صنعاء نيوز/عبدالله الصعفاني -
من يتطوع ويقول للخارج بأن اليمنيين لم يعودوا يحتاجون إلى أعداء يتربصون بهم من وراء الحدود ؟ من يقنعهم بأن الأصفار في حياتنا كثيرة ولا حاجة لمؤامرات الدفع بنا لانتظار لحظة الصفر ؟ ثم من يقنعهم بأننا قادرون على تقديم المزيد من هزيمة أنفسنا بعيداً عن كل إسناد أو وصاية ؟ ثم هل فات هؤلاء أننا أصل العرب القادرين على أن يدخلوا التأريخ من أسوأ أبوابه .. " أبواب الفضيحة " فضيحة يا أمة ضحكت ..إلخ .
- وعذراً لاستدعاء مفردة الفضيحة ولكن .. كيف السبيل وقد أصبحنا في منتهى درجات العجز وصارت أعلام الوحدة اليمنية تهبط من ساريات المدارس والمقرات الحكومية بصلف يجد من يشجعه بل ويضحك له حتى تظهر أضراس العقل ، الغريب أن من دوخوا الشعب بالتحذير من أصحاب المشاريع الصغيرة يكذبون أيضاً بدليل أنهم لم يعرضوا عليه مشروعهم الكبير .
- كنا نسخر من أننا على الهامش .. نشكو قدرية الاغتراب الدائم في مواطن الشتات .. نشكو الفقر ، وهوان جواز السفر على ضباط الجوازات في المطارات فصرنا نقتل بعضنا بدماء باردة تجاوزت استهداف أبطال القوات المسلحة في بوابات معسكراتهم إلى القتل بالهوية المناطقية ، ليصل الفجور درجة عدم التفريق بين خصم وبين عابرين للشوارع أو صغيرات ودعتهن أمهاتهن فلم يعدن من المدارس وإنما غادرن إلى الدار الآخرة .
- كنا نبرر تخلفنا بموروث الجهل والفقر والمرض ، فصرنا نعيد إنتاج الجهل والمرض والفقر بنفس تفاني الأخرين في الزراعة بالهندسة الوراثية ليكون الجهل مكثفاً ، والفقر تحت الخط ، والقتل اختصاراً لطريق الموت وزحاماً لافتاً تضيق به المستشفيات وأقسام الطوارئ .
- ذات سنين كنا نبرر لأنفسنا قائلين ..لابأس ..فنحن ننتمي إلى أمة لا تجيد غير كلمات الإدانة والشجب والاستنكار ، ومن الطبيعي أن نعاني فترة إضافية انشغلنا فيها عن التنمية بالشعر والبرع ، وعن الإنجاز بالرقص ، وعن الانتاج بالسياسة والجدل على طريقة أهل بيزنطة فإذا بنا نحلم فقط بأن نتجاوز مخطط التمزيق ونتجاوز تسونامي ربيع الدم إلى يمن قادر على البقاء موحداً تحت أي سقف من العيش ، وأي مستوى من الأوجاع .. يمن تتوارى فيه قذائف الإرهاب وتقل فيه أحصنة طروادة.
- الكارثة أن نزعات سلطوية تقف أو تتواطأ خلف كل كارثة ، والمصيبة أن منَ الذين دفعت البلاد دم قلبها لتعليمهم منْ يقبضون فوراً وبالآجل، لا يتوقفون عن تزيين كل ما هو بائس وفوق هذا يطالبون الكل بالصمت والقبول بالفساد والتشظي لمجرد أنهم صاروا ضمن خارطة الحوار وشرانق اللجان وأرصفة المرور إلى الصالة الأرضية للبنك المركزي .
- منذ أعوام والعقلاء يرقبون الوضع، ومع كل مشهد بائس يستحضرون السؤال .. هل هي لعنة أم فيروس أم أنها فقط نبوءة نزار قباني وهو يسأل " متى تعلنون وفاة العرب " ولسنا وفقاً لكتاب التاريخ إلاّ الموطن الأول .
- بأيَ حكمة يمكن لنا أن نفاخر إذا تجردت السياسة من الأخلاق ، وتبرأت الديمقراطية من الإيمان والتعايش مع الآخر ، وصار الوطن رهينة للمقامر والمغامر خصماً من أحلام الشعب في يمن يرفض أن يتمزق .. يرفض النفخ في الأوراق المذهبية والطائفية ، يرفض الاستهتار بأرواح العسكريين، يرفض العبث بأرواح الأطفال وعابري السبيل ، ويرفض الدفاع عن الفاسدين وكأنهم أبقار مقدسة.
- ويا زمان النكوص الوطني .
حان الوقت لمراجعة مواقفنا إلى مواقف نبتغي فيها وجه الله ووجه الوطن وليس وجه الوصاية أو عصبيات الجاهلية الحديثة . |