صنعاء نيوز/بقلم / محفوظ البعيثي - ما حدث ظهر أمس الجمعة في جامعي الحشوش وبدر بالعاصمة صنعاء، من تفجيرات إرهابية بشعة استهدفت حياة المصلين الذين ذهبوا إلى الجامعين لسماع خطبتي الجمعة وأداء الصلاة فيهما، فخلفت وراءها مئات من الشهداء والجرحى والذين كانوا بين يدي الله تعالى يرجون عفوه ومغفرته ، بعد أن تركوا وراءهم تجاراتهم وأعمالهم ومختلف شؤون حياتهم.. تلبية لدعوته وأمره جلت عظمته، لهم ولبقية المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات في أصقاع العالم، بالسعي لذكره وبأن يذروا البيع إذا نودي لصلاة يوم الجمعة، كما جاء في قوله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ " والشعور بالأمن والطمأنينة يغمر نفوسهم وهم في بيتين من بيوت الله، دون أن يراودهم أي شك بأن يقوم أي إنسان على وجه الأرض باستهدافهم وأمثالهم ممن يرفعون ويذكرون اسم الله في بيوت الله، قبل وقوع الجريمة الإرهابية الغادرة أمس كونهم وكافة المسلمين وغيرهم من معتنقي الديانات الأخرى وأيضاً غير المعتنقين للأديان، يجرمون ليس فقط استهداف حياة عباد الله في المساجد والكنائس والمعابد..، بل يجُرمون التهديد والتفكير بارتكاب أي عمل إجرامي في دور وأماكن العبادة تلك، لما يشكل ذلك من تهديد لحياة وحريات ومعتقدات المكونات الاجتماعية في شعوب العالم ولسلم وأمن المجتمعات وتعايش فئاتها.. ولتعارض مثل تلك الجرائم مع الفكر والمشاعر والتربية الإنسانية..
إن الإنسان – أي إنسان – فضله وميزه الله عن سائر مخلوقاته بالعقل والتفكير والنطق والرحمة، لا يمكن أن يقدم على قتل أناس عزل سواء كانوا في دور وأماكن العبادة أو في غيرها من الأماكن..؟!، وهذا القول يقودنا إلى التأكيد بأن من ارتكبوا الجريمة الدامية والبشعة أمس بالعاصمة صنعاء، وما سبقها من جرائم إرهابية في مختلف مدن ومحافظات الجمهورية، وكل من يقفون وراءهم، لا يمكن أن يكونوا من بني البشر، كون بني البشر خلقهم الله ليكونوا خلفاءه في الأرض.. يقيمون العدل ويشيعون السلام والمحبة فيما بينهم ويعمرون الأرض، فيما أولئك الإرهابيون المجرمون يعملون العكس من ذلك في سبيل إرضاء الطاغوت الرجيم الذي ينتمون لفصيلته ويأتمرون بأمره.. فسحقاً للطواغيت ولكافة أذيالهم.. وتغمد الله الشهداء بواسع الرحمة والمغفرة، وعجل بشفاء الجرحى..، والمجد والعزة والتقدم والرفعة للوطن أرضاً وإنسانا. |