صنعاء - وجه الحكومة باعادة تأهيل ميناء المخاء والاسراع في انجاز مطار تعز:
رئيس الجمهورية: الوحدة سفينة النجاة للوطن وثقافة الكراهية لن تصل أصحابها إلى السلطة
حضر فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليوم الحفل الخطابي والفني الذي أقيم بالمركز الثقافي بمدينة تعز والذي شارك فيه الإخوة أعضاء المجالس المحلية والمكاتب التنفيذية ومنظمات المجتمع المدني والمشائخ والشخصيات الاجتماعية والقيادات العسكرية والأمنية.
وفي الحفل الذي بدئ بأيٍ من الذكر الحكيم, ألقى فخامة الرئيس كلمة عبر في مستهلها عن سعادته لمشاركة أبناء محافظة تعز احتفالاتهم بالعيد الوطني الـ19 للجمهورية اليمنية 22 مايو.
وقال: "أنا سعيد أن أشارك أبناء تعز بالاحتفالات بالعيد الوطني الـ19 للجمهورية اليمنية 22 مايو، وندشن عددا من المشاريع، ونضع حجر الأساس لعدد آخر في المجالات التنموية واالخدمية".
وأوضح أن تكلفة المشاريع التي سيتم افتتاحها تبلغ حوالي 37 مليار ريال، المشاريع التي سيتم وضع حجر الأساس لها حوالي 9 مليارات ريال بالإضافة إلى مليار ريال لمشروع سمكي لمحافظة تعز.
وتابع قائلا: "محافظة تعز, محافظة بطلة تعودنا منها كل الخير وكل شيء جميل، ولم ننسى أبداً تلك المسيرات الحاشدة والفاعلة لأبناء هذه المحافظة البطلة عام 1978م عندما تحركت القواعد من تعز البطلة إلى العاصمة صنعاء وذلك لتأييد وترشيح علي عبدالله صالح رئيساً للجمهورية وتلتها عدد من المحافظات".
وجدد فخامته التأكيد على أن السلطة مغرما وليست مغنما، حيث كانت في ذلك الوقت في منتهى الصعوبة, بعد حوادث عديدة وصعوبات جمة ومخاض عسير يعيشه البلد آنذاك.
وقال: "ولكن بعون الله سبحانه وتعالى تم انجاز ما كنا نطمح إليه في المجالات التنموية والخدمية والقضاء على تلك الفتنة التي كانت مشتعلة في المناطق الوسطى وشرعب والوازعية".
وأضاف: "بعون كل الشرفاء من أبناء كل المحافظات وعلى وجه الخصوص محافظة تعز، قضينا على كل تلك الفتن التي تسببت في إراقة الدماء وإزهاق أرواح العلماء والمشائخ والشخصيات الاجتماعية من قبل تلك العناصر الفوضوية الخارجة عن النظام والقانون، فيما كان يسمى بـ(الجبهة الوطنية) ولم تكن جبهة وطنية ولكنها كانت جبهة تخريبية فهي لا تستحق أن يقال عليها جبهة وطنية بل كانت جبهة تخريبية".
وأستطرد قائلا: "بتعاون كل الشرفاء من أبناء هذه المحافظات تم تجاوز كل تلك الأحداث وتجاوزناها في محافظات إب والبيضاء وريمة، فتلك الأحداث المؤسفة كانت موجودة في تلك المناطق وأخمدت الفتنة في العام 1982م".
وأردف فخامة الرئيس قائلا: "الجيل الجديد سواء في الشمال أو في الجنوب لا يعرف ماذا حدث من 78م حتى اليوم، لا يعرفون ما هي المآسي التي كانت موجودة أيام التشطير، فالمؤامرات كانت تحاك هنا وهناك في ظل وجود كيانين دوليين بجسم واحد, وكل شطر كان يحيك المؤامرة ضد الشطر الآخر".
ومضى فخامة الرئيس قائلا: "لا يمكن أن يكون سيفان في غمد واحد، فعندما تحققت وحدة الوطن بمساندة كل الشرفاء من أبناء الوطن عمت البهجة والفرحة العظيمة قلوب كل أبناء الوطن، حيث كان إخواننا وزملائنا في الحزب الاشتراكي اليمني ممن نادوا بالوحدة ودعوا من اجل تحقيقها وكان إعادة تحقيق الوحدة في 22 مايو عام 1990م، كان مخرج من صراعات ومآسي كان مرتقب حدوثها, في الشطر الجنوبي فضلا عن التداعيات التي كانت متوقعه بعد انهيار المنظومة الاشتراكية".
ولفت فخامة الرئيس إلى أن الشطر الجنوبي كان يشهد كل 5 أو 6 سنوات، جولة صراع ومجازر وحشية, وبعد إعادة تحقيق الوحدة المباركة في عام 1990م أسدل الستار على مآسي تلك الصراعات وانتهت دون رجعة الأمر الذي أكد أن الوحدة المباركة شكلت المخرج من تلك الصراعات ومثلت سفينة النجاة لأبناء الوطن".
وتابع فخامته قائلا: "والآن وفي الوقت الذي يشهد فيها الوطن استقرار وتسارعت فيه خطى التنمية وبعد أن أسدل الستار على فتنة محاولة الإنفصال في صيف 1994م, ظهر في الآونة فيروس التآمر والتمزق مجددا في رؤوس العناصر المرتدة عن الوحدة، ولكن سنحاصرهم بالشرفاء والمخلصين وبحراس الوحدة، ولن نسمح لهذا الفيروس أن ينتشر أبداً وكما تصدينا له في العام 1994م سنتصدى له اليوم ونحن أكثر قوة وأكثر ثباتاُ، بإمكانيات سياسية ومادية ومعنوية وإرادة سياسية صلبة تتصدى لكل هذه الخزعبلات ولهذه النعرات ولهؤلاء الحاقدين الحالمين الذي كل واحد منهم يبحث له عن دور وليس لديه رؤية ويتعمد تجاهل مخاطر مؤامرتهم ودعواتهم وماذا سيحصل لليمن وما هي تبعات الفتن والحروب ماديا ومعنويا واقتصاديا وثقافيا".
وأشار فخامة رئيس الجمهورية إلى ما يرافق الاعتصامات والمظاهرات التي شهدتها بعض المناطق بطريق مخالفة للقانون من أحداث شغب وتخريب للممتلكات العامة والخاصة وترديد لشعارات ونعرات مقيتة وتحريض على إثارة الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.. مؤكدا أن الديمقراطية رأي ورأي آخر وطني وليست مكايدة أو كذب أو افتراء أو قلب للحقائق، فشعبنا يعرف كل صغيرة وكبيرة وشب عن الطوق ولم يعد ذلك الشعب الذي كانوا يجهلوه أيام الإمامة وأيام النظام الشمولي الشطري القهري.
وقال فخامة رئيس الجمهورية: "من يقومون بتلك الأعمال هم جهله ومخدوعون ومغرر بهم، ولا يعرفون ماذا سيترتب على هذه الفتن وإشعال الحرائق، ونحن نعرف تبعات إشعال الحرائق".
وأضاف: "لا ضير في أن تكون حاقدا أو لئيما أو مريضا، لكن إلزم بيتك ولا تمرض الآخرين، وأنفث سمومك في مسكنك وليس على الجمهور لان ما يترتب على ذلك هو إراقة الدماء، وتدمير الاقتصاد الوطني، وإحداث شرخ في الوحدة الوطنية وانعدام الثقة بين المواطنين".
وحث فخامة رئيس الجمهورية الجميع على الابتعاد عن ثقافة الكراهية، والاتجاه نحو التنمية وترسيخ الأمن والأمان والاستقرار.. مشيرا إلى أن ثقافة الكراهية والحقد وأعمال العنف لن توصل أصحابها إلى كراسي السلطة".
ودعا فخامة الرئيس كل من يطمح للوصول إلى السلطة بأن يسلك ك طريق الديمقراطية والتنافس الشريف بالبرامج لنيل ثقة أبناء الشعب عبر صناديق الاقتراع.
وقال: "السلطة هي كرسي من يجلس عليها شبهت حالته كمن يرقص على رؤوس الثعابين".
وتابع قائلا: "ينبغي على من يرد الوصول للسلطة أن يكون جديرا ومؤهلا لتحمل مسؤوليتها الجسيمة, وأن ينال ثقة الشعب, وهذه حقيقة ينبغي على الجميع إدراكها وأن كان هناك للأسف من هم غير مجربين ولا مدركين لعواقب الأمور وأمراض يحتاجون إلى أطباء يعالجونهم نفسيا يسعون للوصول للسلطة بأية وسيلة ويضنون أنها مغنم".
وقال: "السلطة مغرم وليست مغنم، وليست كرسياً لمزيد من ابتزاز الوطن، أو مزيد من المال والثراء غير المشروع، وكل شي مقبول وأي أخطاء أو أية ظواهر سلبية يمكن معالجتها، ويمكن النظر في أية مطالب ولكن عبر المؤسسات الدستورية، فنحن بلد مؤسسي ولسنا عصابات، ولن نرجع إلى المربع رقم واحد مؤتمرات الحوبان وخمر وعمران وغيرها".
وأضاف: "هذه عقلية قديمة رجعية متخلفة، فليتم العمل عبر المؤسسات مجلس النواب ممثل الأمة أو مجلس الشورى وأعضاء السلطة المحلية، وقد انهينا ما يسمى بالسلطة المركزية ونتجه نحو السلطة المحلية واسعة الصلاحيات، بانتخاب المحافظين ومدراء المديريات عبر السلطة المحلية حكم الشعب نفسه بنفسه ترجمة لأهم مبادئ الثورة اليمنية".
وتساءل فخامة الرئيس من المستفيد من قطع الطرقات ومن الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة؟.
وقال: "الآن وحدتنا محروسة بعناية الخالق عز وجل وبالتفاف جماهير شعبنا العظيم، السواد الأعظم منهم هم حراس الوحدة وحماتها ولا مخاوف من شرذمة وقلة من العناصر المصابة بفيروس التآمر والخيانة والمتاجرة بقضايا الوطن".
ومضى قائلا: "وكما سبق وأن تحدثت في جامع الجند إبان الأزمة في عام 1993 ـ1994 م سندافع عن الوحدة من هنا من تعز، تعز الخير والوحدة والاصطفاف والسياسة، لأننا لم نتعود من تعز إلا كل الخير ولم يأتي يوماً منها شر".
وحيا فخامة الرئيس جميع أبناء محافظة تعز وجميع أبناء الوطن.. وقال: "نحييكم ونشد على أيديكم وعلي أيدي كل أبناء الوطن الشرفاء من صعدة حتى عدن ومن المهرة حتى زبيد، ونؤكد للجميع أن البلد سيظل موحدا وعليهم أن يطمئنوا ولا يقلقوا لا على استثماراتكم ولا على غيره فالبلد في خير".
وأوضح فخامة الرئيس أنه أصدر توجيهاته للحكومة بإعادة تأهيل ميناء المخا ليصبح ميناءا دوليا، والإسراع في انجاز مطار تعز الدولي كون إعتماداته موجودة ومتوفرة".. ونوه بالجهود التي يبذلها محافظ تعز ومتابعته المستمرة بجد وبإخلاص للوزارات الخدمية والمؤسسات المختصة لتنفيذ تلك المشاريع.
ولفت فخامة رئيس الجمهورية إلى أن المشروع الجديد الخاص بتحلية المياه بتعز والذي تحدث بخصوصه رئيس الوزراء مع مجموعة هائل سعيد انعم سيتم انجازه، في إطار الاستثمار في هذا المجال.
وقال: "نحن سندفع وسنستلم المياه ونوزعها على المواطنين".. معربا عن شكره لمجموعة هائل سعيد أنعم على موافقتها على تنفيذ مشروع تحلية المياه.. وحثها على سرعة انجاز هذا المشروع الحيوي.
وخاطب فخامته القطاع الخاص قائلا: "استثمروا بين أهلكم وإخوانكم وستجدون منا كل التشجيع والرعاية".
وأشار إلى أن مجموعة شركات هائل سعيد أنعم تعد من الشركات الوطنية والاستثمارية الرائدة والمستثمرة داخل الوطن وتعد من أفضل شركات القطاع الخاص المشاركة بفاعلية في خدمة التنمية والاقتصاد الوطن, داعيا المجموعة إلى التعجيل في تنفيذ مشروع تحلية مياه البحر في المخا لضخها إلى مدينة تعز.
وكرر فخامة رئيس الجمهورية في ختام كلمته التهاني لأبناء المحافظة وجميع أبناء الوطن بالعيد الوطني التاسع عشر للجمهورية اليمنية 22 مايو.
وكان محافظ محافظة تعز حمود خالد الصوفي ألقى كلمة رحب فيها بفخامة الرئيس في زيارته لتعز والتي تتزامن مع احتفالات شعبنا بالعيد الوطني الـ19 للجمهورية اليمنية 22 مايو.. مشيرا إلى العلاقة الخاصة التي تربط بين أبناء محافظة تعز وفخامة الرئيس علي عبدالله صالح والتي تعززت بتسليمه مسئولية قيادة الوطن في عام 1978م، انطلاقا من هذه المحافظة.
واستعرض المحافظ الصوفي العديد من التطورات في الساحة الوطنية.. مشيرا إلى عظمة الإنجاز الوحدوي.
وقال: "عندما رفعتم يا فخامة الرئيس شعار الوحدة أو الموت في عام 1994م إنما كنتم تريدون بذلك أن توهب الوحدة الحياة وكانت الهزيمة لدعاة الردة والانفصال".
وأضاف: "إن التحولات العظيمة للشعوب ترافقها عادة بعض المنغصات ولكن إرادة الشعوب هي التي تنتصر وتقضي على كل الأشباح التي تقف في طريقها، فمثلاً ثورة 26 سبتمبر واجهت مقاومة عنيفة من بقايا النظام الأمامي البائد ولكن الثورة انتصرت كونها إنقاذاً إنسانياً لشعب كاد أن ينقرض من الجوع والتخلف والحرمان وكان الثوار الجمهوريون يواجهون وهم على يقين بأن الثورة سوف تنتصر وكذلك الحال مع ثورة الـ14 أكتوبر.
ولفت محافظ تعز إلى أنه وبالرغم من رحيل الاستعمار وانتهاء الحكم السلاطيني إلا أن كثيرا من التحديات قد زرعت في طريقها ولم تلفظ القوى المعادية لليمن وثورته أنفاسها إلا بإعادة تحقيق وحدة الوطن في الـ22 مايو 1990م والذي شكل ذروة الانتصار لنضالات المناضلين والشهداء من أبناء الشعب.
وأوضح أنه لن تتمكن تلك العناصر المأزومة التي تطل عبر شاشات الفضائيات أن تستنسخ الزعامات الوهمية التي سقطت عند أول اختبار أمام إرادة الشعب اليمني.
وقال: "لقد ارتبطت الوحدة تماما باسم الرئيس علي عبدالله صالح كما ارتبط استقلال الهند بالمهاتما غاندي وارتبط نهاية التشطير في اليمن كما ارتبط نيل جنوب أفريقيا لحريتها واستقلالها بالزعيم نيلسون مانديلا.
وأشار إلى ما أصدره فخامة الرئيس من توجيهات بمعالجة مشكلة المياه بتوفير المخصصات لتحلية المياه وذلك بالاشتراك مع القطاع الخاص بمجموعة هائل سعيد أنعم، كما وجه فخامته الوزراء عندما حضر إلى تعز بأن لا يغادر المحافظة إلا بعد أن يوجد حلولا للقضايا التي تهم المحافظة.
لافتاً إلى انه سيتم تدشين ووضع حجر الأساس لعدد من المشاريع الخدمية والتنموية بتكلفة تبلغ حوالي 47 مليار ريال.
تخلل الحفل تقديم عدد من الفقرات الفنية وقصيدة شعرية للشاب معاذ الجنيد، وأنشودة صبر صبر قدمها زهرات مدرسة الشهيدة نعمة رسام وأنشودة وطنية بعنوان "الوحدة اليمنية" للفنان الكبير الراحل أحمد بن أحمد قاسم غناها الطفل الموهوب أحمد عبده يحيى علوان. |