صنعاء نيوز - تركيا تغرق في العنف وتفشل في تشكيل حكومة جديدة
رصد/محمد عبدالسلام
2015-08-21
تغرق تركيا رويداً رويداً في دوامه العنف خاصة في المواجهات الدائرة مع الأكراد وتعصف بحكومتها أزمة سياسية بعد التعثر قي الوصول إلى تشكيل حكومة جديدة مع تزايد الهجمات التي تستهدف قوات الشرطة والجيش مما يضع حكومة اوغلو والحزب الحاكم في مأزق كبير.
ومع أنتهاء محاولات تشكيل الحكومة الائتلافية اقترحت اللجنة العليا للانتخابات في تركيا إجراء انتخابات عامة جديدة في الأول من نوفمبر المقبل، بحسب وكالة الأنباء التركية وهو ما يعيد الكرة إلى الرئيس رجب طيب اردوغان ويجعل الانتخابات المبكرة شبه حتمية.
وفتحت أنقرة أكثر من باب على نفسها, قد يفاقم المخاطر الأمنية في البلاد مع تصعيد الصراع مع حزب العمال الكردستاني واستخدام قبضة أمنية مشددة على ناشطي اليسار مقابل الاكتفاء ببعض الضربات الجوية القليلة على داعش .
وشنت شرطة مكافحة الشغب التركية عملية واسعة النطاق أمس الخميس في اسطنبول استهدفت أوساط اليسار المتشدد وأوقفت العشرات، غداة تبادل لإطلاق النار أمام مكتب رئيس الوزراء، بحسب وسائل الاعلام المحلية.
وفي مدينة مرسين المتوسطية أوقفت الشرطة الخاصة 39 شخصا اغلبهم من النساء يفترض إحالتهم أمام المدعين للاستجواب بحسب وكالة الأناضول الرسمية.
واستهدفت الحملة "جبهة حزب التحرير الشعبي الثوري" وهي فصيل سري يساري متشدد تبنى مساء أمس هجوما استهدف في وقت سابق شرطيين يقومون بحراسة قصر دولما بهجة التاريخي الذي يحوي مكاتب رئيس الوزراء الإسلامي المحافظ احمد داوود اوغلو في اسطنبول.
وأوقف مسلحان بعيد إطلاق النار في مكان قريب من القصر الذي يقصده السياح على ضفة البوسفور ولم تسجل إصابات في الهجوم.
وأضافت المجموعة على موقعها على الانترنت "هالكن سيسي" (صوت الشعب) سنكسر الأيدي المرفوعة ضد مناضلي الشعب الاثنين اللذين نفذا هجوما على قصر دولما بهجة للمطالبة بالعدالة".
وتتكثف الهجمات والتوقفات في تركيا منذ إطلاق الحكومة في الشهر الفائت حملة عسكرية على متمردي حزب العمال الكردستاني.
ويرى المراقبون: إن تركيا وضعت نفسها أمام لهيب نيران قد لا تستطيع إخماده بالسهولة المتوقعة خاصة مع تنوع طبيعة الهجمات وتراوحها من مكان إلى آخر ما ينذر بتشتت الجهود الأمنية والعسكرية.
واضاف المراقبو أن تركيز انقرة على ضرب الأكراد ونشطا اليسار وعدم إبداء نفس الحزم في سياق حملتها على تنظيم داعش يؤشر إلى أن الوضع الأمني الداخلي في طريقه إلى الأسوأ.
وكان حزب العدالة والتنمية قد فاز في الانتخابات التي جرت في يونيو الماضي وحصل على 41 % من الأصوات إلا أن تلك النسبة لا تمثل أغلبية وتوجب عليه أن يشكل ائتلافا.
وتتهم أحزاب معارضة أردوغان وأوغلو بـ"التلاعب بالنظام السياسي في تركيا" لتمهيد الطريق أمام الدعوة لمثل هذه الانتخابات بما يصب في صالح حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه الرجلان.
وتشير آخر استطلاعات للرأي إلى ارتفاع شعبية حزب العدالة والتنمية، ولكن معارضي الحزب يتهمونه بمحاولة ربط حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد بحزب العمال الكردي.
وتنتهي مهلة حزب العدالة والتنمية، ذي الجذور الإسلامية، لتشكيل حكومة ائتلافية الاحد القادم ووفقا للدستور التركي، إذا لم تتشكل حكومة بحلول هذا الموعد سيتعين على أردوغان حل حكومة تصريف الأعمال برئاسة داوود أوغلو والدعوة إلى تشكيل حكومة مؤقتة تقود البلاد إلى انتخابات جديدة في الخريف. |