صنعاء نيوز/بقلم / محمد العزيزي -



من منطق متعجرف منتش وكبر مخطوم بالمال والثروة ؛ ويعتقد انه المنتصر والقوي لكل ما يقدم عليه ؛ ومن هذا المنطق الأخرق أعلنت دول التحالف بقيادة السعودية الجمعة الماضية هدنة إنسانية في اليمن ؛ لتحسين صورتها أمام العالم والمنظمات الحقوقية الدولية ؛ وهربا من الضغوط التي تمارسها كثير من دول العالم والمنظمات الدولية الحقوقية ؛ بعد أن ارتكبت جرائم لا تعد ولا تحصى ..
منذ ليلة 26 من شهر مارس الماضي أعلن العدوان السعودي الحرب على البلاد دون سابق إنذار أو مبرر دفعه إلى اتخاذ قرار العدوان ؛ وتحدث سفيرها من واشنطن حينها عن بنك من الأهداف ؛ وهذا يعني أن المملكة السعودية هي وحدها من أعلنت الحرب من طرف واحد وتدخلت في شؤون اليمن .
لم يقف العدوان عند هذا الحد بل مارس حصاراً قاتلاً ومميتاً على الشعب اليمني براً وبحراً وجواً؛ تحت ذريعة قطع الإمدادات على الحوثي واللجان الشعبية والجيش ؛ ومنع إيران من تقديم السلاح للحوثي حسبما أعلنته السعودية ؛ وبعد أن استنفدت الشقيقة والجارة بنك أهدافها وأعلنت أنها حققت 80% من تلك الأهداف وأنها بتلك النتيجة أوقفت عدوانها وعملياتها العسكرية على المدن والمحافظات اليمنية ؛ وأطلقت عملية الأمل لتقديم الإغاثة الإنسانية للمواطنين والنازحين .. ما هي إلا ساعات وتتراجع السعودية عما أعلنته وتعود من جديد لتبدأ قصفها وعملياتها وقتلها للأطفال والنساء والعجزة ؛ وتدمر كل البنى التحتية ومنازل المواطنين والمساجد والمستشفيات والطرق والجسور وعبارات السيول ومحطات الوقود وناقلات الغاز والقمح والملاعب والحدائق والجبال والشجر والحجر .
بالأمس أعلن الجبير _ وهو نفسه من أعلن الحرب على اليمن من واشنطن _ أن بلاده تعلن هدنة إنسانية لمدة خمسة أيام لإتاحة الفرصة أمام العالم والمنظمات الإنسانية لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني ؛ ثم يعود وزير الخارجية ليتحدث عن أن الهدنة مشروطة "إما هدنة في كل اليمن أو لا هدنة " . لم تمض سوى ساعات ليعلن العدوان السعودي محافظة صعدة منطقة عسكرية وطالبوا المواطنين بمغادرة منازلهم ؛ وباشرت عدوانها باستهداف كل شيء في صعدة .
عطفا على ما سبق وبناء على هذه التناقضات والمعطيات والتخبط الذي وصلت إليه السعودية؛ يخطر على بال أي شخص هذا السؤال الذي أود طرحه.. هذه الهدنة بين من ومن !؟ لا أعتقد أن هناك طرفاً آخر دخل الحرب التي شنتها السعودية على اليمن سوى هي ؛ بحيث يوافق الطرفان على قبول أو رفض هذه الهدنة ؛ فهل السعودية أعلنت الهدنة لنفسها ؟ .