ماجدة طالب -
لم اعهد مناضلا قط في حياتي كالشهيد عبد الكريم الخيواني فمقتلة كانت فاجعة لمن عرفوه عن قرب فهو تربى سياسيا في كنف عمر الجاوي وعاش معه اجمل لحظات عمره وكان يذكر اجمل المواقف الانسانية معه وحزنه لايفارقه حين يتذكر موته في كل حديث وهاهو اليوم يغادرنا انسانا
هذا الانسان الذي لم يكن ينبذ كل من تعارض معه في الرأي الا بإبتسامة وبكلمة سيدي وعيني ولأنه ثوري لم يتطلخ بقاذورات السياسية التي كان من الإمكان له ان يستغلها ويبني مهدا له ولأسرته لما تجرع من ظلم وتعذيب وهو يناصر الضعفاء والابرياء
مقتل الخيواني اليوم كان يتوقعه هو شخصيا لما يتكرر له من مواقف انتهاكية و من تهديدات ولكنه ذلك الثوري الذي فتح الافواه المكممه وفجر عدد من الحركات الثورية في الشارع كان أبرزها ثورة الحادي عشر من فبراير وانتهت ثورته قبل مقتله وهو يتصدر منصة الرئاسة يوم الإعلان الدستوري الى اخر كتاباته المناهضة ضد الفساد
الثائر المناضل الشجاع هو صندوق اسود لما يملك من كم كبير من المعلومات أي بالأخص للذين ينتهكون تراب وطن ومواطن من اجل حفنة من المال ومن اجل مكسب سياسي وكانت له رؤيه وطنية عن بعد
عهدته يضحك ساخرا بظله الخفيف لما كان يملك نظرة ثاقبه لكل شخص يحتك فيه ويحلله بضحكة من داخل قلبه ضحكة صادقة فهو ذلك الصحفي الصادق الذي يقول كلمة الحق ولا يخشى أحدا
فاجعة صدمة ساحة المناضلين فكريا وميدانيا وحقوقيا واعلاميا بموت الخيواني قطمت ضهر كل مناضل خيواني فهو الوالد الشجاع الذي كان غطاءا دافئا لكل مقاوم ولكل مظلوم فالخيواني اخرج الشجاعة التي كانت فيه لكل مناضل مهما كان توجهه والكل يعود في فكره الخيواني المدني لدولة القانون والاهم من ذلك دولة المساواة والحرية وبموته تيتم كل مناضل وشعر ان له والد حنون قد غادر مغدور مقتول وبسمته لا تفارق مبسمه وهذا ما أراده المجرمون ولكن ما يجهلونه هو ان الساحة اليوم تحتضن أكثر من مليون خيواني بعد رحيله
فالقاعدة التي تبنت الاغتيال معروفة جيدا ومهما تم تراشق الاتهامات وتسيس الجريمة لن يأبه عبد الكريم الخيواني لمقتله لأنه فقط توقف عن النضال واغمضت تلك العين الساهرة لتراقب لكل من هو مسئول عن هذا الوطن لما وصل اليه فالخيوانه صرخة الضمير الضمير الذي بات غائبا جزئيا وغير حي اليوم للاغلبية و لان في صرخته الضمير فهو مازال ذلك الكريم بعد مماته كريم الخلق كريم القلب كريم العطاء كريم الضحك كريم الوفاء سأعيش خيوانية وسأموت خيوانية