صنعاء نيوز/حوار- أمين بركة -
يكثف حزب التحرير الإسلامي في فلسطين من نشاطاته الإعلامية وبياناته الصحفية الناقدة بشكل أساسي للسلطة الفلسطينية وحركتي فتح وحماس.
ويتهم الحزب- الذي يحظى بحسب تقديرات المراقبين بمكانة جيدة بين الفلسطينيين- أجهزة أمن السلطة بالسعي لتكميم الأفواه «إرضاء للولايات المتحدة ودولة الاحتلال الإسرائيلي».
ويرى مسؤولون بالحزب في تحريك الجيوش العربية ودولة الخلافة الراشدة حلاً لقضية فلسطين، مشيرين إلى أن الفلسطينيين بدؤوا يعزفون عن بعض الفصائل لعدم ثبات موقفها.
مراسل الوطن حاور القيادي في الحزب د. ماهر الجعبري، وتناول معه رؤية الحزب لبعض الملفات الفلسطينية الشائكة، ومدى أهمية دولة الخلافة التي ينشدونها، وقضايا أخرى.
وفي ما يلي نص الحوار:
كيف ترون خطوة انضمام السلطة للجنائية الدولية؟
- المعركة مع الاحتلال الصهيوني هي معركة عسكرية، ولا يمكن أن تتحول أو أن تختزل ضمن مسارات قانونية، ولا ضمن أروقة المحكمة الجنائية الدولية، وهي التي تستند إلى الأمم المتحدة التي هي أساس شرعنة الاحتلال الصهيوني، ودائمة الانحياز لإسرائيل، ثم إن أميركا جاهزة دائماً لتوفير عباءتها السياسية لستر عورات الاحتلال اليهودي في كل محفل دولي، لذلك فهي خطوة في اتجاه باطل وغير مجدٍ.
هل تعتقدون أن السلطة ستستفيد من هذه الخطوة في محاكمة قادة الاحتلال؟
- قادة السلطة الفلسطينية يديرون مشروع سلطة يشغل بأموال المانحين لذلك فهم في المجمل يتحركون بعقلية المدراء والأجراء، لا بعقلية من يحمل قضية التحرير وهمّ أهل فلسطين، وقد ثبت تخاذلهم وتآمرهم حتى ضمن تلك المسارات القانونية والدبلوماسية الباطلة كما حصل في فضيحة تقرير غولدستون قبل أعوام؛ لذلك نحن على قناعة أن رئيس السلطة وطاقمه لا يتحركون إلا ضمن القنوات التي تفتحها أو تسمح بها أميركا، ولذلك فلا يمكن استغلال هذه الخطوة أو غيرها إلا ضمن الدور المسموح.
كيف تعلقون على فشل مشروع السلطة المقدم إلى مجلس الأمن؟
- إن الرؤية الليكودية والاستعلاء الأميركي هما وراء رفض مشروع القرار الفلسطيني، فهو يحقق الأمن للكيان اليهودي لم يخرج عن حدود الرؤية الأميركية «حل الدولتين»، ولكنه أوروبي المنشأ، وإن وجود طرف دولي ثالث لحفظ الأمن لا يتوافق مع مبدأ السيادة الكاملة التي تريدها إسرائيل، وفي تفصيل ذلك لابد من ملاحظة النظرة الصهيونية للعملية السلمية القائمة على الأمن والتطبيع دون تنازل فعلي عن السيادة على الأرض، بل هنالك حلم ليكودي للتوسع لا الانسحاب، ومع صعوبة التوسع العسكري يتطلعون للاختراق الاقتصادي للأسواق العربية وإزالة الحاجز الشعوري مع الشعوب لتقبل كيانهم فوق تراب فلسطين. وصحيح أن النظرة الأميركية تلتقي مع النطرة الصهيونية في الأمن، ولكن أميركا تريد إسرائيل كحاملة طائرات متقدمة للدفاع عن مصالح أميركا في المحيط الإسلامي، وتريد تحجيمها ضمن حدود معينة حسب حل الدولتين، وهي في الوقت نفسه تسمح لها بمساحة من المشاكسة حسب منطق تصرف الأب مع الابن المدلل، ولا تمارس عليها ضغطاً كافياً، وحيث إن أميركا تصر على الإمساك بأوراق الحل السياسي بيدها وحدها، فهي لا تسمح لتمرير حل أوروبي عبر الأمم المتحدة. وأوروبا تدرك ذلك جيداً بعدما استسلمت لرؤية حل الدولتين الأميركية منذ تشكل اللجنة الرباعية، وهي تفشل كلما حاولت النفاذ وتمرير أي حل عند انشغال أميركا بالملفات الأخرى، أو مع تعطل أدائها السياسي عند دخول أميركا في مرحلة البطة العرجاء في السنة الانتخابية.
ما نظرتكم لحل القضية الفلسطينية غير التوجه المؤسسات الدولية؟
- قضية فلسطين هي قضية عسكرية، فلا يمر الحل الحقيقي لها عبر أروقة المحافل والمؤسسات الدولية، ولا ننظر لهذا اللهث في أروقة الأمم المتحدة إلا أنه ضمن سياق غزوات دونكيشوت الحالمة، إن تصوير قضية فلسطين على أنها قضية سياسية بحتة هو توجه إعلامي باطل، لأنها قضية جهادية تستوجب تحرك الجند المجاهدين لا تحريك المفاوضين والدبلوماسيين، وسيظل الخلل سيد الموقف في النظر للأحداث وتحريكها طالما أن تلك النظرة السياسية طاغية. ثم إننا ننظر للمؤسسات الدولية النظرة الصحيحة على أنها مؤسسات استعمارية وجدت أساساً للتصدي لمصالح المسلمين ومنع توحدهم وتحررهم، ولذلك فالتحركات فيها هي انغماس في أوحال المؤامرات الدولية.
كيف تنظرون لما يحدث في المدينة المقدسة؟
- القدس تتعرض لهجمة يهودية شرسة، يتجسد فيها الحقد الديني مع التحدي العقدي، ومع صمت الأنظمة وتقاعسها، قد أمن اليهود العاقبة فتمادوا في جرائمهم، وتصاعدت جرأتهم على تدنيس المسجد الطاهر بأحذيتهم، حتى وصل الأمر إلى مشهد تناثر المصاحف على الأرض فيه، وهم يسيرون في سياسة كسر المحرمات والعمل على تبليغ المسلمين أن ليس ثمة من خطوط حمراء في القدس والأقصى، وهناك محاولات يهودية جادة لتهويد القدس وتزييف التاريخ، من أجل زحزحة مكانة القدس في وعي المسلمين، والمستوطنون يستلهمون عقليتهم التاريخية الحاقدة على الإسلام ويديرون حرباً على القدس بعقلية العصابات، القائمة على إرهاب الناس، وتلتقي الأهداف السياسية لقادة الكيان الصهيوني مع أهداف المتطرفين الذين يسعون لتقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً من أجل الهيمنة الدينية، وهم يستوحون تجربتهم في تقسيم المسجد الإبراهيمي بعد مذبحة تلمودية ارتكبها المستوطن المجرم غولدشتاين فيه. ولا يمكن عزل تلك الاعتداءات اليهودية على الأقصى دون استحضار الرؤية التملودية وانعكاسها في الحرب الدينية، ودون استحضار علاقة المشاكسة مع أميركا.
ما هي أهم الأنشطة التي تقومون بها تجاه المسجد الأقصى؟
- يقوم حملة الدعوة في الأقصى بالنشاط الفكري والسياسي الذي يقوم به الحزب في المناطق، وتركّز تلك النشاطات على إبراز أهمية القدس والمسجد الأقصى في عقول وقلوب المسلمين، ومن ثم نستند إلى ذلك في توجيه نداءات سياسية وعسكرية لقادة جيوش المسلمين لتحمل مسؤولياتهم في الجهاد كطريق وحيد لتحرير الأقصى وفلسطين.. طبعاً تشمل تلك الأنشطة الاحتشادات والوقفات الجماهيرية، والكلمات التوعوية والدروس الإسلامية والحوارات السياسية. وإن ساحات المسجد الأقصى تقف شاهدة على النداءات التي يوجها حزب التحرير إلى الأمة الإسلامية وجيوشها لتحمّل مسؤولياتها، باعتبارها صاحبة الحق والواجب.
ما المطلوب لنصرة القدس والمسجد الأقصى؟
- استلهم حزب التحرير المطلوب شرعياً، وحدده بشطر جملة: تحريك الجيوش للجهاد من أجل تطهير المسجد الأقصى من الاحتلال اليهودي، وهو واجب شرعي لا يلتقي أبداً مع المسارات السياسية ولا التحركات الدبلوماسية، ولا دعاوى زيارات القدس تحت الاحتلال، ولذلك دعوتنا للأمة هي: حي على الجهاد.. حي على الجهاد.
كانت هناك دعوات في الفترة الأخيرة من أجل تكثيف الزيارات إلى المسجد الأقصى.. كيف ترون هذه الدعوات؟
- إن القدس ترقب الفاتحين المجاهدين والمحررين لا المطبعين الذين يزورون الأقصى تحت محراب الاحتلال، وإن غالبية تلك الدعوات تصدر عن جهات سياسية تمثل الأنظمة المتخاذلة عن نصرة فلسطين، وهي لا تأتي إلا ضمن سياق التطبيع مع المحتل الصهيوني والعمل على أن يستمرئ الزائرون المسلمون رؤية الجندي اليهودي يشهر بندقيته على باب الأقصى دون أن تغلي الدماء في عروقهم. وهي تحركات سياسية محرمة بنص قطعي واضح البيان: «وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً»، إذ قد حرم على المسلمين الانخراط في برامج التطبيع التي تسهم في ترسيخ المحتل فوق تراب فلسطين بتحريم أي قول أو عمل يُسهم في تمكين المحتل من رقاب المسلمين، ثم إن محصلة تلك الدعوات أن يزحف المسلمون نحو سفارات كيان الاحتلال اليهودي في العواصم العربية وهي أوكار تجسس وتقوم على أرضية الاعتراف بالاحتلال اليهودي للقدس وفلسطين، وهي تنفيذ لمبادرة السلام العربية الباطلة. وتحقق تلك الدعوات للمحتل ما يستهدفه عبر التطبيع، من تحقيق الاعتراف الكامل على المستويات الرسمية السياسية وعلى المستويات الشعبية والحزبية والمؤسساتية، التي تستوجب فتح الحدود لحركة الناس والسلع والثقافات والعادات والفنون، ولذلك تركز النشاطات التطبيعية في مجملها على إنهاء حالة الحرب والعداء الفعلي والنفسي بين المسلمين وبين اليهود، وإزالة الحواجز الفكرية والشعورية التي تقف سدوداً منيعة أمام تقبل المسلمين لوجود دولة لليهود فوق تراب فلسطين، من أجل تحقيق الأمن لدولة الاحتلال بعد إحباط الروح الجهادية في الأمة الإسلامية، إضافة لغاية الاندماج في الشرق الأوسط، من خلال فتح الأسواق العربية كرؤية صهيونية.
ما واجب السلطة الفلسطينية تجاه ما يحدث من جرائم للاحتلال بالضفة والقدس؟
- واجب السلطة التي وُجدت لأجله هو حماية أمن من يرتكب الجرائم لا التصدي له، وقد أخذت على نفسها عهداً بحفظ أمن جنود الاحتلال اليهودي ومستوطنيه، لذلك من يرجو من السلطة ومن أجهزتها أي نوع من الحماية للناس والأرض كمن يرجو الماء من النار، لو كانت ثمة بقية من إدراك سياسي لدى قادة السلطة لأعلنوا توبة سياسية أمام أهل فلسطين والأمة عموماً عما ارتكبوه من جرائم بحق فلسطين والأمة لتعود قضية فلسطين إلى حضن الأمة، وقد دعوتهم سابقاً إلى تقديم استقالات جماعية من العمل السياسي، بدل الإصرار على خطف قضية فلسطين.
ما هو حجم حزب التحرير في فلسطين؟
- حزب التحرير ليس فصيلاً فلسطينياً، بل هو حزب عالمي يحمل فكرة الخلافة ومشروعها، ولذلك فإن حجمه هو من حجم تلك الفكرة في عقول وقلوب المسلمين، ونحن نرى أن الفكرة فوق الحزب، ووجود الحزب مرتبط بوجود الفكرة الإسلامية وديمومتها حية، ولذلك فإن ضخامة وجود حزب التحرير وتأثيره في فلسطين – وفي غيرها من بلد المسلمين- من ضخامة تلك الفكرة الجامعة للأمة. ولقد أثبتت تحركاتنا الجماهيرية في المسيرات والمؤتمرات السياسية وفي الندوات وفي التحركات الميدانية على الأرض أننا القادرون على صناعة وتوجيه الرأي العام في فلسطين، وهذا مشاهد ملموس.
بماذا تختلفون عن حركة حماس؟
- نحن كحزب عالمي عابر للشعوب والقارات يخوض الكفاح السياسي ضد الأنظمة المستبدة ويستهدف تغيير وجه الأرض عبر إقامة خلافة توحد المسلمين وتحرر كل بلادهم لا نجري مقارنات مع الفصائل الفلسطينية التي تلتقي على ما تسميه المشروع الوطني المتمحور حول إقامة دويلة فلسطينية، وتخوض ساحات الدبلوماسية مع الأنظمة، ولذلك نحن نقيس توجهاتنا وأعمالنا بالأحكام الشرعية لا بالمقارنات الحزبية.
هناك من يتهمكم بأنكم تنفذون أجندة معينة.. كيف تردون؟
- هذا السؤال يمكن أن يوجه للجهات التي تتلقى الدعم المالي أو العسكري من الأنظمة العربية وغيرها، ولمن يمارسون لعبة الدبلوماسية ويمدّون جسور التواصل السياسي معها، لا لمن هم في قطيعة تامة معها. نحن نحمل رسالة الإسلام المتمثلة في تحكيم الشريعة في دولة تجمع المسلمين، نلتف حول هذه الفكرة المبدئية، وندعو المسلمين، أن يلتفوا حولها، قبل أن يؤيدوا حزب التحرير، لذلك طالما أن الفكرة الإسلامية هي الأساس وهي الحكم وهي المعيار فلا قيمة للدعاوى السطحية التي تصدر عن مؤسسات استخباراتية أو أبواقها.
هناك شؤون داخلية للبلدان.. لكنكم أنتم تعملون ككتلة حزبية عالمية واحدة؟
- دعوى الشؤون الداخلية هي منطق الأنظمة المعطّلة للشريعة والمنفّذة لأجندات القوى الاستعمارية، وهي في تناقض صريح مع عقيدة الإسلام وأنظمته، حيث جعلت المسلمين أمة دون سواهم، ولذلك لا قيمة شرعية أو مبدئية لتلك الدعوى الباطلة، بل هي أساس تفرقة لبلاد المسلمين. ونحن لا نأبه بمحاولات التغول الإعلامي التي تجعل الاهتمام بأمر المسلمين خارج حدود الأنظمة المستبدة تهمة سياسة، لأن ذلك هو واجب شرعي وشرف. نعم، نحن نسعى لتوحيد كل المسلمين من عرب ومن عجم تحت حكم خليفة واحد، ولذلك ينتشر الحزب والتأييد له في جميع بلاد المسلمين، لتذكيرهم بفرض الخلافة وحشدهم على غايتها.
أثناء الحرب على غزة لم يسمع صوت لكم.. لماذا؟
- هذا السؤال من الطبيعي أن يوجه للأنظمة وجيوشها؛ إذ عندما تراق دماء المسلمين من قبل الاحتلال اليهودي فالصوت المناسب هو صوت المدافع ودوي الطائرات الحربية التي يحركها قادة الجيوش، لذلك فوجهة هذا السؤال المناسبة هي للدول ذات المقدرات المادية والعسكرية والتي تدّعي الممانعة أو تتحدث عن دعم فلسطين. أما العمل الجماهيري والإعلامي لنا، فقد دوى صوتنا في فلسطين، وعلى مقربة من رئاسة السلطة الفلسطينية في حشد جماهيري في رام الله، للدعوة للدعم والـتأييد للمسلمين في غزة، وفي استصراخ الجيوش لتحمّل مسؤولياتها، ولكن الفضائيات تعتم على إيصال صوتنا السياسي لأنه صوت يزعج الأنظمة، ولا يتوافق مع سيمفونية التخاذل والتفاوض التي يدندن حولها الإعلام باستمرار.
ما الذي تتعرضون له في الضفة الغربية من أمن السلطة؟
- نحن نمارس العمل الدعوي والسياسي في فلسطين، ونتصدى للمؤامرات الدولية التي تشارك السلطة في تنفيذها، لذلك نحن في حالة كفاحية مع السلطة وأجهزتها، ولا مجال للمهادنة أو المجاملة السياسية، وهذا يجعلنا في حالة صدام سياسي، يدفع السلطة- التي تعجز عن مواجهة الحجة السياسية والفكرية بالكلمة- إلى الجرأة على الاعتقال السياسي بل وإطلاق النار أحياناً، كما حصل معي عندما أطلقت المخابرات الفلسطينية النار عليّ لدى مغادرتي مكان عملي في جامعة بوليتكنك فلسطين، وكما حصل أن قتلت الشهيد هشام البرادعي في مسيرة للحزب ضد مؤتمر أنابوليس، بل وتواقحت الأجهزة الأمنية في أكثر من مناسبة عندما قامت بتسليم مؤيدي وأنصار حزب التحرير من القدس لسلطات الاحتلال اليهودي في فضيحة نكراء فاحت راحتها السياسية. ولكن مع ذلك أدركت السلطة وأجهزتها مضمون رسالتنا الصارخة بأننا سنمارس حقنا وواجبنا في العمل السياسي وفي التصدي لمحاولات تصفية قضية فلسطين مهما كلف من ثمن.
ماذا قدمتم للقضية الفلسطينية؟
- منطق ماذا قدمتم هو مقدمة لمنطق المحاصصة الفصائلية: تأخذ من كعكعة الحكم بقدر الفاتورة التي دفعتها، ولذلك فلا اعتبار لهذا المنطق في السياسة الشرعية.
ومن الناحية الواقعية، تحرير فلسطين لا يعني مجرد الحراك وإراقة الدماء بل تحقيق الغاية بخلع الاحتلال، وهناك أعمال تبدو– سطحياً- أنها عطاء وتقديم، ولكنها عراقيل في طريق التحرير. ولذلك فليس ثمة من جهة قدمت قضية فلسطين قيد أنملة على طريق التحرير العسكري، كما يشهد الواقع وبعض السياسيين. والسؤال الأولى في هذا السياق لكل جهة تحمل همّ فلسطين، هل تحملون مشروعاً حقيقياً للتحرير العسكري؟ وفي حالنا فنحن الذين نحمل مشروع التحرير العسكري، ونكاد ننفرد بطرحه على الساحة الفلسطينية، إذ هل تسمع من صوت غير صوتنا يستنهض الأمة وجيوشها للجهاد والتحرير. ولذلك يصح أن نُسأل كحزب سياسي يسعى لتحكيم الشريعة: ما مدى ما التزمتم به من نهج الإسلام السياسي ومدى ما حافظتم على نقاء فكرته، وسعيتم له من حل عسكري لقضية فلسطين؟ والأجوبة عن مثل هذه الأسئلة واضحة في أعمالنا وفي السياقات أعلاه.
هل من كلمة أخيرة؟
- الدعوة للخلافة ليست دعوة حزبية والعمل لتحكيم الشريعة ليس تنافساً فصائلياً ولا مقدمات سياسية وتضحيات من أجل محاصصة سياسية على كعكعة حكم مستقبلي، بل إن ذلك هو عبادة لله سبحانه يتقرب بها السياسي لله من أجل الفوز بالآخرة، «وفي ذلك فليتنافس المتنافسون» وهذا الفهم السياسي معدوم في الأوساط السياسية الرسمية، لذلك جدير بكل مسلم أن يستحضر تقوى الله في النظرة للأمور والمواقف السياسية وفي الأعمال والتحركات، لا المصالح المادية والتنافسات الفصائلية. |