صنعاء نيوز/ أحمد الجار الله -
سيطرة جماعة الحوثي على مدينة الحديدة هي النقطة التي ستؤدي الى إفاضة كأس الصبر اليمني على أذى هذه الميليشيا التي تعمل على تنفيذ الأجندة الإيرانية. وعليها ينطبق المثل الذي يقول: “لا تفرحي بالعرس فالطلاق باكر”. فلا الجغرافيا ولا الديموغرافيا تسمحان بأن تضع جماعة ما يسمى”أنصار الله” يدها على اليمن ككل, لأنها جماعة ليس بمقدورها ان تأخذ حجماً, مهما امتلكت من أسلحة ودعم إيراني, أكبر من حجمها الطبيعي. ألم تر كيف أن “حزب الله” اللبناني الذي سبقها في التجربة قد فشل, وها هو اليوم يتحول جماعة تعاني العزلة حتى في بيئتها, بعد ان أصبح عاجراً عن تبرير الخسائر الكبيرة في صفوف “مناضليه “الذين يزجهم داخل مطحنة الدم السورية تنفيذا للأجندة الفارسية؟
يبدو ان ما اشتهر به الإيرانيون في حياكة السجاد لا ينطبق على السياسة! لقد كثرت الخروق في سجادة السيطرة التي يسعون الى بسطها في المنطقة. فمن فشلهم في العراق, حيث تسببوا بموجة التطرف الهائلة وبالحروب المذهبية التي أدت الى انهيار مريع للدولة, الى فشلهم الصارخ في لبنان بعد ان وصلت محاولتهم في السيطرة عليه الى طريق مسدود فانكفأوا جاهدين لإدامة الفراغ الرئاسي وإغراق مؤسسات الدولة الاخرى بفراغ مماثل, والامعان في حرق زهرة شبابهم في وحل الحرب التي أشهروها ضد الشعب السوري, مرورا بمحاولاتهم المستمرة التدخل في الشأن البحريني, وصولا الى اليمن, حيث يعملون اليوم عبر الحوثي, على تكريس احتلال مقنع, ومنع تنفيذ اتفاق المصالحة بدفع الحوثيين الى اجتياح المزيد من المناطق والمدن, متوهمين أنهم بذلك يستطيعون فرض سيطرتهم على باب المندب, بعد عجزهم في السيطرة على مضيق هرمز رغم مشاطئتهم له, وان يتحكموا بهذا الممر البحري الستراتيجي.
على الإيرانيين, ومن خلفهم دميتهم الحوثية, ان يدركوا ان سعيهم الى السيطرة على باب المندب سيكون كمن يفتح أبواب جهنم على نفسه. فالعالم الذي منعهم من المس بحرية الملاحة في مضيق هرمز لن يقف مكتوف اليدين حيال محاولتهم للسيطرة على الممر البحري الحيوي الآخر, وما عليهم إلا النظر ناحية الصومال, والتفكر مليا في تلك التجربة المريرة, حيث انبرت كل القوات البحرية الدولية للتصدي للقراصنة الصوماليين. فكيف اذا اقترن ذلك بمحاولة فرض قوة ميليشياوية تنفذ أجندة احتلال واضحة, وخصوصا اذا كانت تنطلق من أفكار مذهبية لا تنسجم إطلاقا مع الثقافة اليمنية القائمة على نبذ الطائفية؟
قلنا مرارا ان ما تسعى اليه جماعة الحوثي في اليمن لن يؤدي الى يمن مستقر, حيث خاصرة دول “مجلس التعاون” الذي لن يقبل ان يفتح أي مغامر نافذة القلاقل الامنية, بل إن العالم أجمع, الذي اجتمع مجلس أمنه أمس لمناقشة الوضع في اليمن, بدأ يفكر جديا بالتخلص من جماعة الحوثي نهائياً, والتقدم خطوة لسد كل أبواب الريح الارهابية التي يفتحها نظام الملالي بين الحين والآخر في الاقليم ككل, ولهذا نكرر القول للحوثيين” لا تفرحوا بالحديدة فالطلاق باكر”!