صنعاء نيوز/طاهرالشلفي -
في إفتتاح ندوة مناقشة مسودة تقرير الاعلام في اليمن
مستشار الرئيس الاعلامي: يتوجب أن يعبر الاعلاميين عن الشعب والوطن بدون تمييز
سعيد ثابت: الرئيس هادي لم يهتم بالإعلام ورفض لقاء قيادة النقابة به منذ توليه السلطة
شدد المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية, محبوب علي, على ضرورة إلتزام الإعلام بمعايير المهنة وأخلاقياتها بما من شأنه ايصال المعلومات الصادقة والدقيقة للمجتمع, فيما أنتقد وكيل أول نقابة الصحفيين اليمنيين, سعيد ثابت سعيد, عدم إهتمام الرئيس عبدربه منصور هادي بالإعلام ورفضه الاستماع الى النقابة والجلوس مع قيادتها لمناقشة عدداً من القضايا المهمة.
كان ذلك في الندوة التي نظمها مركز التدريب الإعلامي والتنمية CMTD, اليوم الأحد, بالتعاون مع مؤسسة دعم الاعلام الدولي IMS, لمناقشة المسودة النهائية للتقرير الذي سيصدره المركز بعنوان (الإعلام في اليمن: البنية .. البيئة .. الأداء).
وأشاد المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية في إفتتاح الندوة بإهتمام المركز والمؤسسة الدانمركية الممولة بإصدار تقرير عن الاعلام تزامناً مع خطوات مماثلة للعديد من المنظمات الدولية في مقدمتها منظمة اليونسكو, وعبر عن حسرته في ظل غياب وتغييب قضية الإعلام في اليمن, التي كان ينبغي ان تكون من أولويات إهتمام اليمنيين قبل غيرهم في السلطة والمعارضة ومنظمات المجتمع المدني.
وأكد محبوب علي على ان جميع الاعلاميين اليمنيين "أمام محك وإختبار ومسئوليات جسام تفرض علينا ان نسخر مجد الكلمة لمجد الوطن ومجد الشعب", والوقوف صفاً واحداً في مؤازرة الشعب بكل فئاته وتكويناته وانتماءاته، وبلا تعصب فئوي أو مناطقي أو حزبي أو عقائدي أو مذهبي يفرق وحدته، والعمل على تجسيد مهنة الصحافة والإعلام الأخلاقية والمهنية في توحيد النسيج الاجتماعي وعقيدته الدينية السمحاء.
ووجه المستشار الاعلامي لرئيس الجمهورية ما أعتبره "دعوة صادقة لنا جميعاً نحن معشر حملة الأقلام ورجال الإعلام أن نكون دعاة السلام والمحبة والوئام لا دعاة الفرقة والتشرذم والخصام، فالوطن أمانة في أعناقنا وفي كل قطرة من أحبارنا ومدادنا وأقلامنا وهدير صرخاتنا وصيحاتنا والتي تدوي في محيطنا بل في العالم من حولنا".
وأضاف مشدداً على ان"الكلمة الطيبة والصادقة والنزيهة أبلغ أثراً وصدى من دوي الإرهاب والرعب والتفجيرات والمفخخات والاغتيالات والخصومات، والشعب أودعكم أمانة الوطن، وقضية الإعلام في اليمن ينبغي أن تكون من أولويات اهتمام اليمنيين أنفسهم قبل غيرهم في أطر التكوينات السياسية والحزبية ومنظمات المجتمع المدني المعنية بحرية الصحافة والإعلام التي تمثل عنوان حرية الرأي والتعبير وبوابة الديمقراطية وإشاعة مناخاتها الرحبة والواسعة".
وأكد رئيس مركز التدريب الاعلامي والتنمية CMTD, رشاد الشرعبي, على ان أهمية التقرير تكمن في كونه الأول الذي تعده منظمة مدنية في اليمن بهذه المحاور الواسعة, مشيراً إلى الواقع الإعلامي ينخدع به الكثيرين في الداخل والخارج, وبسببه يحملون الإعلام والإعلاميين مسئولية أوضاع وأحداث تتحمل مسئوليتها أطراف أخرى.
وأضاف "مع الإعتراف بوجود جزء من المسئولية تتحملها وسائل الإعلام والإعلاميين أو يرتكبها الطارئين على المهنة".
وأشار الشرعبي إلى ان الأوضاع المحيطة بالإعلام انحرفت به عن دوره ووظيفته المفترضة, وأضاف "حيث هو واقع بين خيارين أحلاهما مُر, فإما مؤسسات تابعة للدولة تمول من الخزينة العامة وتديرها السلطة وفق سياسة إعلامية لا تهتم بالمجتمع والمعلومة قدر إهتمامها بشخص الحاكم وحزبه, وإما مشاريع شخصية أو حزبية ضعيفة ولا تمت بصلة للمؤسساتية وتتحكم بأداءها وسياستها التحريرية مصادر التمويل المعلنة أو الخفية".
من جانبه, استغرب وكيل أول نقابة الصحفيين اليمنيين, سعيد ثابت سعيد, عدم إهتمام الرئيس عبدربه منصور هادي بقطاع الإعلام كإهتمامه بقطاعات أخرى, وقال ان النقابة وجهت 6 مذكرات رسمية للرئيس هادي منذ أواخر2012, بشأن تمويل عقد مؤتمر عام للنقابة وعدداً من القضايا التي يعانيها الصحفيين.
وأستدرك ثابت " للأسف لم نلقى أي تجاوب من الأخ الرئيس أو أي إهتمام, وحتى طلبنا اللقاء به ولم يتجاوب معه, فيما نراه يلتقي بقطاعات أخرى خاصة مشائخ القبائل بصورة مستمرة".
وأضاف "نريد عقد مؤتمر عام للنقابة وانتخاب قيادة جديدة لها بعد انتهاء المدة القانونية للقيادة الحالية منذ عامين, لكننا نعجز عن إقامة مؤتمر عام بدون دعم مالي من قبل الدولة, والأوضاع المالية لغالبية الصحفيين من منتسبي النقابي بائسة جداً ويعجزون عن دفع الإشتراكات المقررة عليهم للنقابة والتي ان تم تحصيلها, فلا توفر ادنى احتياجات عقد مؤتمر عام".
وخلال الجلستين اللتين شارك فيهما نخبة من الصحفيين والاكاديميين والقيادات الاعلامية والحزبية ومنظمات المجتمع المدني, ورأسهما رئيس تحرير صحيفة الثورة السابق الأستاذ عبدالرحمن بجاش, أستعرض المركز خلاصة ماتوصل اليه التقرير فيما يتعلق بالبنية المؤسساتية والتشريعية للإعلام وكذلك البيئة التي يعمل فيها الإعلاميين ويتعرضون خلالها للمخاطر وإنتهاك الحقوق والحريات وهي بيئة لا تساعد على الحصول على المعلومات.
ومن المقرر ان تستمر جلسات الندوة غداً الاثنين لمناقشة ماتوصل اليه التقرير من نتائج بشأن مدى إلتزام الإعلام والإعلاميين بمسئوليتهم القانونية والاجتماعية ومعايير العمل الاعلامي وأخلاقيات مهنة الصحافة, إلى جانب مناقشة توصيات التقرير ومايضيفه إليها المشاركين في الندوة والخبراء والمتخصصين |