صنعاء نيوز - الخيارات ليست مجرد رسالة لكنها تؤسس لمرحلة جديدة في المنطقة
لا تزال لدى الجيش واللجان الشعبية قوة لم تستخدم بعد.. وهذا ما سيغير المعادلة
المشهد نفسه لم يتغير مع استمرار العدوان لشهره الخامس على معظم محافظات الجمهورية، والصمت الدولي مستمر على المجازر التي يرتكبها تحالف العدوان بقيادة السعودية واستهدافه الممنهج للشعب اليمني وكافة مقدراته.
مواقف متخاذلة من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إما عاجزة أو متعاجزة أمام ما يحدث في اليمن.. فيما لا يزال الشعب اليمني يستقبل أطنان القنابل المحرمة دوليا والصواريخ.
حتى اللحظة يترقب عامة الشعب في جميع محافظات الجمهورية لحظة إقدام الجيش واللجان الشعبية على تنفيذ الخيارات الاستراتيجية والتصدي لكل أعداء الوطن في الداخل والخارج.
حول الخيارات الاستراتيجية كمتغير يؤدي إلى وقف العدوان وحسم نتائج الحرب بالاتجاه الذي يخدم الانتصار للقضية اليمنية، رصدت "الثورة" مواقف عدد من الكتاب والسياسيين والشخصيات الاجتماعية وخرجت منهم بالحصيلة التالية:
البداية كانت مع الإعلامي عبدالرحمن الأهنومي الذي يرى في التراكمات غير المعلنة للمتغيرات على مستويات الحرب السياسية والعسكرية أنها قد تجعل من مجرد الحديث عن الــ"خيارات الاستراتيجية" متغيرا يمكن أن يؤدي إلى إيقاف العدوان، وعن احتمالية الذهاب إليها، فقد حسم الأمر بالتأكيد على أنها تؤسس لمراحل وتطورات جديدة في المنطقة.
وقال الأهنومي: إن من يسمع حديث السيد عبدالملك الحوثي يعرف أنه يتحدث عن الخطوة الثالثة والحاسمة من جولات الحرب.. انطلاقا من إدراكه لكل المعطيات وبعد أن أعطى وقتاً لابأس به من الفرص يكون بحديثه عن الخيارات الاستراتيجية قد طوى مرحلة الحرب "اليمنية" الثانية.
واختتم الأهنومي حديثه: هنا أكثر من إشارة عن الهدف النهائي الذي لا يتمثل في حسم المعركة فقط، بل يمتد ليؤسس مراحل وتطورات جديدة في المنطقة، وهي النتيجة المنطقية لأي عمل استراتيجي، والحديث عن الخيارات الاستراتيجية لم يكن مجرد رسالة بل إنها تضع الأمور أمام مسارين، فإما أن يتوقف العدوان أو خيارات استراتيجية حتمية لا تقتصر على تغيير معادلة الصراع في المنطقة فقط بل تؤسس لمراحل جديدة.
فرضتها قوى العدوان
من جانبه يقول الأكاديمي الدكتور محمد القطابري رئيس جامعة عمران: من المهم التأكيد على أن كلام القائد الأعلى للثورة الشعبية في اليمن السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي غير كلام أي شخص آخر، وأصبح أي شيء يصدر عنه يحتل اهتماماً كبيراً ليس فقط على المستوى المحلي بل وعلى المستوى الخارجي أيضاً.. ومن هذا السياق فإن قائد الثورة عندما تحدث في خطابه عن الخيارات الإستراتيجية كخيار فرضته قوى العدوان أصبح الجميع يترقب بلهفة وشوق وحذر أيضاً ماهية الخيارات وما نوعها ومتى ستكون ولو أخذ استطلاع للرأي العام عن مدى دعمه وموافقته على هذه الخيارات لكانت النتيجة أن الأغلبية مع تلك الخيارات وعلى الرغم من عدم معرفتهم عن أي شيء من هذه الخيارات إلا أن ثقة الجميع في مصداقية جعلتهم يتفاعلون إيجابياً مع هذه الخيارات.
عوامل منطقية
وبشأن حسم نتائج الخيارات الاستراتيجية والتأكيد عليها كونها ستؤسس لمراحل وتطورات جديدة في المنطقة أكد القطابري أن السعودية ينتظرها مزيد من الهزائم والانكسارات، وأنها إن استمرت في عدوانها الأرعن فإنّها بالتأكيد سوف تؤدي بها إلى الهاوية.
وأضاف الدكتور القطابري: ولحسم نتائج الخيارات لتفضي إلى تحولات في المنطقة أمر غير مستبعد والسبب في ذلك يعود لعوامل عدة أهمها حساسية الموقع الجغرافي لليمن وإمكانية اضطرابه الذي سينعكس سلباً على المنطقة كلها.. والصمود الأسطوري لأبطال الجيش واللجان الشعبية في وجه أغنى وأكبر دول العالم بأحدث ما يمتلكونه من أسلحة وعتاد متطور.. والقدرة العالية لصمود الشعب اليمني أمام هذا الإجرام الوحشي الذي طال كل شيء في البلد والحصار الخانق الذي أراد العدو من خلاله قلب الرأي العام الداخلي لصالحه وإذا به ينقلب ضده.. كما أن سياسة الاستعلاء والهيمنة التي تنتهجها أسرة آل سعود أوجد لها الكثير من الأعداء حتى في داخل ما يسمى بمجلس التعاون الخليجي حيث لا يرغب الكثير من هذه الدول للسعودية أن تنتصر في هذه الحرب، ليس أخلاقاً منها أو صحوة ضمير وإنما لخوفهم من أن تزداد هذه الأسرة ظلما وتجبرا عليهم وهو ما بدأ يلوح في الأفق من محاولة النظام السعودي في الاستيلاء عل حقل الغاز المشترك بين الكويت والسعودية قبل شهرين مما تسبب في توقف المشروع.. وليس بعيداً أن يكون للبعد الدولي نصيب في حدوث تغيرات في المنطقة تحقق أطماعه.. ويرى أن عملاءه الحاليين أصبحوا غير قادرين على خدمته بالشكل المطلوب وبالتالي فإنه لن يتأخر في التخلص منهم ورميهم كالحذاء لأن مصالحه هي في المقام الأول.
قوة موازية
المحلل السياسي محمد المنصور يرى أن قائد الثورة الشعبية السيد عبدالملك الحوثي كان يشير إلى وجود قوة مكافئة للعدو السعودي مازالت بحوزة الجيش اليمني لم تستخدم.. كما أن هناك خططاً وامكانات لم تستخدم لدى الشعب اليمني بوسعها تغيير المعادلة القائمة لصالح الشعب اليمني كلية.
وأضاف المنصور: من الطبيعي أن الهزيمة والانكسار الذي سيلحق بالسعودية كأكبر دولة مصدرة للنفط، وكدولة مؤثرة في الاقتصاد العالمي لابد وأن تكون حاسمة في تغيير المشهد في المنطقة والعالم، ولنا أن نتخيل داعش بدون السعودية وفقهائها وأموالها وإعلامها.
وقال المنصور: أن السيد القائد لم ولن يكون يوماً مغامراً بل إنه قائد محنك يحسب حساب كل شيء بعقلانية وذكاء يحسب له، وحسن إدارته للمواجهة مع العدوان السعودي خير دليل .
كسر السعودية
الكاتب والمحلل الصحفي عبدالفتاح حيدرة يرى من جانبه أن الخيارات الاستراتيجية لا تحتاج إلى تحليل أو استنتاج أو فلسفة خاصة، كونها تعني باختصار شديد كسر السعودية وإخضاعها وإذلالها وقهرها وإيلامها.. إن معنى الخيارات الاستراتيجية يعني شيئاً واحداً لدى اليمنيين كلهم وهو الدخول إلى عمق الأراضي السعودية واحتلالها وكسر غرورها وتأديبها على جهالة حكامها وفجورهم في أذية اليمن، هذا هو المعنى العام للخيارات الاستراتيجية وسنجد داخله كل الطرق والوسائل التي من خلالها يتم تأديب السعودية وإرغامها على دفع ثمن إجرامها وحربها الظالمة على اليمن.
وأضاف حيدرة: إن سيناريو المرحلة القادمة هو سيناريو السقوط .. والصمود .. مشيراً إلى أن وضوح فعل الخيارات الاستراتيجية والحرب على الحدود كشف للسعودية تورطها في مستنقع هادي ومحسن والإصلاح للتخلص من مشكلة الحوثيين لديهم وجاءت النتيجة عكسية بحيث أصبحت السعودية نفسها تبحث الآن عن مخرج من الحوثيين والتخلص منهم.
نهاية السعودية
أمّا ملاك محمد الشامي قالت: هناك في السعودية، نظام رجعي متخلف يحاول إرجاع المنطقة إلى العصر الحجري، لكنه ووجه بمقاومة عنيفة وشرسة من أبناء الأوطان الذين يريدون التقدم والرقي لبلادهم، دون حاجة إلى وصاية أجنبية أو رعاية خليجية أمريكية.. إن عدوان السعودية الآثم على اليمن هو حماقة وخطأ استراتيجي يؤسس لعداد بدء النهاية الحتمية للنظام السعودي وانتحار سعودي بسلاح أمريكي صهيوني.
وقالت الشامي: نحن في أشد الحاجة إلى البدء بتنفيذ الخيارات الاستراتيجية لوقف العدوان ومواجهة كل ما يحدق بالوطن من تهديدات التي يحاول العدو المتربص عبر أدواته في الداخل تنفيذها في ظل حرب إعلامية قذرة تديرها وسائلهم الخارجية وعبر مرتزقته ولا أعتقد أن التلويح بتنفيذ هكذا خيارات ملحة تعد مغامرة كونها نابعة من عقل استراتيجي وفيها مصلحة لليمن واليمنيين إن شاء الله.
هستيريا الهزيمة
من جانبه تحدث أحمد عبدالله الأسنافي حول أهمية البدء بتنفيذ الخيارات الاستراتيجية لوقف العدوان السعودي الغاشم بحق اليمن واليمنيين قائلاً: الكيان الاسرائيلي خطّط وأمريكا دعمت وأنظمة العدوان تحالفت والسعودية تورطت ونفذت عدواناً فاضحاً على اليمن وسيادته وأرضه وشعبه ليُسقط هذا العدوان ما تبقى من أقنعة للدور الوظيفي السعودي في حرب دعم الإرهاب والتقسيم والتشتيت والتفتيت لما تبقى من الجسد العربي المنهك بتآمر الجامعة العربية وقنابل الكيان الاسرائيلي وسواطير داعش وأخواتها وأسلحة أمريكا الفتاكة.
وأشار الأسنافي إلى أن هذا العدوان يعكس هستيريا الهزيمة وجنون قوة العجز وأمّية الحساب وفقدان وعمى البصيرة وسفك دماء اليمنيين ومواثيق القانون الدولي والأمم المتحدة الزائفة.. بعد حين سيفتش العالم عن فك شيفرات العظمة والصمود والانتصار لشعب اليمن كما هو حاصل الآن بعد مضي خمسة أشهر منذ بداية العدوان على اليمن وفي ظل قيادة ثورية حكيمة وخيارات استراتيجية لا بد لها أن تنفذ لردع العدوان وتطاول النظام السعودي وتحقيق تحول جذري على مستوى المنطقة ولن تشفع للسعودية أموالها ولا عملائها وأنظمتها المتحالفة سواء العربية أو الصهيو أمريكية.
آل سعود يهزمون
أما الكاتب عمار الكحلاني فيقول: في ظل استمرار العدوان السعودي الغاشم بحق اليمن ومقدراته بات من الضروري على الشعب اليمني الاستمرار في التعبئة العامة والوقوف صفاً واحداً وبكافة الوسائل والسبل والخيارات الاستراتيجية لمواجهة العدوان والعمل على سرعة تشكيل حكومة وحدة وطنية وملء الفراغ السياسي من قبل المكونات والقوى السياسية الوطنية.
وأضاف الكحلاني: سيتأكد آل سعود أن ما قاموا به سوف يرتد عليهم بعنف، وسيتكبدون مزيداً من الهزائم والخسائر إن شاء الله على أيادي أبطال الجيش واللجان الشعبية في الجبهة الحدودية حيث يحققون انتصارات متسارعة وملحوظة في دك مواقع عسكرية للعدو وما محاولات العدوان البائسة في تحقيق أي انتصار لن يزيد الشعب اليمني إلا تماسكاً وقوة والتفافاً حول قيادة الثورة وتأييدا لانطلاقة شرارة الخيارات الاستراتيجية التي ستغير معالم المرحلة وتكون رادعة لهكذا عدوان.
الخيارات تعني الانتصار
الكاتب أحمد يحيى الديلمي يقول: إن تسارع الأحداث في الآونة الأخيرة في ظل العدوان السعودي الأمريكي وخصوصاً ما حصل في محافظة عدن من عمليات إنزال بري لقوات أجنبية خليجية ومصرية وباكستانية.. الخ يستوجب علينا كيمنيين باختلاف انتمائنا السياسية أن ندرك ونعيّ جيداً خطورة المخطط الصهيوني الأمريكي الذي لم يقتصر فقط على ارتكاب المجازر الوحشية بحق المدنيين وتدمير البُنية التحتية للبلد بل امتد لغزو اليمن تحت يافطة إعادة الشرعية المزيفة وما سيترتب على ذلك من احتلال وقتل ونهب للثروات وانتهاك للأعراض على غرار ما حصل في العراق وسوريا .
وشدد الديلمي على ضرورة الإسراع والمضي من كل اليمنيين في تنفيذ الخيارات الاستراتيجية لحماية أرضنا وكرامتنا وأن التفريط والتخاذل ستكون عواقبه وخيمة.
حكومة فنادق الرياض
أما الدكتور عبدالخالق طواف فقد ندد بتمادي العدوان السعودي في جرائمه التي يرتكبها منذ البداية ولا يأبه بالأمم المتحدة أو المنظمات المنادية بحقوق الإنسان لأنه قد وزع "الرز" على الجميع.. إن المصالح الدولية في اليمن لم تتأثر فهناك حكومة ما تسمى "شرعية" في منفى الرياض تشرعن وتوقع على تدمير اليمن وتنفيذ مخطط مناطقي مذهبي يفكك أوصال اليمن اجتماعيا وسياسيا..
وأضاف طواف: أجزم أن تشكيل حكومة جديدة سيربك قرارات وسياسات نزلاء الفنادق وتشرعن لاستخدام المضيق عند تعرض الأمن القومي اليمني للخطر.. عندما تلعب اليمن بجميع الأوراق التي تملكها يمكنها بعد ذلك الحديث عن خيارات استراتيجية
مدعوم بلا أخلاق
الكاتب والإعلامي محمد الوريث وصف تنفيذ الخيارات الاستراتيجية بالخيارات الضرورية والملحة للشعب اليمني بغية الدفاع عن نفسه في مواجهة عدوان غاشم مدعوم دولياً وبلا أخلاق.
واعتبر الوريث أن الخيارات الاستراتيجية التي دعا إليها قائد ثورة الشعب اليمني هي الرد اللائق بهذا العدوان بعد أن استنفذ الجميع كل أساليب الحل الأخرى مع عدو متغطرس كالنظام السعودي.. إن في مثل هذه المرحلة الحشد للخيارات الاستراتيجية هو أقصى الضرورات الوطنية والتخاذل عنه قد يسبب أضراراً جسيمة ويجب أن يتحرك ويعي كل مواطن لأهمية دوره وفاعليته.
حبلى بالمفاجآت
من جانبه اعتبر الكاتب والمحلل السياسي حميد منصور القطواني مرونة الأهداف السياسية للخيارات العسكرية الاستراتيجية المتمثلة في ردع المعتدي السعودي ووقف العدوان على الشعب اليمني وإنصافه يجعل قيادة العدو السياسية تحت ضغط كبير جداً من الشعب السعودي أفراداً ونخباً وكذا تضعف عزائم جنود وضباط العدو كنتيجة طبيعية للبحث عن أقرب الحلول لوقف الحرب ونزيف الدم وهذا سوف ينعكس تلقائيا بالضغط غير المباشر بالنتائج السلبية في الميدان و الضغط المباشر من قيادات وضباط الوحدات بوقف الحرب والذي يزداد بزيادة السرعة في عداد التضحيات والأيام حبلى بالمفاجآت.
وأضاف القطواني: ما يعزز انتصار الخيارات العسكرية الاستراتيجية هو استقلاليتها في إعداد وتجهيز و تمويل وبناء مختلف وحداتها عن الجبهة الداخلية التي تمتلك من عوامل الصمود والحسم الميداني والسياسي والأمني والاقتصادي بفضل الله وتلاحم المجتمع بتركيبته القبلية والمدنية ونخبه الفعالة والمستمدة فاعليتها من اتصالها بشعبها واهتمامها بقضاياه وهمومه.
التوغل والرد
فيما يقول الكاتب نصر الرويشان: الخيارات الاستراتيجية أتت بعد تزايد العدوان والصبر طويلاً حتى يرجع العدو عن غّيه ولكنه لا زال مستمراً ويتمادى يوماً بعد يوم لذلك فإن تأكيد السيد عبدالملك الحوثي على الخيارات الاستراتيجية سيحد من هذا العدوان وسيجعله يتراجع ويغير موقفه وقد تكون الاستراتيجيات داخلية وخارجية.
وأضاف الرويشان: الخيارات الاستراتيجية الداخلية من وجهة نظري هي سحب العدو ونزول أكبر عدد ممكن من القوات الغازية والمعدات لتلقينهم دروسا وتدمير معداتهم وقتل الغزاة ليذوقوا من ذات الكأس.
وأردف الرويشان قائلا: كما أنها قد تكون من خلال التوغل في الأراضي المحتلة من قبل العدو السعودي والدخول للعمق وتوجيه ضربات موجعة لمواقع العدو وضرب المنشآت الحيوية ومراكز التحلية وقد تطال حقول النفط. |