صنعاء نيوز/عبدالرحمن بجاش - - هي رسالة إلى جميع مكونات المشهد , من يفهمون , ومن يدعممون , من ينظر إلى الأزمات بقرة حلوبا , واولئك الذين يختصرون بلدا في أشخاصهم , والمتذاكون , والأذكياء الحقيقيون , ومن يمسكون العصى من أوساطها , ومن يهزون أوساطهم على نغمة خراب البلاد , واولئك الأوصياء , وأولئك الذين ينتظرون قطافها , واولئك الذين يمنحون الأخرين صكوك الغفران , إلى الجميع أقول : الشارع متعب , الناس زهقت , صاحب البقالة لم يعد ينتظر زبونا , وصاحب الورشة ينتظر الكهرباء ليلحم نافذة تقي أصحابها نفاذ اللصوص إلى ما تبقى من عيش !! , وسائق السيارة يلعن الجميع , وصاحب الفندق صار يتمنى النصارى ياتون , والنصارى لم يعودوا ياتون ليستفيد هو , كم ساورد من أمثلة لواقع الحال , حيث لا يعلم معظمكم أنه حتى أصحاب المعامل من عرب صاروا يغادرون البلاد , والتاجر خائف بل أكثر الناس خوفا , ولم يعد القول أن راس المال جبانا مجديا في هذه اللحظة , فلو كنت جزءاً منه لصرت الف جيان , هل المطلوب من صاحب الشركة أو المؤسسة أن يرمي بماله إلى الشارع ليثبت أن راس المال شجاع ؟! , التاجر أيضا عليه التزامات ليس آخرها ما يدفع غصبا عنه !! والشباب لم يعودوا يحلمون بوظيفة , ومعظم الجهات الرسمية بدون مرتبات إلى اللحظة, وهم الوحيدون الذين يدفعون ضريبتهم بالتمام والكمال , أما المتنفذون فانظر نصيبهم من متأخرات الكهرباء التي تنهار منظومتها الآن نتيجة فساد متراكم , فتلك اللحظة التي استدعاني فيها حميد شرف وزير الكهرباء الأسبق ليريني فقط يومها أن مديونية الكهرباء 600 مليون ريال , الآن بلغت 90 مليارا !! والحساب يدور , أقول للجميع إن كل شئ ينهار وأنتم تتنابزون , وتتلاحقون , بالمختصر الدولة تضمحل وكل شئ يمشي بالبركة - ولو كنتم رأيتم ذلك المجنون وهو ينظم حركة المرور ربما لعدتم إلى عقولكم , لحظتها تراءى لي أنه هو العاقل الوحيد - , ولا أدري من هو المستفيد بعد أن نضيع , الآن نتضارب ونتقاتل , وبعدها سنعود إلى الطاولة, فلماذا لا نواصل الجلوس الآن , ونعيد ترتيب أولوياتنا , والتي هي , دستور , أستفتاء , انتخابات , وصولا إلى الدولة المدنية الديمقراطية العادلة , شوفوا تونس ماذا فعلت , غير هذا الطريق لا يوجد إذا كان لا يزال في الرؤوس بقية من عقل , وبذكر العقل فالدعوة لكل عقلاء البلاد من هم يراقبون من بعيد أقول : الآن وليس غير الآن افعلوا شيئا قبل أن نضمحل في ظل اللعب القصير , أو الطويل , أقولها بالفم المليان : لا حل إلا بالدولة عاصما للجميع , وعندها هناك الصندوق ليتنافس عليه بشرف المتنافسون , غير هذا الطريق لا يوجد أبدا, ويكفي............ |