صنعاء نيوز تحقيق / أسماء حيدر البزاز - مسلسلات العنف ومشاهد الدمار .. صناعة لشخصية منحرفة
مراقبون : غابت الأعمال الفنية الناجحة باكتساح الثقافات الدخيلة لطمس الهوية العربية
اكتظت القنوات الفضائية بعرض المسلسلات المدبلجة على مختلف ألوانها التركية والهندية والمكسيكية وآخرها اليابانية والتي استحوذت على عقول الشباب في متابعتها لساعات طويلة , وبما تحمله من ثقافات وأفكار بعيدة كل البعد عن منهجنا القويم , بصورة ظاهرها السلام والحب الطاهر وإعلاء القيم وباطنها فتك القيم النبيلة وانحراف المبادئ وطمس هويتهم العربية الاسلامية , تداعيات وآثار وأخطار هذه الظاهرة نبينها في زمام التحقيق الآتي :
فتحنا باب النقاش حول آثار تلك المسلسلات مع العديد من الأسر , والتي أبدت استيائها وخوفها على أبنائها من دخائل ثقافات تلك المسلسلات , حيث يفيدنا محمد جمال – موظف – بالقول : للأسف الشديد لقد سلبت تلك المسلسلات الهابطة عقول أبنائنا وشبابنا فبعد أن ينتهوا من متابعة المسلسل التركي يبحثون عن الهندي وهكذا طيلة ليلهم , حاولت نصح أبنائي وبناتي مرارا ولكن لا مجيب , وإن منعت عنهم التلفاز فمقاهي الانترنت لا تقصر !!
خلافات عائلية
ولا يختلف عن معاناته أسامة عزالدين – أعمال حرة , غير أنه يشتكي من زوجته والتي - كما يقول – تقضي نهارها وليلها أمام مشاهدة تلك المسلسلات والتي تبثها قنوات الـ(mbc) على وجه الخصوص , فلم تعد تعني لواجباتها المنزلية بالا , وكل همها اليوم الحلقة الأخيرة من هذا المسلسل وغدا الحلقة الأولى من ذاك , وإن عاتبتها تقول : ( أحمد الله إني صابرة عليك طيلة هذه المدة , تابع معي هذه المسلسلات لتعرف كيف يتعامل الأزواج مع زوجاتهم , ومعنى التضحية والوفاء أما حياتي معك فهي تحصيل حاصل !! ).
مضيفا : ولهذا كم من مشاكل بيني وبينها من تحت هذه المسلسلات التي جعلتها متمردة على واقعها وعلى أوامري , لدرجة إني خيرتها بيني وبين تلك المسلسلات إلا إنها عادت إلى صوابها وعزفت عن متابعتها وعرفت بعد ذلك ما لها وما عليها !!
اهتمامات الشباب
طالبات الجامعة يبررن سبب متابعتهن لتلك المسلسلات والتي وصلت عند البعض لحد الإدمان بما تحمله من معان رومانسية بالإضافة إلى إعجابهن بالأزياء التي ترتديها الممثلات وأجواء المغامرة التي تجرها مشاهد وأحداث المسلسل بالإضافة إلى الجمال والثقة بالنفس .
بينما تستحوذ مشاهد العنف والقتال على اهتمام الشباب ويرون فيها تفريغ لطاقاتهم وهروبا من واقعهم إلى واقع الوهم والخيال
85 مليوناً !!
بحسب الدراسات الإحصائية بلغ عدد مشاهدي المسلسلات التركية المدبلجة 85 مليون مشاهد عربي ممن تجاوزت أعمارهم 15 عاماً بينهم نحو 50 مليوناً من الإناث أي ما يعادل أكثر من نصف عدد النساء العربيات البالغات محققاً نسبة مشاهدة تفوق أي عمل درامي عرض على شاشات التلفزيون في العالم العربي خلال السنوات الماضية.
فيما أكد الباحثون على ضرورة وجود رقابة فكرية لما يعرض من برامج على شاشات القنوات الفضائية التي تستقطب المشاهد العربي، وفي مقدمتها المسلسلات المدبلجة كونها تحتوي في مضمونها أفكارا تناقض واقعنا العربي والإسلامي , موضحين : بأن اللغة هي لسان الفكر ، وبما أن اللغة العربية الفصحى هي لغة عالمية فلا بد أن تكون هي اللسان الناطق لهذه المسلسلات، لاسيما وأن هنالك الكثير ممن اعتبروا أن أحد أهم أسباب نجاح المسلسلات التركية ، هي الدبلجة باللهجة السورية المحكية. والتي تحمل الكثير من المصطلحات التي لو عدنا إلى جذورها لوجدناها غير عربية الأصل ، وهذا يشكل خطراً على اللغة العربية الفصحى.
مكامن الانحراف
ومن الزاوية الدينية يقول العلامة الدكتور فيصل الحبيلي : لقد تفنّن أعداؤنا في اختراع وسائل إشاعة المنكرات ، حتى علّموا فئاتٍ من المسلمين كيف يقدمونها لإخوانهم ، فكفوهم مؤنة الإفساد ، فيالها من غيلة وخديعة ، وسموها باسم الحرية ، أو باسم التقدم ، أو باسم الاطلاع والثقافة ، أو باسم الفن ، سمّها ما شئت غير أنها في النهاية تحويل للعقول البشرية إلى كل عمل دنيء ، فماذا بقي بعد أن تنشر الرذيلة على أنها فضيلة ، وتذاع الفضائح على أنها نصائح ، وتُظهر الشقاوة على أنها سعادة ، والانحراف على أنه إبداعٌ واحتراف !!
هراء مبثوث
موضحا : بأن البوابة في ذلك كله هي المرأة التي خرجت من خلال المسلسل أو الفلم بأنها الفتاة الحسناء والمعشوقة التي تتهافت عليها عقول الرجال ، وفي المقابل كذلك: الرجل الوسيم الذي تلاحقه النساء ، ليمثل كل منهما للآخر قصة حب مفعمة بالغرام والصدق والأمانة !! ولكن حقيقتها الخيانة لله ولرسوله.
متسائلا : إن العجب ممن هاموا في هذا الهراء المبثوث على شاشات الفضائيات كيف تعلقت به أحلامهم ، وكيف شغفت به أفئدتهم ، وكيف شغلوا به ليلهم ونهارهم ، وانظر إليهم كيف شقوا به نظرًا وسمعًا وبالاً ، حققوا بذلك نجاحًا كبيرًا ونصرًا مؤزراً ولكن لمن؟! لأعداء الإسلام.
وقال : إن لهذه المسلسلات تداعياتها بكونها تفرق الشمل وتسبب الانحلال الأخلاقي ، وتسقط الزوج من عيني زوجته ، والزوجة من عيني زوجها ، حين يلتفت كل منهما إلى أصنام المسلسلات الهابطة ، وشخوصها الذين عُرف تاريخهم بالأعمال الهابطة ، ليجعلوهم لهم قدواتٍ ومضرب مثل !!
خاتما حديثه بقوله تعالى : ( أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ أَوَ أمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ أ فأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يأمن مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ) . |