صنعاء نيوز/عبدالله الصعفاني -


فيما اليمن يعيش ذكرى قيام آخر جندي بريطاني بحمل عصا الرحيل أتذكر سؤال الشعبي حينما سأله رجل عن المسح على اللحية أثناء الوضوء .. فقال له : خللها بأصابعك ، فقال الرجل : أخاف أن لا تبلها ، فقال لها الشعبي فانقعها من أول الليل .
·حكاية الشعبي مع الرجل المتنطع بلحيته شديدة الشبه بحكاية أبا حنيفة مع صاحب العمامة الذي وضع فرضية عدم مجيء المغرب فلم يملك الإمام سوى أن مدد رجله ولم يكترث بسؤال الرجل الأجوف والرأس الفارغ .
·وأما بعد طلب الدعاء لشهداء الوطن بالرحمة بعد أن قدموا أرواحهم رخيصة من أجل الانعتاق من الاستعمار البريطاني فإن أخوكم في الله حائر وكأنه خراش الذي لم يعرف ما يصيد.. فلقد رحل الاستعمار البريطاني غير مأسوف عليه لكنه ترك لنا سفيره والباقي عليكم.
·أما الثانية فاليمني الذي طالما احتفل بسلسلة طويلة من الأعياد كلها تتحدث عن الانعتاق في حيص المشهد وبيص المواقف فلا هو استطاع أن يمد رجليه فلا يبالي ولا هو تخلص من تداعيات الصدمة من الحائرين حول هل يتحقق الوضوء بمسح اللحية أم بنقعها .
·وبما تبقى عندنا من الأمانة والديانة هل هذا هو اليمن في 30 نوفمبر2014 .
وطن يرنو إلى الاحتفال بيوم توحدت فيه 23 سلطنة ومشيخة على طريق تحقيق وحدة اليمن من الصحراء إلى الماء فيما بعض ناسه يرون المناسبة موعد لتصعيد نزعة الانفصال .. يرافق ذلك مزادات سياسية مبتذلة ورخيصة وتأملوا ..
·تأملوا تكاثر أعداد الذين يزوّرون التاريخ ويتآمرون على الجغرافيا ويرافق ذلك عصف إعلامي انتهازي يلحق الأذى والإساءة إلى شعب وحدوي عظيم ابتكر أدواته النضالية ضد الاستعمار وضد السلطنات والمشيخات وضد التمزيق فإذا بقوى سياسية وخيالات فردية تدير أطماعها وخصوماتها بعيداً عن كل ما يوحد وباتجاه كل ما يفرق .
· نعم .. هناك قضية جنوبية لكنها ليست سوى قضية الشمال الذي يعنيه عدم إغفال أن أزمات صنعاء تنعكس على عدن وأن البحث المزعوم عن المستقبل لن يتحقق عبر طريق التشظي وقراءة سطر والإطاحة بسطرين ولا باختيار جملة وإهمال صفحة من كتاب الحقيقة.
· لقد كرر الحكماء التذكير بأن حل القضية الجنوبية ينبغي أن يتم تحت سقف الوحدة ويسهم في حلها الشمالي والجنوبي معاً ولكن.. من يفهم أقطاب العمل السياسي المبتذل ؟ ومن يقنع نادي أصحاب المصالح ؟