صنعاء نيوز/بقلم / عبد الله الصعفاني -
* الوحدة اليمنية قضية وطنية ليست مجالاً للشطط الإعلامي الذي شاهدناه في خطاب الرئيس المستقيل وهو يتحدث عنها بطريقة من قرر الانفصال لكنه ينتظر الإعلان من الطرف الآخر .." سِيْب وانَا اسِيْب " ولا حول ولا قوة إلا بالله .
* ألم تلاحظوه وهو يتحدث عن الاثنا عشرية كحديث فتنة في سياق كلام أراد فيه الإعلاء من شأن الوحدة بنصب صنم للانفصال !
* يقول حكيم (حدِّث العاقل بما ليس يُعقل ، فإذا صدّق فإنه مجنون) وما يحدث أن الشعب اليمني يعاني لكنه لم يصل مرحلة عدم القدرة على ملاحظة أعلام دولة الوحدة منزوعة من عاصمة ارتفاع علم الوحدة اليمنية لأول مرة في العام 1990.
* لقد كان جيداً إدانة مذبحتي مسجدي بدر والحشوش ولكن .. ما الذي منع هادي من إدانة الجرائم التي نفذت على مقربة منه في جنود تعرضوا لأبشع صور القتل والتنكيل في أيام ما يزال يرى فيها نفسه رئيساً عليهم وعلى اليمن؟ وكيف نفهم أن ترتفع الأعلام الشطرية وأعلام القاعدة بالجوار من قصر المعاشيق وفوق القطع العسكرية التي سُلمت للمليشيات فيما هو مشغول بإيراد حكاية الاثنا عشرية والعلم الذي لم يشاهده أحد !
* مشكلة هادي هي نفس مشكلة الذين طالما شكوا سوء إدارته للدولة وتفريطه بالمؤسسات .. إنها مشكلة الاعتقاد بأن الوحدة هي هادي وهادي هو الوحدة وإلا لكان أحسن إدارة الفترة الانتقالية وأوصل اليمن إلى الانتخابات، وحينها سيدخل التأريخ بإيصال اليمنيين إلى شرعية جديدة للمؤسسات وللدولة التي انهارت في عهده .
* مشكلته أنه رأى في توجهات التمزيق بالفدرلة خياراً وحيداً لا سبيل للتراجع عنه، مع أن ما يحتاجه اليمن هو بناء الدولة الديمقراطية العادلة، وليس ايصال الدولة إلى مرحلة الغياب ثم استنساخ ضعفها في أقاليم وولايات ثم تقسيمها على أسس غير واقعية ولم يراعِ فيها أي معطيات وطنية أو اقتصادية وإنما تقسيم يستحضر علل وأوجاع مسكونين بالتشظي والمناطقية.
* المثير للدهشة استدعاء الخارج للتدخل رغم أن اليمن لم يجن من التدخل إلا ما علمناه ونعيشه، وهو إدهاش لا يوازيه إلا إعلان العزم على العودة إلى كرسي الرئاسة متجاهلاً أن الفشل وسط توفر مقومات النجاح لا يعني إلا الاستحالة بعد أن أوصل البلاد إلى هذا الوضع .
* بتوضيح يقر واقعاً ولا يجاري مسارات الخفة فإن رئيساً مستقيلاً بعد عام من نهاية ولايته وفي هذا السن وبعد كل هذا المشوار من الفشل لن يستطيع أن يحمل صخرة كبيرة من عدن ويصعد بها إلى كرسي ما بعد الاستقالة .
* الصعوبة أيضاً كما تؤكد حقائق الواقع على الأرض هي إهداره كل الفرص وإحراقه كل المراكب ليظهر في خطابه الأخير شكلاً وموضوعاً في صورة تبعث على الإشفاق من التنافر حتى مع الأوراق التي قرأ منها الخطاب، والإشفاق على اليمن من أطراف سياسية أزهقت روح الحكمة اليمانية وحولت اليمن إلى مجرد سفينة مترنحة يسوقها مجموعة من الحمقى . |