صنعاء نيوز - كل أصحاب الضمير الحى أدانوا مقتل شيماء الصباغ فى ميدان طلعت حرب يوم السبت الماضى، بل إن بيانات الشرطة الرسمية اعتبرته حدثا مؤلما، وكل أصحاب العقل زاد غضبهم من جماعة الإخوان وهى تحاول أن تفرض بالقوة ما فشلت أن تكسبه بالسياسة والإنجاز عندما كانت فى الحكم.
تمارس الجماعة عنفا منظما منذ يوم 3 يوليو 2013، وحتى وقت قريب كانت تزعم أنها سلمية، وكان كثيرون يصدقونها، اليوم سقط هذا الشعار لأن الأدلة تتوالى على أنها المتورط الفعلى فى غالبية الحوادث الإرهابية الأخيرة، خصوصا تلك التى يرتكبها ما يسمى بتنظيم «المجهولين».
يوم الأحد الماضى وفى الذكرى الرابعة لثورة يناير خرج معظم أعضاء وأنصار الجماعة للتظاهر فى الشوارع وليست تلك هى المشكلة، فالتظاهر فقط ــ حتى لو كان مجرما بأمر القانون ــ إلا أنه يظل تظاهرا مهما رفع من شعارات أو تضمن من شتائم.
المشكلة هى كثرة الأسلحة التى بدأت تتحول إلى ظاهرة لصيقة بمظاهرات الإخوان.
أقسم بالله أننى حتى وقت قريب لم أكن أظن أن الجماعة تمارس العنف والإرهاب المنظم، إلى أن تأكدت وسمعت بأذنى من أحد أعضائها. عصر الأحد الماضى أخبرنى رئيس القسم السياسى بالجريدة نقلا عن زميلنا المراسل الميدانى فى المطرية، أن مسلحى الإخوان الذين يحملون الرشاشات الآلية قد استطاعوا احتلال ميدان المطرية، وأن قوات الشرطة انسحبت ربما بعد نفاد الذخيرة أو استعدادا لهجوم مضاد.
الإخوان فعلوا السيناريو نفسه فى نفس المنطقة فى ذكرى احتفالات أكتوبر 2013، ويومها انسحبت الشرطة ثم عادت مدعمة بقوات من الجيش وقتلت عشرات الإخوان الذين نصبوا الخيام فى ميدان المطرية استعدادا لاعتصام جديد، لكنه مسلح.
لا أعرف ما هو تفكير أولئك الذين حملوا الرشاشات يوم الأحد واحتلوا الميدان، هل كانوا يعتقدون أن الحكومة سوف تسقط أو أن «الانقلاب سوف يترنح» كما يحلو لبعض قادتهم أن يقول؟!.
أى عاقل يعرف أن الأمن إذا كان لا يترك إخوانيا يتظاهر سلميا، فهل يتركه يحمل رشاشا أو حتى خرطوشا لكى يحتل ميدانا؟!.
إذا كانت الشرطة متهمة بقتل شيماء الصباغ التى كانت تحمل وردا وزهورا، فهل ستترك إخوانا ومتطرفين يحملون الرشاشات؟!.
الشخص أو الجماعة التى سمحت لهؤلاء الشباب بحمل السلاح يوم الأحد الماضى وقبل ذلك، تتحمل جانبا كبيرا من المسئولية عن مقتل الكثير من الشباب الإخوانى والسلفى، وبعضه قد يكون مغررا به.
عندما تعطى أمرا لشاب متحمس ــ أو على الأقل لا تمنعه ــ وهو يتوجه إلى مكان خطر حاملا السلاح، فأنت عمليا متورط فى قتله.
لن أدخل فى جدل مع الإخوان فى هذه السطور، وهل هم على صواب أم الحكومة، فقط نحاول ان نناقش فكرة جدوى النزول إلى المظاهرات بالسلاح ثم الصراخ اذا سقط قتلى.
عندما تكون الأوضاع مضطربة، وشبهة «إلقاء النفس فى التهلكة» واردة فمن الأفضل أن تتوقف عن هذا الأمر، وإلا فإن هناك شبهة قوية أنك تريد أن تهلك نفسك لغرض أكبر هو استمرار «مظلومية الإخوان» واتهام الحكومة بأنها تواصل عمليات القتل، وربما الرهان على أن الحكومة سوف تسقط من جراء هذه العمليات أو حتى ربما كسب المزيد من التعاطف الشعبى الذى خسروه.
السؤال هو: هل جماعة الإخوان لاتزال تعتقد أنها قادرة على إسقاط الحكومة بالسلاح؟!.
سؤال كبير يحتاج إلى إجابة مفصلة.
*نقلاً عن صحيفة "الشروق" |