صنعاء نيوز/وكالة أنباء الشعر- محمد السيد - قال النّاقد العراقيّ أحمـد طه حاجـو، بأن رواية" اعشقني" للأدية سناء الشعلان، قد اختصرت تاريخ البشرية وموروثاتها وعاداتها ومعتقداتها وطبائعها وزيفها وآلامها وحزنها .وهي عكس ما يتبادر إلى الذهن، بأنها رواية رومانسية، تتكلم عن قصة حب فقط، أو أنها خيالية، وتتحدث خارج الزمن. واشار في قراءة نقدية له، بأن الكاتبة استطاعت من خلال خيالها، أن تنير فكر القارئ، وأن تأخذه لفضاء رحب من خلال ثراء روايتها بالدلالات والمعاني والصور الكثيفة ، فقد كانت تثير أسئلة نائمة، وتحفزها على النّهوض، وتضع إجابات، ونراها تقفز من زمن المستقبل إلى الماضي ومن الحاضر إلى المجهول .وتابع" رواية أَعْشَقُني، هي عبارة عن مزيج متجانس من السريالية والرمزية والواقعية والرومانسية المفرطة وأيضاً احتوائية، أي جمعت الوضوح مع الحلم مع الافتراضية مع رسوخها بالواقع. ونرى من خلال رسائل خالد لحبيبته شمس وخزات وتنبيهات مستترة توخز بها رجولتنا وضمائرنا علنا نستفيق وننتفض للمنطق الإلهيّ الذي يتعمد البعض تجاهله .ولفت بأن رشاقة الكلمة وعمقها والأسلوب البليغ لدى الكاتبة يأخذنا بين الحين والآخر إلى جواء وردية رومانسية هي بمثابة ومضات ترويحية كي تزيل الشجن والألم المثني بين طيات حياة شمس . مشيرا إلى أنّ الكاتبة اعتمدت في بناء روايتها على الخيال العلمي والافتراضية المبالغ بها والتلاعب بالزّمن، وهذه الفنتازية المزدوجة أضافت عنصر الدهشة والاثارة والتشويق للرواية . وأضاف" لقد اختصرت الكاتبة الشعلان النساء بشخصية شمس،وأظهرت كيف للمرأة أن تكون،فكانت شمس أسطورة زمانها حيث لا أتوقّع من أيّ قارئ للرواية أن لا يقع في غرام شمس،كيف لا وهي الناكرة لذاتها والمضحية والصابرة والمنتظرة لحبيبها والمخلصة له والناقمة لعادات القبيلة البالية والأنظمة غير عادلة في شتى بقاع المعمورة،فقد واجهت الظلم،وعبّرت عن رأيها،ودافعت عن حقها،ولم تستسلم رغم تعرضها للتعذيب من قبل السلطة الكونية ".ونوه إلى أن العمل أحتوى، زمناً نعيشه بكل تفاصيله الدقيقة،وتعطي لنا الحل الأمثل لما يتبغي أن يكون . لذا فهي لم تكن رواية أدبيّة فقط، بقدر ما كانت إصلاحية إرشادية تحمل بين طياتها رسالة السمو بالإنسانية المفقودة في زمننا العربي .
|