صنعاء نيوز/بقلم حُميد القطواني -
الى اليوم أنجز الشعب اليمني من خلال اللجنة الثورية و الفعاليات الجماهيرية الوطنية الأخرى الشيء الكبير في مكافحة الفساد وتحجيم الفاسدين و تقييد نفوذهم و إفقادهم القدرة بشكل شبه كامل من استخدام مقدرات الدولة في تحقيق مصالح شخصية او حزبية على حساب مصالح الشعب وفي المقابل يتم تجفيف منابع الفساد ثقافة وممارسة وفق رؤية ثورية لا يتعارض معها إلا كل من كان مستفيد من الفساد سواء من عصابة الداخل او قوى الاستعمار والوصاية في الخارج، والكل يعرف حجم الارتباط الوثيق بين عصابات الفساد والإجرام والإرهاب مع قوى الهيمنة والاستعمار والوصاية .
بالتوازي مع الانجازات الكبيرة التي تحرزها المؤسستين الأمنية والعسكرية بالتعاون مع اللجان الشعبية في تحقيق الأمن والاستقرار بشكل كبير وهزيمة قوى التكفير و الإرهاب في الكثير من معاقلها و ملاحقتها في أوكارها وتطهير الكثير من بؤرها العملياتية من شمال اليمن إلى وسطها.
وفي هذه الأثناء يتم العمل من اجل تطهير المحافظات الجنوبية من تلك التنظيمات الإرهاب و ردع شركائهم و بالمناسبة فأي غطاء سياسي أو مبررات او عناوين للتغطية على تواجدهم وانتشارهم سقطت بجرائمهم الشنيعة و اقصد الجرائم بحق أبناء الجيش والأمن في المحافظات الجنوبية وخصوصا عدن وجرائم استهداف المساجد و المصلين في صنعاء، وكنتيجة طبيعية وحتمية سوف تسقط و تتعرى أكثر الى حد الاندثار والتلاشي وكل رهان سياسي على الإرهاب سواء داخلي أو خارجي إنما هو انتحار والمؤشرات تؤكد ذلك الا من كان غبي فهو وشأنه يقرا الأمور كيفما يشاء ولن يصح إلا الصحيح .
وبالنسبة لقرار التعبئة القتالية في صفوف قوات الجيش و وحدات الأمن واللجان الشعبية للتصدي للتنظيمات الإرهابية وشركائهم ومن يستثمرهم ، وهذا القرار مبني على قناعة ومواقف شعبية تشمل كل مكونات الشعب بدون استثناء على ان تلك التنظيمات الإرهابية هي عدو حقيقي لكل اليمنيين وكل من سوف يقف معهم فهو عدو للشعب اليمني ويجب محاربتهم، وموقف التعبئة هو استحقاق طبيعي وواجب وطني نهضت به مؤسسات الدولة بروح ثورية مسندة تنفيذه إلى المؤسسات الرسمية المعنية بإسناد وعون شعبي كامل لحماية البلاد وصون سيادته و استقلالها من أدوات الاستعمار القديم الحديث بالتوازي مع ما يتم انجازه في محاربة الفساد واستحقاق مكافحة الفساد جبهة لم تغفل عنها الثورة كما ان الفساد والإرهاب و العمآله للعدو الخارجي هي محاور تحالف بين الأدوات وقوى التأمر وجبهات حرب على الشعب اليمني يتم من خلالها شن العدوان الصريح و الشرس عليه منذ عقود .
المهم انه كل ما حقق الشعب تقدم في مجال مكافحة الفساد ومحاربة التنظيمات الإرهابية الإجرامية التي تديرها مخابرات دول أجنبية وتغطي جرائمها قوى سياسية أشبه بالسمسارة و كلما خطى الشعب خطوة في مسار بناء دولة عادلة حديثة خالية من الفساد و متمتعة بالاستقلال و متحررة من الوصاية، يعلو الصراخ و الضجيج و الصخب اليأس من قبل أعداء الشعب التاريخيين وأدواتهم في الداخل الى حد يثير الاشمئزاز والتقزز و الشعور بالغثيان وفعلا يشبه ردة فعل قوى الوصاية والاستعمار الخارجية على سقوط أدواتها في الداخل الى حد كبير يشبه الصراخ من الم تقطع أيديه و آهات تحسر وندامة وخيبة نتيجة لسقوط مؤامراتها ومخططاتها الإجرامية ذات الطابع الأناني والنزعة العدوانية و طبيعتها الإجرامية بحق الشعب اليمني العظيم .
صحيح موقفي واضح منحاز لصالح الشعب ضد أعداءه الذين لا يختلف اثنان على عداوتهم ولكن قراءتي للمشهد ليس من منطلق عاطفي وإنما هي حقائق يجسدها الواقع وتؤكدها نتائج المراحل السابقة والحالية وما سوف تؤل إليه الأمور خسران لتحالف شرعية زائفة لا تملك مشروع سياسي ولا شرعية شعبية او دستورية أو توافقية وإنما اوجد فقط وفقط غطاء لحماية انتشار القاعدة وتنظيم داعش في المحافظات الجنوبية على حساب مستقبل القضية الجنوبية و مستقبل الشعب اليمني بأكمله .
باختصار للمشهد في الإعلام رئيس مستقيل و منتهية صلاحيته وجدلية الشرعية ليست إلا لكسب الوقت بقناعة العقل المتآمر .وفي الواقع الميداني ألعملياتي جرائم داعش والقاعدة ذبح وسحل و نهب للممتلكات العامة والخاصة وعدوان مكثف وواضح على أبناء الجيش و الأمن وانتشار واستحواذ و إعلان سيطرة منها وتدشين ولايات و أخرها قبل يومين تقريبا إعلان ولاية عدن .
كل ذلك في مواجهة ثورة شعبية فتيه يقودها تنظيم شعبي يمني معترف به دوليا ومحليا حقق في ثورته من انتصارات ضد الظلم والفساد والإجرام والإرهاب و بناء الدولة العادلة بالإضافة إلى ما حققتها الثورة بقيادة أنصار الله في مواجهة الكثير من التحديات والمؤامرات التي أفشلتها وأسقطت أدواتها بعون الله وتكاتف الشعب وجنبت الشعب الكثير من الويلات والمخططات الإجرامية وأسقطت أدواتها بأقل الخسائر والأضرار بالتوازي مع تقديم الثورة خدمات إنسانية بكل نبل و اقتدار في سبيل حل اغلب المشاكل الاجتماعية والحقوقية والأمنية المتراكمة لعقود على كاهل المواطن والوطن، كل ذلك قدم الثورة لباقي أطياف الشعب ومختلف مناطقه للشعب بأنها فعلا نموذج لمشروع وطني ناجح بكل اقتدار وجدارة و لا يخلو طبعا من الأخطاء الفردية ولكنه الأفضل والأصدق والأجدر في مواجهة تحركات مضادة عشوائية ومرتبكة وكل من يتبنونها أشبه بالبالونات الفارغة وهذا يجعل ثورة 21 سبتمبر هي صاحبة المشروع الرائد والأوحد في الساحة الوطنية و يجعلها مركز الهام للجزيرة بأكملها وهنا مربط الفرس .
النتيجة الطبيعة لتحرك الثورة في مواجهة التنظيمات الإجرامية الإرهابية وحماية الشعب من جرائمها سيجعل الشعب بكل مكوناته ما بين مؤيد ومناصر للثورة أو متعاطفٍ معها او صامتاً يرى انه لا ناقة له فيها ولا جمل أو معادي منطلق من عقدة عاطفية او لمصلحة مادية وتجاربهم السابقة أثبتت أنهم هم الطرف الخاسر والفاشل سياسيا وعسكريا وامنيا واجتماعيا في مواجهة ثورة تقودها اكبر مكونات الشعب اليمني .
يقول الله تعالى مشخصا وملخصا لمثل هذا المشهد والواقع في سنن وقوانين كونية بقوله تعالى :فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس يمكث في الأرض) وقوله تعالى (مثل كلمة طبية كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار )
الآيات السابقة معناها واضح ومقصد الله فيه واضح كل ما أريد توصيله ان الله تعالى لم يقولها تحاملا او نكاية على احد فالله سبحانه تعالى لا يتخذ مواقف شخصية ضد احد و إنما هو يحكي عن سنن وقوانين ونتائج لكل طريق بقانون واحد نوع السلوك واتجاه الطريق يحدد النتيجة النهائية.
وبالنسبة لتدخل الله تعالى هو معطى حاسم ضمن المعادلة دائما الطرف الذي لا يعمل حسابه في كل مواجهة يخسر ويفشل يقول الله تعالى: فاتاهم الله من حيث لم يحتسبوا ) صدق الله العظيم |