صنعاء نيوز/بقلم / ابراهيم الحكيم -
العدوان السعودي ليس وليد شهر أو شهرين سابقة لشنه ولا دعماً لشرعية سلطة تعلم السعودية قبل غيرها أنها منتهية ومعدومة، ولا رداً على "تهديد حوثي"، ولا منعاً لـ "تمدد إيراني في اليمن" كما تزعم، بل مخطط له منذ أعوام وأهدافه كانت واضحة بمسار تدخلاتها السياسية وصارت بالعدوان أوضح للعيان وتؤكدها سياسة السعودية تجاه اليمن وما كشفه موقع وكليكس من وثائق وزارة خارجيتها.
وهذا ليس أول عدوان سعودي على اليمن بل سبق أن شنت السعودية ثلاث حروب على اليمن بدعم بريطاني وامريكي، خرجت منها بنهب أراض يمنية وتعزيز وصايتها وتوغلها في الشأن اليمني إداريا واقتصاديا وسياسيا، عبر تمكين أدواتها المشيخية القبلية والدينية والعسكرية والسياسية والتجارية،... الخ "اللجنة الخاصة" من ظلوا خادمين لمصالحها منافحين عنها على حساب مصالح اليمن وظهروا مؤيدين لعدوانها، ممن عاثوا باليمن فسادا وعطلوا اكتمال بناء دولته المدنية الناهضة والمنشودة من الجميع.
الآن أي تراجع أو "ريوس" كما يسميه البعض، يعني تركيع اليمن وإذلال اليمنيين من قبل السعودية أكثر مما كان وكانوا عليه ولخمسين عاما قادمة .. يعني تعزيز نفوذ أدوات السعودية في اليمن وتمرير مشاريع تقسيم اليمن عبرها .. يعني إدخال اليمن في صراعات جديدة لن تنتهي وستجهز على ما تبقى من مقومات التعايش بسلام وأسباب لازمة للحياة.
ماذا تبقى لليمن وقد أضحى في معركة أن يكون أو لا يكون، ليفرض التفاوض والشروط، إن كان من تفرضهم السعودية "سلطة شرعية" لليمن مجربون وثابت فشلهم وفسادهم ومرتهنون لها بلا حياء، وكان من يرفضون وصاية السعودية، تفترضون ضرورة أن يسلموا لها وهي لا تعترف بهم وتنكر مطالبهم المشروعة وسعت وتسعى لتصفيتهم وقتلهم علنا؟!.
أي بديل تتوقعونه أو تظنون أنه سيكون أفضل لليمن واليمنيين من الصمود بوجه العدوان السعودي وإفشال أهدافه، والتصدي له دفعا وردا وردعا ما أمكن، وصولا لإرغامها والقوى الدولية الداعمة لها، على تفاوض ندي "يمني- سعودي" بين معتد ومعتدى عليه أو طرفين متحاربين (وليس كما تريد السعودية بين شرعية ومتمردين بما يبرئها).. بل تفاوضاً ندياً يكون برعاية دولية، ويضع نهاية للوصاية السعودية وينتزع التعويض المستحق لليمن عما لحقه؟!.
أترك الجواب لكم .