shopify site analytics
القدوة يكتب: ::شرعنة الاستيطان والتهجير وشطب الحقوق الفلسطينية - حرب الإبادة في غزة ومخطط ضم الضفة الغربية - إنهيار خدمات الاتصالات والانترنت بعدن - تّعلم الشباب اكتسابهم مهارات وانتقالهم إلى العمل اللائق - اللوزي يكتب: تمرئيات اللامرئي - الخميسي يكتب: حين تمطر الروح ضوءاً..ونبلاً ! - رئيس جامعة إب يتفقد سير الأداء عقب إجازة عيد الأضحى المبارك - استمرار المجازر بغزه - تعلن جامعة ذمار عن بدء عملية استكمال إجراءات الطلبة المقبولين - رئيس الجامعة يزور نيابة شؤون الطلاب ويطلع على سير عملية التنسيق -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - يمنح الله الإنسان العديد من النعم، ولعل من أهمها نعمة البنين، التي يسيء إليها البعض ويشوه جمالها ولا يستطيع التعامل معها. من الناس من يمنحهم الله طفلا وحيدا يعطيه كل الحنان والرعاية، ومنهم من يمنحهم الله أكثر من طفل.

السبت, 10-يوليو-2010
صنعاء نيوز عدن: رندى باعشن -


يمنح الله الإنسان العديد من النعم، ولعل من أهمها نعمة البنين، التي يسيء إليها البعض ويشوه جمالها ولا يستطيع التعامل معها. من الناس من يمنحهم الله طفلا وحيدا يعطيه كل الحنان والرعاية، ومنهم من يمنحهم الله أكثر من طفل. وكما يأمر الله بطاعة الوالدين يأمر بمعاملة الأبناء معاملة حسنة وسوية معتدلة بينهم بدون تفرقة، فالتفرقة بين الأبناء من الأساليب التربوية الخاطئة التي يكون لها آثار وعواقب خطيرة على نفسية الأبناء، وتولد الكراهية بينهم وينتج عنها أبناء غير أسوياء.
إن التفرقة في المعاملة بين الأطفال في الأسرة، سواء من جانب الأب أو الأم أو كليهما، يترتب عليها تكوين شخصية حقودة مملوءة بالغيرة، فضلاً عما يتكون لدى الابن المميز في الأسرة والذي يحظى بالاهتمام الأكبر عدد من الصفات السلبية، أبرزها الأنانية والرغبة في الحصول على ما في يد الغير وكثرة الطلبات التي لا تنتهي مع عدم الاكتراث بالآخرين أو مراعاة مشاعرهم‏.



لماذا المقارنة؟
إن الطبيعة البشرية تحتم على الإنسان أن يرى دائما غيره وما يمكن أن يصل إليه وما هو قادر على فعله، والإخوة أيضا فيما بينهم يدخلون ضمن هذا الإطار، وهذه المقارنة بكل ما يملك أحدهم من صفات عقلية أو عضلية أو شكلية.
وهنا يبدأ دور الوالدين واللذين يجب عليهما ألا يتركا أي مجال لهذه المقارنة التي حتما ستؤذي واحدا منهما أو كليهما.
وهكذا يجب عدم المقارنة في الذكاء والقدرات العقلية. ومن صورها: انظروا إلى أخيكم إنه متفوق دائماً وذكي... وهنا يشعر الإخوة الآخرون بالإحباط والغيرة من أخيهم.
ويجب أيضاً عدم المقارنة في الجمال بين الفتيات، فمجرد الثناء على جمال فتاة بحضور أخت لها يسبب صدمة للأخت الأقل جمالا، ويولد لديها انكسارا كبيرا وعدم ثقة في النفس.



ما الفرق بيننا؟
"شهد" (موظفة) تقول: "كانت أمي رحمها الله تفرق بيني وبين أختي الكبرى كثيراً، في كل شيء، في المال والطعام واللبس... والأهم في الحب والاهتمام، وهذا أكثر ما كان يؤلمني. لم أكن أعلم السبب الحقيقي وراء تلك المعاملة، برغم أنها كانت تحاول جاهدة ألا تظهر هذه التفرقة أمام الناس وأمام أبي؛ لكنها كانت تفشل. نشأت وأنا أكره أختي كثيرا، فلم أكن أعلم بماذا تزيد عني، لا بالجمال ولا بالذكاء ولا بالطاعة، وحتى إن كانت أفضل مني فهذا لا يعطي أمي الحق بأن تزرع بنفسي الحقد والشعور بالنقص بهذا الشكل".
وتضيف: "بعد أن تخرجت في الجامعة ورزقني الله الزوج الصالح ابتعدت عنهم قليلا. وبعد موت أمي ابتعدت عن أختي كثيرا ولم أعد أراها إلا مرة أو مرتين في السنة، وأظل أسأل نفسي: هل هي السبب أم أمي أم أنا؟! وعاهدت نفسي ألا أكرر خطأ أمي وألا أفرق بين أبنائي أبدا مهما كانت الفروق الفردية بينهم".



من المسؤول؟
هناك آباء يعتقدون أن المسؤول الأكبر عن التمييز بين الأبناء هم الأبناء أنفسهم، وذلك راجع إلى أن بعض الأبناء يكونون مطيعين وأذكياء على خلاف البعض الآخر من الأبناء، وبعضهم يتصرفون بقلة احترام وأدب لذلك فإن الوالدين يبتعدان عن المساواة دون قصد أحيانا، سواء في الإنفاق أو العطف. فمن المسؤول؟




الآباء هم المسؤولون
يرى الدكتور وحيد محمد سليمان، الأستاذ المشارك بقسم علم النفس جامعة عدن، أن التفرقة بين الأبناء هي أحد أساليب التربية الخاطئة التي ينتهجها الوالدان أو القائمون على التربية؛ وذلك لأن هذا الأسلوب يترك آثارا نفسية بعيدة وقريبة المدى على نفسية الأطفال، فحين يشعر الطفل أنه غير محبوب ويشعر بالتمييز بينه وبين أخيه يتشكل لديه نوع من عدم الثقة بنفسه وتهتز شخصيته، والأهم أنه يتولد لديه الحقد والحسد والكراهية تجاه إخوته وتجاه الآخرين كنتيجة لهذه المعاملة.
ومن الجانب الآخر، فإن الأطفال المميزين لدى الوالدين والذي يتلقون رعاية وحب ودلال زائد يشعرون بأن طلباتهم مجابة ويريدون الكل يستجيب لرغباتهم ولا يعتمدون على أنفسهم، نجدهم اتكاليين معتمدين على الغير، ويكون الأثر الأكبر في المستقبل حين يخرجون للحياة، فهم لا يستطيعون الاستمرار دون مساعدة الغير، وحين لا يجدون من يعتمدون عليه يؤذي بهم ذلك إلى صدمات وإحباط.
وأضاف: "من يشعرون بالتمييز يتسمون بالتمرد مع آبائهم وعدم الطاعة وحتى الكراهية وعدم إحساس بالمسؤولية. ومع أطفالهم، فمنهم من يحاول بقدر الإمكان الابتعاد عن أساليب والديه في التربية ويخرج من دائرة التربية الخاطئة. لكن البعض يتسم بالعكس ويكرر المأساة من جديد مع أطفاله ولا يخرج من الدائرة التقليدية. بعض الأسر يرون أساليبهم التربوية صحيحة وليست خاطئة، ويكونون مقتنعين بذلك؛ وذلك لأنهم اكتسبوا هذا الأسلوب من ذويهم دون الشعور بخطورة هذا الأمر"، مشيرا إلى أن من يرون أن أطفالهم هم السبب خاطئون؛ لأن الطفل كما قال جان جاك روسو يولد وعقله مثل الصفحة البيضاء والوالدان يشكلان شخصيته مع البيئة، وليس للطفل أي علاقة بذلك، فالبيئة وبعض الخصائص الوراثية هي السبب. إذن الوالدان مسؤولان مسؤولية كاملة عن سلوك أطفالهم.
قال صلى الله عليه وسلم: "ال مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه".




الطفل المعاق أو المريض
ويشير الدكتور وحيد إلى أن بعض الأسر لديها طفل معاق أو مريض يحتاج إلى عناية خاصة، لذلك على الوالدين أن يستوعبا أساليب ومبادئ وخصائص تربية الأطفال المعاقين، بحيث لا يضرون الأطفال الآخرين في الأسرة ولا يعطون اهتماما زائدا عن الحد للطفل المريض أو المعاق وينسون الطفل السوي، فلا بد أن يكون هناك نوع من التساوي في التربية.




أخي المريض
(م. ز) طالبة جامعية، تحدثت عن قصتها مع والديها وأخيها الصغير الذي تجده يستأثر بكل الحب والاهتمام من والديها. تقول: "منذ أن كنا طفلين أنا وأخي وأنا أشعر أن أبي وأمي يميزان أخي كثيرا ويدللانه بشكل كبير ولا أقول إني كنت مهملة تماما؛ لكني لم أكن أجد نصف اهتمامهما به. كانا يظنان أنهما أن أعطياني المال فهذا يكفيني ويبعد عنهما ذنبهما بالتفرقة بيني وبين أخي. وحين كبرت قليلاً اكتشفت أن أخي مريض بالقلب، وهذا سبب اهتمامهما الزائد به. وبالرغم من ذلك لم أستطع مسامحتهما على تلك المعاملة التي جعلتني لسنوات أفكر أسوأ أنواع التفكير حتى أني اعتقدت أني لست ابنتهما".
وتضيف: "لا أكره أخي، بل أشفق عليه، وأتمنى له الشفاء بعد كل صلاة. ولا أحمله الذنب، بل أحمل أهلي الذين لم يستطيعوا التعامل معنا، فقد اهتموا بأخي بشكل مفرط جعله يتذكر أنه مريض بكل لحظة. وأهملوني لدرجة أنهم لا يعلمون إن كنت بالمنزل أم لا. أعلم أن العديد مثلي عانوا من مشاكل التفرقة بينهم وبين إخوانهم، وقد أكون محظوظة نسبيا، فلي عائلة كبيرة حاولت جاهدة أن تخفف علي الأمر. وكنت أسمع جدتي دائما تنصح أمي بألا تفرق بهذا الشكل بيني وبين أخي، إلا أن أمي دائما كانت تجيب الله يرزقها الصحة: لكن أخاها بحاجة لي أكثر. وكنت أقول لنفسي: هل يجب أن أمرض أو أن أصاب بمكروه حتى أشعر بحبهم ويشعروا بي!؟".


لسياسية
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)