صنعاء نيوز -
القاهرة – أشرف عبد الحميد
كانت الفنانة الراحلة فاتن حمامة شديدة الحساسية تجاه النقد وتغضب بشدة عندما يكتب صحافي مقالا عنها تراه متجاوزا في حقها وفنها، وكانت تثور وتذهب للصحافي نفسه في مكتبه تستوضحه وتناقشه لتخرج من عنده وقد انتهى الحوار باعتذار رقيق وصداقة دائمة.
ورغم ذلك، كان كتاب مصر الكبار من أبرز أصدقاء الفنانة الراحلة، بل إن بعضهم كتبوا لها أفلاما خاصة بها وصنعوا أدوارا لا يؤديها سواها، على رأسهم إحسان عبدالقدوس.
وفاتن حمامة من النجمات اللاتي لم يثرن الجدل حول حياتهن، بسبب التزامها الشديد وأخلاقها العالية وأدبها الجم، لكنها تخلت عن هذا كله عندما كتب الصحافي الكبير الراحل مصطفى أمين مقالا بعنوان "أكتب إليكم من سرير فاتن حمامة"، ومقالا آخر بعنوان" لا تتزوج فاتن حمامة".
فكرة المقال الأول الذي نشر في مجلة "الجيل" في ستينيات القرن الماضي دارت حول إصابة الكاتب الكبير بآلام استدعت تدخل الأطباء لإجراء جراحة عاجلة له، واختار الأطباء غرفة له في المستشفى تصادف أنها كانت نفس الغرفة التي كانت تستضيف فاتن حمامة بعد إجرائها جراحة ناجحة.
ويقول مصطفى أمين إن ما لفت انتباهه أن سرير فاتن حمامة كان صغير الحجم، ولا يناسبه وهو المعروف بضخامة حجمه ووزنه الكبير وكتب يقول: "فاتن صغيرة الحجم، وأنا ضخم الحجم، وكان من المستحيل عليّ أن أتقلّب في السرير، فأي حركة به أجدني واقعا على الأرض، وكتبت مقالا ساخرا أصف هذا السرير تحت عنوان أكتب لكم من سرير فاتن حمامة".
ويقول أمين في مذكراته ما إن قرأت فاتن حمامة عنوان المقال حتى ثارت وغضبت، وسارعت بالذهاب إلي في مكتبي وقالت لي: "كيف تشوّه سمعتي؟ إنني حافظت على سمعتي طوال حياتي ولم يخدشها إنسان".
وحاول مصطفى أمين تهدئة فاتن وسألها مذهولا إن كانت قرأت المقال أم لا، فأجابته سريعا: "لا.. قرأت العنوان"، ليدخل أمين في وصلة ضحك تبعها بجملة تقول: "اقرئي المقال كله ثم استأنفي ثورتك".
وبالفعل ما إن قرأت فاتن مضمون المقال حتى ضحكت بشدة، واتّضح لها أنها تسرّعت بالحكم ظلما على مصطفى أمين.
وأشار مصطفى أمين في مذكراته إلى أنه بعد تعرّضه لهذه الواقعة الطريفة خرج بحكمة مهمة، وهي ألا يسمح لقلمه بكتابة مقالات عن فاتن حمامة، أو أن يكون اسمها في العنوان لأنه اكتشف أنها لا تقرأ إلا سواه.
ويروي الكاتب الكبير موقفا آخر لفاتن معه ويقول "علاقتي بفاتن بدأت بمشاجرة، فقد كتبت مقالاً في الصفحة الأخيرة من أخبار اليوم أنصح الشباب بعدم الزواج من الممثلات، وتكلمت عن المتاعب التي يقع فيها الزوج، وكيف أن أغلب زيجات الممثلات تتعرض لأزمات وتنتهي بالطلاق، وكان عنوان المقال "لا تتزوج من ممثلة" ولم يعجبني العنوان فكتبت "لا تتزوج فاتن حمامة"، وكانت فاتن غير متزوجة آنذاك.
وواصل الكاتب قوله "دخلت فاتن مكتبي في أخبار اليوم ثائرة وغاضبة، وكانت تتصور أنني أعلم أنها مقبلة على الزواج، وأن المقصود هو تخويف خطيبها، فأكدت لها أنني لست على علم بذلك، وأن ما كتبته مجرد مقال ساخر أداعب به صغار الشباب الذين كلما رأوا ممثلة تمنوا الزواج، ومن حقك أن تختاري الرجل الذي يسعدك وليس من حق الجماهير أن تفرض عليك زوجاً، وتزوجت فاتن وتحققت أمنيتي، وبدأت بيننا علاقة صداقة قوية، على حد قول الكاتب. |