صنعاء نيوز -
تجدد الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات "هود"، ومنظمة الكرامة لحقوق الإنسان مناشدتهما لجماعة "أنصار الشريعة" في اليمن، بشأن أربعة شباب من أبناء مدينة جعار بمحافظة أبين اختطفهم مقاتلون ينتمون للجماعة في شهر مايو/ أيار 2012، واقتيدوا إلى مكان مجهول، ولم يسمح لهم حتى هذه اللحظة بالتواصل مع ذويهم، أو إطلاع أهاليهم على أوضاعهم الإنسانية وظروف الاحتجاز التي يعيشونها.
ويتعلق الأمر بكلٍ من: ناصر محمد حسن القرشي، صالح سالم علي المجمل، أيمن محمد صالح بن جدي، أسامة أحمد محمد الزبيدي، حيث تعيش أمهات وأطفال وعائلات هؤلاء الضحايا حالة قلق دائم، خوفاً على سلامتهم، وترقباً للحظة الفرح بعودتهم، سيما وأنهم لم يكونوا أعداء مقاتلين، ولم يقعوا أسرى في أرض معركة، ناهيك عن إطلاق سراح العديد من المخطوفين لدى جماعة "أنصار الشريعة" طيلة السنوات الماضية، بمن فيهم عسكريون وأجانب، بينما بقي مصير هؤلاء مجهولاً.
إننا في منظمتي هود والكرامة، رغم التأكيد على موقفنا الثابت الرافض للعنف والعدوان أياً كان مصدره، لا نزال نتذكر بكل تقدير تلك البادرة الإنسانية التي أقدمت عليها جماعة "أنصار الشريعة" في مدينة جعار بمحافظة أبين، أواخر أبريل/ نيسان 2012، حين قبلت الشفاعة لإطلاق حرية الجنود الأسرى دون قيد أو شرط، ومن قبل ذلك وبعده إطلاق سراح آخرين، بينما ظل مصير هؤلاء الشبان الأربعة مجهولاً ومعاناة ذويهم ممتدة، رغم أن الشفاعة فيهم أجدر وقبولها أرجى.
لقد بذلنا جهدنا إلى جانب عائلات هؤلاء الضحايا على مدى ثلاث سنوات للوصول إلى أي معلومات أكيدة بشأن مصيرهم، أو مطالب الخاطفين، إن وجدت، لكن دون جدوى. ولم يبقَ إلا أن نعيد التذكير مرة أخرى بأن هذا الظلم الذي يرزح تحت وطأته هؤلاء المخطوفين الأربعة وتشاركهم فيه عائلاتهم لا يمت بصلة لتعاليم الإسلام وعدالة أحكامه، حتى مع ألدّ الأعداء، فكيف بالأبرياء أو المشتبهين؟!.
إننا نعيد التذكير بأن عدالة الإسلام وشرائعه لم تقتصر على تأكيد المعاملة الحسنة اللائقة بالأسير كإنسان، بل حثّ دين الإسلام على المنّ على الأسرى المحاربين الأعداء، فكيف بمن هم أبرياء؟!، يقول الله تعالى في سورة الأنفال: "يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"، فإذا كان المولى سبحانه يَعِدُ الأسرى الذين في قلوبهم خيرٌ بالعفو والمغفرة، فإنَّ المسلمين لا يملكون بعد هذا إلا معاملتهم بأقصى درجة ممكنة من الرحمة والإنسانيَّة.
إننا -وللمرة الثالثة- نجدد مناشدتنا لجماعة "أنصار الشريعة" وكل من له ارتباط بها، لإطلاق سراح هؤلاء الأسرى الأربعة، الذين طال انتظار عائلاتهم، وبلغ بهم الضيق والقلق حداً لا يُطاق، أو الإفصاح عن مصائرهم، إن كانوا لا يزالون في أيدي الجماعة، فإنّ الله عليكم أقدر من قدرتكم عليهم، وإن كانوا في يد غيركم، فليس أقل من أن تتحملوا واجب البيان، وإن كانوا قابلوا الله على أيديكم عمداً أو خطأً فللشريعة أحكامها، والحق أحقّ أن يُتّبع.
والله من وراء القصد ،،،
الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات "هود"
منظمة الكرامة للحقوق والحريات (مكتب اليمن)
|