صنعاء نيوز/بقلم / عمار مرشد -
إن المـلوك إذا دخلوا بلـدة أفسـدوها, هـذا هو ديدن الملك والملوك عـبر العصور بشهادة القرآن الكريم.. لعنـة الجغـرافيـة ربمـا هـي أحـد أهـم العوامل التي لا تزال تضع اليمن واليمنيين تحت المجهر الإقليمي والسعودي تحديداً فموقع اليمن الجيوستراتيجي المجاور للسعودية والمطل على بحرين والمتحكم افتراضياً وإداريا على ممـر بـاب المندب.. كـل هــذه العـوامل تجعل المملكة السعودية ترغب بجعل اليمن تحت السيطرة وأن يظل ضعيفا وأن لا يشب عن الطوق.
العـدوان الغشـوم الغاشم وغـير المـبرر يستهدف كل شيء في اليمـن لم يكتف باستهداف الحجر والشجر بل نـراه يريد قتـل وابادة كل ما يتنفس في اليمن.. في حالة حقد أسـود هـي الأولى على مستوى التاريخ الإنساني حيث أن العدوان السعودي وتحت شعار إرجـاع الشرعية لهادي يضع اليمنيين جميعاً في منطقة استهداف فلا يسمح بدخول ولا بخروج شـيء حتى شـربة المـاء والغـذاء والدواء.. يغطون حربهم بشعار شرعية هادي يكسبونه كشخص ويخـسرون اليمن كشعب وهـذه أحـد الخسـائر الاستراتيجية والتي سيتضح في السنوات القادمة وهو ما ينبغي أن لا يتناسوه..اليمنيون يقتلون ومن لـم يمت بالقصف يموت بالحصار, الموت في كـل مكان على امتداد رقعة اليمن الجغرافية ..كـارثـة الـدمار تقـتـل كـل شيء الأصحاء والمرضى الكبار والصغار النساء والرجال، المدن تُوأد بكـل ما فيـها حـرب من الـداخـل وحـرب من الخــارج.
في ظــل هــذا الوضع الكـارثي الذي سببته المملكة السعودية لليمن ولليمنيين جميعهم بشمالهم وجنوبهم زيديهم وشافعيهم كبيرهم وصغيرهم ولـم تستثن أحداً.. اليمنيون لم يعودوا يستطيعون حتى مجـرد الصراخ.. يا لها من لعنات ستظل تطارد كل من أشعل الحرب ومن يحاصر ملايين البشر ويجعلهم لا يستطيعون حتى مجـرد الحـركــة.
فـي خضم هـذا كلـه يقـارن اليمنيون بين موقف العربية السعودية التي بخلت أن تعطيهم ثمانية مليارات كانت التزمت بها في مؤتمرات أصدقـاء اليمن في لندن وفي الرياض،مليارات ثمانيـة كـانت كفيلـة بمسـاعـدة اليمن علـى تجـاوز الوضع الاقتصادي الحرج الذي كانت تمر به ..يقارنون بين ذلك الموقف وبين موقفها اليوم وهي تلقي عليهم الصواريخ والقذائف بمئات المليارات لا لشيء إلا فقط لقتلهم تنفق مئات المليارات لإنشاء تحالف قتل إقليمي وعالـمي تشتري الصمت العالمي لقتل اليمنيين وفرض حصار مميت لإبادة مدن بأكملها.
وللعلم وليسجل التاريخ أن كلاً من اليمنيين الذين يظهرون على قناتي العربية والعربية الحدث داعمين للعدوان ومؤيدين لقتـل شعبهم يحصلون على مئتي دولار في كل اطلالة وتصريح يدلون به وبعضهم يطل عبر الشاشة لأكثر من ثلاث مرات في اليوم الواحد باعوا أنفسهم.. يُنظرون بأنانية مفـرطة لأن استمرار الحرب يعني استمرار ظهورهم في القنوات يعني استمرار حصولهم على الدولار..اللعنة على من يترزق من تجميل صورة القتل والدماء..
ختـام:
.. امـرأة دخلت النار بسبب قطة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي أطلقتها.. فما با لكم بمن يحاصر شعباً، بمن يحاصر خمسة وعشرين مليون إنسان، يحاصره براً وبحراً ويقصفه جواً.. يحاصره في المطعم والمأكل والمشرب ويدمر المدن ويمنع الناس حتى من حرية الحركة وفرصة الهرب للنجاة بأرواحهم.. تحضرني هذه المقارنة بين تلك العجوز التي حبست القطة وبين ما يقوم به عجائز المملكة وحكامها الجدد ضد الشعب اليمني من جرائم إبادة.. تحضرني هذه المقارنة وأنا استذكر بأن الله لا يرضى بالظلم.. الرحمة للشهداء والنصر لليمن.
* أمين عام حزب الحرية التنموي. |