صنعاء نيوز بقلم / عبدالسلام الحربي - رهانات خاسرة.. وحوارات فاشلة
* إلى متى أيها الساسة الأجلاء الرهان على اليمن والشعب, وإلى متى سيظل اليمن والشعب يعاني من خلافاتكم على حساب وطن وشعب قوامه 25 مليون نسمة يريد أن يعيش, وإلى متى سنظل نعاني من وجود حياة يمنية يسودها حياة الكرماء وعيشة الأمناء وقوت السعداء من خيرات وطن يزخر بكل مقومات العطاء والجود تعفيناً من السؤال وتكفينا من الاحتياج للغير.. من أرض حباها المولى عن غيرها.. وإيمان وحكمة الشعب وصفه عن غيره أرضا وإنسانا أفضل خلق الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
* إلى متى سنظل نحن أبناء الشعب اليمني العظيم نتحارب في ما بيننا ونوجه سلاحنا ضد الآخر.. وإلى متى نضرب مصالحنا ومرافقنا العامة بأنفسنا من أجل ارضاء حزب ما.. أو سياسي ما.. أو قائد ما.. لحسابات ما.. تصفى من حياتنا وأمننا واستقرارنا واقتصادنا وأوضاعنا الصعبة الراهنة التي لا تسر أحدا من أبناء شعبنا.. بل تسر الاعداء في الخارج وعملاء الوطن في الداخل.
* لماذا كل هذه الرهانات الخاسرة من أحزابنا وساستنا وقاداتنا من أجل الوطن ولماذا حواراتنا الفاشلة من دون نتائج مفيدة لليمن واليمنيين تمنع التوافق وتزيد من الاحتقان وتشغل لهيب النار بين أبناء المجتمع الواحد.. جعلت الخارج يتكالب علينا ويسخر من اختلافاتنا ويقلل من قيمنا وحكمتنا وأصالتنا وعروبتنا الأفضل تاريخا والأعرق إسلاما والأكثر شهامة وضيافة منذ القدم وحتى اليوم.
* إن رهانات الأحزاب وقاداتها وتآمر العملاء وخيانتهم وفشل الحوارات وأطرافها وتخاذل الدولة ووزرائها وتقاعس النواب ومجالس الشورى وأعضائها عن واجباتهم الوطنية وأماناتهم الانسانية عن أداء الواجب ونصيحة المخرب ولعنة المتفرج على وطن تتلاطمه الامواج من الداخل والخارج وشعب يربط حجارة على بطون جائعة ومنازل فارغة من البر والسكر والشرب والمأكل ظلام دامس ووجه عابس أثقله الظلام وأثخنته المآسي والآلام.. قتل بالآلاف أشلاء هنا وهناك بيوت تقصف من صواريخ العدوان ورشاشات الاخوان وجماعات الدواعش من نيران يمنية يمنية في الحقيقة وطائرات تحالف عربية عربية.. لا ندري لماذا هل نحن وطن محتل وشعب مغتصب لجزء عربي كما يفعل الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين عام 1948م أم أننا أمة العروبة والاسلام.. شعب السلام والمحبة لم نعتد على أحد ولا نتكبر على أحد من حولنا لغتنا عربية وديننا الاسلام وقبلتنا البيت الحرام وكتابنا القرآن والسنة ورسولنا محمد كسائر المسلمين عامة.
* بل لأننا شعب بلا دولة وقيادات بلا أمانة.. وأحزاب بلا وطنية وساسة بلا ضمير وشعب بلا تفكير لا يفرق بين الحق والباطل وبين العميل والخائن من رؤساء وقادة وشخصيات اجتماعية اعتبارية وقبلية عسكرية ومدنية من منهم من الوطن والشعب ومن منهم مع الفوضى والعنف.. ومن منهم مع اليمن وأبنائها وضد الأحداث وتداعياتها وضد الحروب وتجارها.. يقولون كلمة حق في وجه سلطان جائر.. لا يخافون في الله لومة لائم في من يخون اليمن ويبيع شعبا بدراهم معدودات سواء من الداخل أو الخارج.
* إن مشكلتنا نحن اليمنيين تكمن في عدم توحدنا في المواقف وتنازلاتنا من أجل اليمن.. واحترام الرأي والقبول بالآخر.. قيادات وأحزاب .. أفراد وجماعات.. شعارنا جميعاً الوطن أغلى وكرامتنا هي وجودنا.. لا نسمح المساس بها مهما كان حجم الخيانة ومبالغ النقد أو من يدفع أكثر من أجل خراب الوطن وتدمير إمكانياته ومقدراته التي هي ملك كل الشعب.. لأن الإضرار لنا أبناء الشعب وتدميرها هو تدمير للحياة اليمنية كلها في الحاضر والمستقبل.
* فلماذا لم نكن إخوة نعيش في أجواء المحبة والوئام نطوي صفحات الماضي وننظر إلى الغد الأفضل في الوطن والمستقبل المشرق أمنا واستقراراً واقتصاداً ونهوض وتطور في كل المجالات.. ونعمل على إنجاح حواراتنا ومؤتمراتنا حول ما يهم الوطن.. ونقف صفاً واحداً أمام العراقيل والرهانات على حساب الوطن وشعبه.. وننهي خلافاتنا الداخلية ومسمياتها المستوردة من الخارج.. ونتجه نحو العدو الخارجي والعدوان السعودي الأمريكي على بلادنا منذ ما يزيد عن ستين يوماً قضى على كل مقدرات بلادنا في كل أرض اليمن.. ونحن نراهن على المزيد ونراوح في مكاننا.. بين معارض ومؤيد.. للعدوان وتحالفاته.. ونحن نختلف في مواقفنا الرافضة للمخارج والحلول لإنقاذ بلادنا وشعبنا من هذا العدوان الذي يستغل رهانات الأحزاب وأطراف العمل السياسي في وحشية القصف والدمار والقتل العبثية في كل مكان من أرض اليمن.. وساسة الأحزاب وأطراف الحوار لا يزالون ينتظرون الأوامر في تحديد مكان الحوار.. بعد أن أفشلوه في صنعاء الأم.. واليوم لا شك أن الفشل وارد من قبل أطراف الحوار الوطني.. لكننا نزودهم بالدماء على الاتفاق.. لأن الصبر قد طال.. والشعب قد تقطعت به السبل في كل الاتجاهات.. لكننا نتمنى لهم الاتفاق لإنهاء العدوان وتجاوز الأحداث الداخلية والظروف اليمنية الصعبة التي تمر بها بلادنا وأبناء شعبنا اليمني |