صنعاء نيوز داليا العفيفي -
هناك فى الركن البعيد ملامح ترسم خيوط الحزن والاسى ،تخطي بأناملها لتكتب أثمن الكلمات الحرية والأمل ,وايادى تتعلق عليها عصافير محاصرة ،عين توقفت عن النوم بعد صعقها بغدر زمان ،أطفال تكبر قبل معادها وأحلامها فى اللهو واللعب توقفت وأجبرت على اختيار مسايرة واقع مرير.
هذا هو حال الطفل الفلسطينى اليتيم عامة ، والغزى خاصة ،هذه عملياً إفرازات ما كان بجعبة الاحتلال الاسرائلي عندما شن الحرب الأخيرة على قطاع غزة , قتل وترويع المدنين , وحملات ترهيب أطفال القطاع , فقد بات من المستحيل , حصر معاناة هؤلاء الأطفال ,بعدما فعلته إسرائيل من ترهيب نفسي وجسدي .
انتهت الحرب ودفنت معها كل ما هو جميل بحياتنا ، فلذلك قامت - جمعية بناء- يوم السبت -24-7-2010 - بتطبيق مشروع الأيتام ،حيث تم استدعاء أطفال وأمهات هذه الفئة وتوزيعهم على ثلاث أماكن ترفيهية ,"الكريزى وتر ، منتجع البيدر ,صالة السلام" وذلك لترفيه عنهم محاولة منهم لمساعدة هؤلاء الأطفال واخراجهم من الحالة النفسية التى يعشونها .
تضمن المشروع أطفال أيتام حرب غزة ,من سن سنة حتى 22 عام ,ليكتمل بهذا هدف المشروع وهو إمكانية توفير بعض الاحتياجات اللازمة لهؤلاء الأيتام من ملابس ومصاريف مدرسية ورفاهية لبعض الأيام وتوفير فرص للأمهات والاطفال فى التعبير عن احاسيسهم .
أتبعت الجمعية خطة عمل متكاملة الأركان في عملها ,فتوفر الكثير من أنشطة الأطفال من رسم على الوجوه و سباحة و العاب كرة قدم ، إضافة إلى دعم وتفريغ نفسي، وحفل دمى ومسرح للأطفال، ورحلات ميدانية حول قطاع غزة , كما أن هناك بعض البرامج الترفيهية الخاصة بأمهات الأطفال, وهذه الفقرات تقوم بها جمعية الوداد.
- أيام الوفاء والأمل- شعار أحتضن أعمال المشروع التي بدورها مولته مؤسسة التعاون من اجل تفيذ مشروع الايتام , لحوالى 1800 يتيم على مستوى قطاع غزة .
أثناء جولتنا الميدانية التقينا بالطفل أمين شحيبر7 سنوات, فقد والده خلال عدوان الاحتلال الاسرائيلي على غزة قائلاً :- "أن والدي في الجنة هو استشهد وانا كتير سعيد انى بلعب مع الاطفال وبسبح ،وبحب ارسم على وجهى خليتهم يرسموا الى علم فلسطين "
وهنا تحدث الطفل محمد اللدعة أبن السادسة ، عن ما يقوم به وعن أحلامه التي طالما حلم وأن تتحقق بجو عائلي حقيقي بوجود أبيه الذي استشهد " أقوم باللعب مع الاطفال فى بركة المياه انا وخواتى الخمسة و بتمنى أطلع دايما رحلة ويكون عندي بسكاليت ( دراجة هوائية ) وكرة قدم.
قطع حديث محمد اخاه خالد في التاسعة من عمره - ليسترسل "أنا بحب ألعب مع الاولاد وبتمنى يعطونى موتيسكيل باربع اعجال وشياطة بحر ،بقول للجمعية شكرا وانا مبسوط انى اجيت هان وبتمنى اطلع كمان مرة رحلة فى مكان زى هيك حلو "
وكان نصيب لأمهات الأطفال بإعطاء الرأي حيثُ أجمعوا على سعادتهم لهذا المشروع وعلى ضرورة استمراره كما أطفت أم إسماعيل وهى أم لطفلتين ميس وملك , لمسة على ضرورة توفير دورات لتحسين اخلاق الاطفال وتربيتهم على السلوك الايجابي والسليم" التنشئة الاجتماعية" إضافة لبعض الألعاب الهادفة كما قدمت الشكر الى الجمعية القائمة على هذا المشروع .
اما حال الطفلة هيا القرم صاحبة الإثنى عشر عاماً - لم يكن كباقى حال الاطفال ،لديها 4 اخوات وأخ واحد وكان والداها متزوج من اثنتين ، استشهد والداها وإخوانها عصمت وعلاء فى بيتهم الكائن فى تل الهوى وذلك اثر قصف الة العدو الاسرائيلى لمنزلهم دون رحمة وشفقة ,كانت "هيا" تحدثني عن قصتها وعيونها تبكى وتنبش في خيالها عما تبقى من ذكريات جميلة عاشتها مع أحب الناس لديها التي فقدتهم .
وبعد انتهاء الحرب , والهدوء النسبي الذي كان يحدده الخطر والخوف عادت إلى منزلها حيث لم ترى سوى ركام منزل وبقايا لالعابها البسيطة وكل ماهو بشر وحجر فقد دون عودة,تحدثنا الطفلة عن رحلتها القاسية اثناء الحرب وكانها تخط الايام الماضية بواقع اليم وتقول "اننى اشعر اننى وحيدة الان بعد مااستشهدوا اهلى وبتمنى للي موت اهلى ينقتل قتل ".
وعند سؤالها عن اماكن الترفيه " الكريزي ووتر " قالت : " انا موجودة هنا حتى انسى الهم وانا معجبة بالالعاب والمكان وبحب العب مع الاطفال وبقول للي قائم على هذا المشروع الله يطول عمره انه خفف عن بنات واطفال غزة وبتمنى يكون فى كتير زى هيك رحلات ".
وتشير المنشطة مريم الى ضرورة الترفيه عن الاطفال وخصوصا هذه الفئة فلذلك أحببنا أن نكون هنا بين هذه الفئة ضمن مشروع ايتام لجمعية بناء لعدد اكثر من 20 طفل محاولين اخراهم من الحالة النفسية الصعبة التى مروا فيها ومازالوا يدفعون ثمنها دون اى سبب غير انه فلسطينيي الهوية والموطن .
ومن جانبه أكد رئيس مجلس ادارة جمعية بناء, م. رأفت سعدا لله - أن المشروع سيطبق خلال اثنى عشر يوما على فئة (الأطفال والأمهات والشباب من16-22عام) وذلك على ثلاث مراحل وأشار أيضا إلى ضرورة الالتزام بالقوانين والمحافظة على النظافة والهدوء .
وبدوره أشار إياد العالول - مدير مؤسسة التعاون- إلى إن هذا المشروع ثلاث مراحل من جيل ايتام الحرب ونهاية كل مرحلة رحلة كاملة من شمال القطاع حتى جنوبه تبدأ الرحلة من الساعة 8:00 صباحا حتى 2:30 مساء, تتخلل هذه الفترة وجبة افطار وغذاء اضافة للكثير من الالعاب المشار اليها سابقا ,كما أكد كلا من سعدالله والعالول على وجوب التحاق باقى اسر الشهداء فى نشاطات المشروع لأهميته وضرورته لأطفالنا .
يستيقظ الاطفال من نومهم ليبدأوا يومهم من جديد مع نسيم الورد والرياحين ،يتجمع جميع الاطفال مع أهلهم في مواقعهم المحددة لهم ينتظرون باصات الرحلة لتقلهم على المواقع الترفيهية ومن ثم تبدا وجبة الافطار حتى نرسم لحظات المرح والفرح ونستمر باللعب والضحك حتى تأتى وجبة الغذاء ومن ثم نبدأ بالتجمع للرحيل ،يوم رائع تجتمع فيه وجوه كثيرة من أطفال ونساء ومنشطين ومسئولين ،وماهو واضح على العاملين سعيهم الى رسم الابتسامة على شفاه الأطفال والأمهات فالجميع يبذل قصارى جهده لتحقيق هذا الهدف .
|