صنعاء نيوز - نشرت صحيفة "رأي اليوم" تقريراً الاحد 25 اكتوبر / تشرين الاول 2015 عن زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على رأس وفد كبير الى القاهرة لعدة ساعات، مشيرة فيه الى ان السعودية بدأت تشعر بالعزلة عقب اختلاف الموقف المصري عن موقفها تجاه الازمة السورية..
ان يقوم السيد عادل الجبير وزير الخارجية السعودي بزيارة خاطفة الى القاهرة، على رأس وفد كبير تستغرق عدة ساعات فقط، فهذا يعني وجود “قضية ما” ملحة تستدعي هذه الزيارة، خاصة ان السيد الجبير كان في فيينا، حيث شارك في اجتماع رباعي حول الازمة السورية، ضم وزيري خارجية روسيا وامريكا، الى جانب وزير الخارجية التركي لبحث الازمة السورية.
قليلة المعلومات التي تسربت عن اللقاء بين الضيف السعودي ومضيفه السيد سامح شكري وزير الخارجية المصري، ولكن ما قاله السيد الجبير الاحد، من ان الموقف المصري من الازمة السورية متطابق مع الموقف السعودي ينطوي على الكثير من المبالغة، ففي الوقت الذي يكرر فيه السيد الجبير، بمناسبة وغير مناسبة، على ضرورة رحيل الرئيس بشار الاسد، يأتي الموقف المصري نقيضا للموقف السعودي في هذا المضمار.
فالعلاقات السورية المصرية في تطور مضطرد، وهناك انباء عن ارسال شحنات اسلحة مصرية الى سورية، كما ان جميع المسؤولين المصريين لم يطالبوا مطلقا برحيل الرئيس السوري ابتداء من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وانتهاء بالسيد شكري وزير الخارجية، والسفارة المصرية مفتوحة على مصراعيها في دمشق.
النقطة الاخرى التي تظهر الفجوة الكبيرة في مواقف البلدين في هذا الملف تأييد السلطات المصرية للتدخل العسكري الروسي في سورية وترحيبها به، وهو التدخل الذي تعارضه السعودية بشدة، وهددت اكثر، من مرة على لسان السيد الجبير نفسه بأنها، اي السعودية، قد تلجأ الى الخيار العسكري لمواجهة هذا التدخل واسقاط الرئيس الاسد في الوقت نفسه، وكشفت عن تزويدها للمعارضة السورية المسلحة بـ 500 صاروخ من نوع (TOW) الامريكية الصنع المضادة للدروع، ولمحت الى امكانية ارسال صواريخ اخرى مضادة للطيران.
سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي طالب في اجتماع فيينا الرباعي بتوسيع لجنة المتابعة للحل السياسي في سورية بإضافة مصر وايران، وربما جاءت زيارة السيد الجبير الى القاهرة كخطوة استباقية لهذه المطالبة، ومحاولة التقرب من القيادة المصرية، وتخفيف حدة التوتر معها.
المملكة العربية السعودية تشعر بحالة من العزلة السياسية والدبلوماسية خاصة في تعاطيها مع الملف السوري، فلم يبق معها غير قطر وتركيا في الخندق نفسه، بينما خرجت كل من الامارات ومصر الاردن من هذا الخندق بطريقة او باخرى، ووقع الاردن اتفاقا للتنسيق مع روسيا في الجبهة الجنوبية السورية مما يعني العمل المشترك ضد قوات المعارضة التي تسيطر على المنطقة الحدودية في مدينة درعا وتدعمها السعودية.
هل هذه الزيارة المفاجئة للسيد الجبير الى القاهرة تعكس تراجعا او “مرونة” سعودية تجاه القاهرة، ومحاولة لتطويق الخلافات معها في ملفات عديدة بينها السوري واليمني؟
نعتقد جازمين ان القيادة السعودية بدأت تدرك جيدا ان مصر بدأت تبتعد عنها سياسيا، وتتخذ مواقف وسياسات اكثر استقلالية، ولم تعد تعول كثيرا على المساعدات المالية للرياض، ولهذا بدأت تأخذ الامور بجدية اكثر وتعمل على تطويق الخلافات، ولا نستبعد ان تكون زيارة الجبير مقدمة لزيارات اخرى على مستويات اعلى مثل احياء زيارة العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز المؤجلة الى القاهرة.
السلاح المالي السعودي على اهميته لم يعد يعطي مفعوله، ليس لانه بدأ ينكمش بسبب تراجع اسعار النفط وعوائده، وانما لان القيادة السعودية الحالية تتعاطى مع مصر وغيرها (باكستان مثلا) كما لو انها دولة “صغيرة” وتابعة.
“راي اليوم” |