صنعاء نيوز/الدكتور عادل عامر - أن هناك تغييرا في تكتيك الجماعة الآن، بدأت استبدال الحشد والتظاهر باستخدام العنف، فلم نجد في الذكرى الثانية لثورة 30 يونيو سوى بعض المظاهرات الضعيفة في المطرية، ولكن شهد اليوم بعض العمليات الإرهابية، كما سبقه بيوم اغتيال النائب العام ، وهو ما يؤكد أن التنظيم بدأ في استخدام العمليات النوعية في محاولة منه للعودة للحياة السياسية.من بعد فشلت جماعة الإخوان الإرهابية في الحشد لتظاهرات في الشوارع في ذكرى ثورة 30 يونيو التي أسقطت نظام الإخوان، بعدما ملأت الدنيا ضجيجاً عن مسيرات حاشدة بالمحافظات، في الذكرى الثانية لـ 30 يونيو.من بعد إن تعرضت مدن مصرية عدة لأكثر من 17 تفجيرا في الذكرى الثانية لثورة 30 يونيو، راح ضحيتها عدد من المدنيين والإرهابيين، وذلك بعد يوم واحد من جريمة اغتيال النائب العام في تفجير كبير لسيارته بحي مصر الجديدة في القاهرة. . وبرغم التهديدات المسبقة، التي انتشرت قبل أيام عبر الصفحات الإلكترونية التابعة للجماعات المتشددة، بتنفيذ عمليات اغتيال لشخصيات كبيرة في ذكرى «ثورة 30 يونيو»، وبالرغم من أن النائب العام هو من أكثر الشخصيات التي تعد مستهدفة من قبل عصابات الإرهاب، إلا أن الجريمة التي كان يجب توقعها وتفاديها نفذت بالفعل، وأودت بحياة أحد أبرز رموز الدولة المصرية. العملية تعد تطورا نوعيا في المواجهة بين الدولة المصرية والعصابات المتشددة. وبرغم الملاحقة الأمنية الممتدة لجماعة «الإخوان المسلمين» الإرهابية وأخواتها، والتي أسفرت عن سقوط مئات القتلى وآلاف المعتقلين، فإن عملية اغتيال النائب العام المصري كشفت عن امتلاك تلك الجماعات قدرات غير متوقعة.
ولعل تفخيخ سيارة في العاصمة المصرية وتحديد مكان الهدف ومسار موكبه، والتغلب على وجوده في سيارة مصفحة ووجود حراسة محيطة به، كلها أمور تختلف بشكل حاسم عن تفجير برج كهرباء في مكان ناء أو ترك عبوة بدائية على قارعة الطريق. هذا المستوى في العمليات الإرهابية بما يمثله من تحدّ لأجهزة الأمن، بتطابقه مع كل التوقعات للزمان والمكان والشخص المستهدف، لم يحدث من قبل سوى في سيناء التي تتمتع فيها الجماعات المتطرفة بمزايا عدّة لا تتوافر في قلب العاصمة المصرية من يعيش في الواقع المصري يشعر بأن الهدف هو الحفاظ على وحدة وتماسك الدولة في ظل ما يحدث من توترات وتهديدات في المنطقة. الجميع يشعر أن مصر مستهدفة. وبالتالي السلطة نجحت في تفويت الفرصة على كل المؤامرات الهادفة إلى تفكيك الدولة مثلما حدث في بعض الدول العربية. ورغم التحديات هناك تفاؤل وحصلت طفرة على الصعيد الاقتصادي وخاصة بعد المؤتمر الاقتصادي وافتتاح قناة السويس. . وتشهد مصر منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي في 3 يوليو 2013 حالة من عدم الاستقرار الأمني، ووقعت الكثير من المواجهات الدامية بين قوات الجيش والشرطة من جانب وأنصار جماعة الإخوان المسلمين والجماعات المتحالفة من جانب أخر، خاصة في سيناء التي تشهد نشاطا مكثفا لتنظيم أنصار بيت المقدس إن التنظيم الدولي للجماعة يرصد 16 مليون دولار، التي تم منحها للتنظيم من دولة قطر، وذلك لدعم العمليات الإرهابية في مصر، والعمل على نشر الفوضى والعنف في ذكرى 30 يونيو، واستغلال بعض العناصر الجنائية للاعتداء على مؤسسات الدولة في ذكرى هذا اليوم".منذ خروج الشعب ثائرا عليهم منذ 30 يونيو ولم يشعر الشارع المصري بأي ثقة أو حب تجاه هؤلاء الناس ومازال عنف الإخوان يتزايد وينمو وينتشر في ظاهره مستفزه وغريبة وغبية ويظل الإخوان على عنادهم وتكبرهم وغطرستهم وكبريائهم الاعمه من قتل وتخريب وكأن شعب مصر شعب كافر ويستحق القتل والتخريب والحرق …كثيرا من الشهداء من خيرات أبناء البلد وشبابها سقط قتلا وجرحا وكل جريمتهم الدفاع عن أعرضنا … كثيرا من شهداء الشرطة والجيش سقط وكل جريمتهم أنهم يعشقون تراب هذا الوطن ولا يزال هؤلاء القلة المنحرفة تعيث في الأرض فساد من قتل وتخريب ودمار واستباحوا الدماء واستباحوا الإعراض وحلل كل شيء لصالح قضيتهم الفاشلة ويظل الجيش والشرطة صامدون في همه وعزيمة يتصدون لهم دفاعا عن هذه الأرض فأعتقد أنهم مازالوا مقتنعون أنهم أصحاب حق بسفك الدماء والقتل والحرق والتخريب والدمار ففي ذكرى ثورة 25 يناير أقولها لكل إرهابي لن تعود عقارب الساعة للوراء أو الخلف ولن تستطع أن تحكمونا بالبلطجة والقتل والتخريب والدمار وعدم شعورنا بالأمان …..كل عام وجميع المصريين بخير بمناسبة ذكرى 25 يناير ثوره على الإخوان وثوره على نظام فساد ومرحبا بالحرية مهما كان الثمنو تحيا مصر برجاله وجيشها وشرطيتها وجميع مؤسساتها الوطنية بخير كل عام ونحن ننعم بمزيد من الحرية كل عام وهذا الوطن بخير وتحيى مصر.
وبخبث شديد، حاول عددا من قيادات التنظيم الارهابى، نشر أكذوبة اختفاء المرشد السابق مهدي عاكف من سجنه، في محاولة منهم لاستفزاز مشاعر الشباب، وكسب تعاطفهم مع الرجل التسعين الذي تم نقله من مستشفى المعادى العسكري إلى سجن طره بعد تماثله للشفاء، بينما حاول "الإخوان"، نشر الشائعة، وخلق مشاعر الغضب في نفوس مؤيديها وأعضاءها كنوع من الاستفزاز إلى النزول للشارع إثارة الفوضى مع ذكرى 30 يونيو
إن الهجوم الأخير جاء بعد يومين من عملية نوعية أسفرت عن مقتل النائب العام المصري هشام بركات بتفجير سيارة مفخخة أثناء مرور موكبه.إن قتل النائب العام بالعملية الخطيرة التي تعكس نقلة نوعية لنشاطات التنظيمات الإرهابية في الداخل المصري باستهداف كبار المسئولين. كان من المتوقع أن تتواصل العمليات الإرهابية، وفقا للخبراء المصريين ووسائل الإعلام، يوم 30 يونيو باعتباره الذكرى الثانية لما تطلق عليه القوات المسلحة ووسائل الإعلام المصرية "ثورة 30 يونيو".
إن التشريعات الحالية خاصة في ظل صدور ما يسمى قانون الكيانات الإرهابية كافية لمواجهة هذه الموجة من جانب الجماعات الإرهابية المتشددة ومنها جماعة الإخوان ، وإذا احتاج الآمر لأي تعديل في قانون الإجراءات الجنائية من الضروري مناقشتها بشكل موضوعي وغير متسرع من جانب أساتذة القانون ومنظمات حقوق الإنسان و نادي القضاء ونقابة المحامين والأحزاب والقوى السياسية ، وأن يكون هذه التعديلات في حالة التوافق عليها بشكل مؤقت في إطار مواجهة هذه الجرائم الإرهابية ، وألا يشمل ذلك كل الجرائم الأخرى .
فصحيح أن سياسة الاغتيالات السياسية كانت معتمدة في النصف الأول من القرن العشرين كإحدى وسائل المقاومة الوطنية، لكن الإخوان حين طبقوها انطلقوا من حسابات الجماعة العنصرية لا حسابات الجماعة الوطنية، فاغتيال النقراشي والخازندار كان لقرار حل الجماعة والقبض علي عدد من قياداتها وهم من هذا الباب كانوا يمارسون إرهابا لا كفاحا وطنيا شريفا. وفيما كانت بنادق "النظام الخاص" تحصد أرواح من وضعهم مؤسس الجماعة في خانة الأعداء كانت ماكينة الجماعة الإعلامية تتبرأ منهم بالقول: "ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين".
كاتب المقال
دكتور في الحقوق و خبيرفي القانون العام
ومدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية
عضو والخبير بالمعهد العربي الاوروبي للدراسات الاستراتيجية والسياسية بجامعة الدول العربية
|