صنعاء نيوز -
كاتب هذه الرسالة ”صالح كهندل” سجين سياسي في سجن غوهر دشت بمدينة كرج الإيرانية، اعتقل منذ فبرابر 2007 بتهمة العلاقة مع منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وحكم عليه بالحبس التعزيري لعشر سنوات وبالابعاد إلى سجن غوهر دشت ويعاني من مشكلات صحية حادة جدا غير أن مسؤولي السجن حرموه من امكانية العناية الطبية والعلاج.
ويشير السجين في هذه الرسالة إلى معاناة الشعب الإيراني الناتجة عن سياسات النظام الإيراني الداخلية والخارجية ويذم الجهات الداخلية والدولية التي ظلت تحاول إظهار روحاني في مظهر اصلاحي ومعتدل وفيما يلي نص رسالته:
ذات يوم كان لملك غشاش ومستبد ماعز في قصره وكان قد وضع بدعة بأنه كل من أراد الالتقاء بالملك كان عليه أن يسجد أمام ماعز الملك للدخول اولا ثم يبوس ذيله (بدعة قبلة الذيل) وإذا كان قد أعجب الماعز كان له مسموح أن يتشرف بالذهاب إلى محضر صاحب الجلالة الملك المعظم.كما وكان هناك شعراء في القصر مأجورون لكي يرتلوا أشعارا ثناءً على الماعز،
وكُتاب مأجورون لكي يختلقوا قصصا عن كمالاته وقضاة كي يسنوا قوانين لـ”بدعة قبلة الذيل“. طبعا يجب ألا يُنسى أنه كان هناك خادمون من الفنانيين والرسامين أيضا كانوا يزدانون (معالي الماعز) باللون والرسم، ثنيا بعد ثني، ويختارون بديلا عنه من جنسه عند الحاجة، كي لا يكون هذه المسرحية والمهزلة مملة مكررة.
يوما من الأيام دخل شيخوخة (من ذوي القربى) كالمعتاد بقصد لقاء الملك وهذه المرة باس من قرن الماعز بدلا من ذيله، فانفجر الملك غضبا برؤية هذا المشهد وأمر فور ذلك بجلده حتى يكاد أن يموت وطرده من القصر. وكان يغمغم الملك دائما إن الغلام يريد تقليب دكاننا ويقطع مسار لمئة عام بين ليلة وضحاها..
مضى 37 عاما وحكام إيران استعبدوا الشعب الإيراني ونُهبت ثروات البلاد الهائلة وكلما أحس الرموز بالخطر أعدموا مئة تلوى مئة من شرفاء الأمة شنقا، وزجوا بالألوف في مغاهيب السجون، فإنهم وبسبب ماهيتهم المتطرفة والمتخلفة والمتحجرة، وجدوا في المجازر وسفك للدماء بقائهم وبعد إلقائهم حبل المشانق على أعناق أكثر من 100 ألف إيراني وإدمانهم الملايين من الشباب إلى المخدرات وجعلهم عشرات الألوف من المواطنين ينامون في الكرتونات وعشرات الألوف من أطفال الشوارع مصابين بمرض نقص في المناعة (ايدز)،
لم يكتفوا الحكام بذلك فحسب بل وذبحوا دولا مثل سوريا والعراق ضحايا اطماعهم وعلى ما قاله خرز النظام وأذنابه فإنهم يرون في تلك الدول عمقهم الستراتيجي ولن يغادروا خندقهم الأول في سوريا والعراق إلا بعد أن ذبحوا آخِر سوري وعراقي فيهما وإذا اقتضى الأمر وكان بوسعهم فانهم يذبحون دولا أخريات لنواياهم (اليمن والبحرين). فالحديث عن دوس حقوق الإنسان من قبل هذا النظام لا نهاية له ولا تجد ضميرا حيا لا يتعاطف مع ضحايا النظام.
وكلام قصير خطابا لمن وضعوا ضمائرهم في المزايدة ويستغلون الفرص لكي يرشوا التراب على عيون الناس ومازلوا متدلين من ذيل المواعز الذعرة، ولمصالحهم الشخصية فقط كانوا يتحدثون عن كرامات خاتمي الرئيس السابق للنظام واليوم عن كرامات رئيسه الحالي روحاني المسمى بالاعتدالي والذي هو صاحب الرقم القياسي للإعدامات في العالم كله، ويريدون أن يجعلوا من الذئاب المفترسة التي لا بقاء لها إلا بسفك دماء أبناء الشعب اعتداليين واصلاحيين، كي يخادعوا بها الرأي العام.... |