صنعاء نيوز - كشفت مصادر مصرية لصحيفة ”العرب” اللندنية عن ملامح مبادرة سياسية جديدة يتم إعدادها لحل الأزمة المحتدمة في اليمن، مشيرة إلى أن المبادرة يتم التشاور حولها في القاهرة بين مصر وجهات إقليمية ودولية معنية بالأزمة.
وكان وصل إلى القاهرة في ساعة متأخرة من مساء الأحد وفدان على درجة كبيرة من الأهمية، أحدهما يمني (عسكري) قادم من صنعاء تحفظت المصادر الأمنية في مصر عن الكشف عن هوية أعضائه، والآخر أميركي برئاسة العميد بحري جيمس لوبلين نائب قائد القيادة المركزية البحرية.
وأشارت المصادر في تأكيد لـ”العرب” إلى أن الوفدين الأميركي واليمنى جاءا في توقيت متقارب، وأنهما مرتبطان بمناقشة مبادرة لحل الأزمة اليمنية، ويضم الوفد الأميركي ستة من كبار رجال البحرية الأميركية (المارينز) فيما يضم الوفد اليمني شخصيات مقربة من الرئيس عبدربه منصور هادي وأخرى مقربة من الحوثيين.
وذكرت أن الوفد الأميركي شرع في لقاءات مختلفة مع عدد مع كبار المسؤولين المصريين لمناقشة التطورات الأخيرة في المنطقة، وفي مقدمتها الأزمة اليمنية.
وقال مراقبون إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما دفعت إلى عقد اللقاء في القاهرة لأنها المكان الذي لا يحترز عليه الطرفان، فضلا عن أن السلطات المصرية نجحت في النأي بنفسها عن الصراعات الداخلية في المنطقة ما جعلها قبلة لمختلف الفرقاء مثلما هو الحال مع أطراف الأزمة السورية.
وتتضمن المبادرة مجموعة من النقاط أبرزها قيام الرئيس هادي بإقالة رئيس الحكومة اليمنية خالد بحاح، وتسمية رئيس جديد لها خلال أسبوع على أن يلقى قبولا من الحوثيين، وتخفيض أسعار النفط والمحروقات لتخفيف الأعباء عن المواطنين.
وبشأن طريقة اختيار أعضاء الحكومة، فقد اقترحت المبادرة أن يقوم الرئيس هادي باختيار ممثلي الوزارات الأربع الهامة، الدفاع والمالية والداخلية والخارجية، ويتم اختيار ممثلي بقية الوزارات عن طريق تحديد الأطراف السياسية لشخصين ذوَيْ كفاءة لكل وزارة، على أن يتولى الرئيس هادي ورئيس الحكومة الجديد اختيار أحد الشخصين.
كما ضمت مقترحات تطالب بضرورة رفع النقاط الأمنية والمخيمات التي نصبها الحوثيون في صنعاء ومداخلها.
وقال المراقبون إن نجاح مصر في توفير الظروف اللازمة لعقد مؤتمر بين أطراف الأزمة اليمنية سيمثل فرصة لحل سياسي للصراع في اليمن، كما يقطع الطريق أمام التدخلات الخارجية وخاصة تدخل إيران التي استفادت من غياب الدور العربي.
وأشاروا إلى أن هناك جهات تسعى إلى تضخيم ما يجري في اليمن وجر دول مثل السعودية إلى التورط في النزاع، مع أن الأزمة يمكن تطويقها سياسيا مثلما هو الحال مع المبادرة المصرية.
واستبعد اللواء محمود خلف، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية والخبير الاستراتيجي، وجود مخاطر على الحدود الجنوبية للسعودية، في ظل الانفلات الأمني الحاصل في اليمن.
وعن التهديدات المتوقعة للملاحة في البحر الأحمر، قال خلف إن باب المندب ممر ملاحي تجاري عالمي، لذلك ينذر تهديده فعليا بحرب عالمية جديدة، الأمر الذي لن يجرؤ على الاقتراب منه أحد. |