي عليه، فاليوم هناك عشرات ومئات المنظمات تطوف المحافظات والمناطق توعي المجتمع بما يجب ان يكون عليه البلد وأين هي مصالحه.
وأما ان نظل بهذا الشكل نتصارع على الشخص الذي يجب ان يتولى منصب رئيس الوزراء، فأننا بحاجة لمدة لا تقل عن سنة للاتفاق على برنامج تنفيذ مخرجات الحوار.
< بمناسبة عيد ثورة 14 أكتوبر.. هناك من يسعون بتنظيم مسيرات يدعون فيها بفك الارتباط او الانفصال..؟
- مسألة فك الارتباط انتهى بإقرار جمهورية اليمن الاتحادي في مؤتمر الحوار، وأساس هذه الدولة هي وحدة الارض والشعب اليمني، ولم يعد هناك مجال للحديث او المطالبة بفك الارتباط.. اعتقد ان كل القضايا التي كانت سببا في تلك الدعوات السابقة قد طرحت على طاولة الحوار وتم حسمها في وثيقة مخرجات الحوار والتي سوف تبني يمناً يسوده القانون والعدالة في السلطة والثروة والمواطنة المتساوية والحرية والديمقراطية والحكم الرشيد.
واعتقد ان دعوات فك الارتباط لم يعد لها صدى الآن.. الناس عندهم مشاكل وقضايا ظهرت بوضوح، وبالتالي طرحت بشكل واضح في الحوار الوطني الذي شاركت فيه مختلف القوى السياسية ، بما في ذلك الحراك الجنوبي والحوثيين اللذين طرحا القضايا بشكل وأضح.. والحوار الوطني انتصر لمطالب الشعب اليمني ولأهداف ثورتي سبتمبر و أكتوبر.. والآن الكل يسعى الى بناء اليمن والى التخلص من المشاكل.
وإذا كان لابد للجماهير ان تخرج للاحتفال بثورة 14اكتوبر، فعليها ان تطالب بالتنفيذ الصارم لمخرجات الحوار واتفاق السلم والشراكة الوطنية واستكمال المرحلة الانتقالية.
فاتفاق السلم والشراكة هو اتفاق عام شمل كل القضايا( السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية)، لذلك أدعو كافة القوى بأن تلتزم بتنفيذه وتلتزم بمواعيده الزمنية المحددة، حتى يتم الانتقال الى تنفيذ الخطوات اللاحقة منه والتي تتعلق بتشكيل الحكومة ورفع مخيمات الاعتصامات التي تحيط بالعاصمة صنعاء وبالمنشآت الامنية والحيوية، وكذلك رفع نقاط التفتيش والحواجز غير الرسمية.. اما ان نلتزم ونوقع ثم نتخلف ونتملص عن تنفيذ ما وقعنا عليه، فهذا الاسلوب غير مجدى ولا فائدة منه في هذه المرحلة الحساسة التي تعيشها البلد.
ونحن في اليمن لدينا مشكلة كبيرة جدا تتمثل في إرهاب القاعدة والجماعات المتطرفة، فلا نستطيع في اليمن ان نتحمل ارهاب او ارهابيين في وقت واحد.. لان الارهاب يستغل ظروف البلد عندما يكون لديه مشاكل وقلاقل.. فالتأخير في ترجمة الاتفاقات والقرارات يزيد الامور تعقيدا.. وأتساءل لصالح من يتم تعطيل كل هذه القضايا التي مرهون بها مستقبل بناء اليمن ومصالح الشعب اليمني. |