صنعاء نيوز/زينة الغلابي -
في طفولتي كُنت أكره بشدة الشعر الطويل ، ربما لأني كثيرة العراك مع الصبيان ، كُنت أُفضل ما يمكنني أن أنجو بهِ مما تقع ضحيتهُ الفتيات ، فوحدها ظفائر الفتيات نقطة ضعفهن ، وماتوقعهن أرضًا ، كُنت مزاجية أطلب من أمي أن تقص لي شعري ، و أبكي إن عارضت ، وعندما تنفذ لي طلبي أعاود البكاء عندما أجد شعري الطويل متناثر ، لكنها إعتادت أن ترفع معنوياتي بطريقتها الّتي تنجح كلّ مرة ! ،
_ شوفي على حلاوة ، الآن تشابهي فاتن حمامة !! ،
فورًا يتحول هذا البكاء إلى غرور طفولي ، و أبدأ بالحديث للمرآءة ، و أتقمصها ، و أمر على كلّ إخوتي أخبرهم بأني أُشبهها ، يضحكون لكن أمي تُنقذ الموقف بأن تغمز لهم ، حتى لا يُعاد مسلسل الدموع الخاص بيّ ، ذاكرة طفلة في السابعة من عمرها ، لم تكن لتختزن إلا ما يُبهر و يضع بصمتهُ بقوة على المُخيلة ، و القلب ، كانت سيدة الشاشة حُلم بالنسبة إليّ ، ومثال للرقي الّذي ظللت مفتونةً به إلى يومنا هذا ، و لأني إعتدت على خلاف جيلي أن أُشاهد الأفلام القديمة منذ الصغر ، كانت هذهِ الملاك إحدى الأرواح الّتي يمكنني أن أشعر بها بعمق غريب ، رغم أن الرابط بيننا ليس إلا شاشة ! .
من كانوا جزء من طفولتك ، أو مراهقتك ، يضعون تأثيرهم عليك دون شك ، ولا يخف بريقهم داخلك بسهولة ، ولا يرحلون بمجرد الموت ، لأن الموت ذاتهِ من يُخلدهم فينا ! |