صنعاء نيوز/حسن الوريث -
شاركت وزيرة الإعلام في حفل اطلاق راديو لنا في محافظة عدن وهي الإذاعة التابعة لمؤسسة يمن تايمز الصحفية والإعلامية التي تمتلكها الوزيرة ومن باب التمويه على الافتتاح تم تسميتها بورشة عمل حول الاعلام والمشاركة المجتمعية عن طريق البث الإذاعي حتى لا تدخل الوزيرة في جدل المساءلة والقيل والقال وهي التي يفترض بها ان تعمل على تنظيم العمل الإعلامي في البلاد وإخراجه من حالة التخبط التي يعيشها وليس افتتاح اذاعتها الخاصة.
ربما يكون شيئ جيد ان تبدأ الوزيرة عملها بافتتاح اذاعة محلية تتبع القطاع الخاص ولو كانت اذاعتها هي شخصياً المهم انه هذه الإذاعة يجب ان تشكل اضافة للعمل الإعلامي في اليمن وليس هماً فوق الهموم التي نعاني منها فوسائل الإعلام في بلادنا اصبحت أحد الهموم التي اثقلت كاهله وسودت عيشته من خلال الصورة البشعة التي أظهرتها هذه الوسائل الإعلامية ونشرت ثقافة العنف والكراهية وأشاعت البغضاء في النفوس ما أدى إلى ما نشهده اليوم من فتن وحروب طاحنة اكلت الأخضر واليابس وصارت هذه الوسائل تبث الرعب والخوف وكل ماهو سيئ بدلاً من إشاعة ثقافة الحب والوئام والسلام وتعزيز وحدة الأمة وتمتين النسيج الاجتماعي بين مختلف شرائح المجتمع وصيانة الموروث القيمي النابع من أصالة الدين الإسلامي الحنيف والحضارات الإنسانية الأصيلة.
نتمنى من معالي الوزيرة ان تعمل على التأسيس لعمل إعلامي جديد ينطلق من روح المسئولية الوطنية والاجتماعية ووفقاً لمعطيات العصر الذي اصبح فيه العالم قرية واحدة ولابد من مواكبة التطورات والاستفادة من كل تلك التطورات لصناعة إعلام يمني حديث متطور وملتزم يبدأ من عمل منظومة تشريعية جديدة تتكون من عدد من القوانين التي تنظم العمل ولا تقيده أو تحد من الحريات الإعلامية وتلتزم بحقوق الانسان بشكل عام وكذا العمل على تنفيذ مشروع بنية تحتية للإعلام اليمني وتأهيل كوادره لاستيعاب المتغيرات والتطورات وبناء اعلام يمني يمزج بين أصالة الموروث الثقافي والحضاري اليمني ويستفيد من التقنيات الحديثة وإعادة تنظيم العمل الإعلامي الرسمي والخاص بدء من الغاء وزارة الإعلام وإنشاء مجلس أعلى للإعلام يكون مسئولاً عن تنظيم المهنة وتنسيق العمل بين كافة الوسائل الرسمية والخاصة وكل القضايا المتعلقة والمرتبطة بقطاع الإعلام بشكل عام.
من الامور الجيدة ان يكون لدينا تنوع وتوسع في الوسائل الإعلامية سواء الرسمية والشعبية أو الخاصة والأهلية أو الحزبية ولكن الأفضل ان تكون بناء على دراسة واحتياج ووفقاً لقوانين محلية تستند على منظومة القوانين والمواثيق الإعلامية الدولية وليس كما هو حاصل الآن من فوضى اعلامية عارمة نأمل أن يتم تداركها وتنظيمها وحتى لا نظل ندور في حلقة مفرغة بين صنعاء وعدن وإذاعات معالي الوزيرة. |