صنعاء نيوز -
لم يكن اليمن ضمن البلدان التي كان بإمكانها التأهل لمشروع دعم وتطوير صناعة المحتوى الرقمي العربي؛ لعدم إيفائه بالشرط الرئيسي المتمثل في وجود حاضنة تكنولوجية آنذاك.. لكننا قررنا فور عودتنا من المشاركة في اجتماع بيروت توفير هذا الشرط ونجحنا في تأسيس حاضنة عدن التكنولوجية في مايو 2008، كإطار إبداعي غير حكومي "إن جي أو إس" يتبع جمعية المجتمع الإلكتروني بعدن بدعم واستضافة من قبل مركز "أب سنتر" للتدريب وتقنية المعلومات.
إن اختيار اليمن شريكاً للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا"إسكوا" في مشروع دعم وتطوير صناعة المحتوى الرقمي العربي عبر حاضنة عدن لتقنية المعلومات والاتصالات يعتبر فاتحة خير لليمن".
هذا ما قاله مدير عام الحاضنة، الدكتور يحيى الريوي، في حوار مع "السياسية"، وإلى نص الحوار:
عدن (صنعاء نيوز): حوار- منال أمين
* بعد مرور عامين من انطلاق مشروع حاضنة عدن، ما هي الفوائد والمهارات التي أكتسبها المحتضنون في الحاضنة؟
- اكتسب المحتضنون مهارات متقدمة ومتطورة في تقنيات تصميم المواقع وبرمجتها من قبل خبراء متخصصين في هذا المجال وإكسابهم قدرات وخبرات من خلال مشاركتهم في دورات مختلفة في مجال الجوانب القانونية لإنشاء الشركات والقضايا الخاصة بالملكية الفكرية وبالتسويق والإدارة.
كما تلقى المحتضنون محاضرات حول ريادية الأعمال وعملية وآلية الاحتضان وعلى الإنجازات والتجارب العربية والعالمية لحاضنات الأعمال والتكنولوجية بالإضافة إلى معرفة المفاهيم الخاصة بالمعلوماتية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وكيفية نشوء قطاع تكنولوجي والتعرف على واقع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات محليا وعالمياً والتحول الجاري نحو مجتمع المعلومات والمعرفة، حيث تم استكمال تطوير مواقع مشاريع الحاضنة بشكلها النهائي وإطلاق ثلاثة مواقع على الإنترنت للشركات الثلاث على الشبكة العنكبوتية واستكمال الإجراءات القانونية الخاصة باستخراج تراخيص مزاولة لنشاط الشركات من قبل المحتضنين وتم الانتقال للدوام في المكاتب الذي خصصتها الحاضنة للشركات الثلاث والبدء في استقبال العملاء وتعريفهم بالخدمات المقدمة من قبل أعضاء الفريق وتوزيع المهام الإدارية والتنظيمية في الحاضنة.وأخيرا، تم الترويج للشركات والقيام بحملة إعلانية وتسويقية عبر توزيع الملصقات والمواد الإعلانية المطبوعة والـ"بزنس كارد".
* هل لديكم مشاركات في فعاليات محلية أو خارجية؟ وما نوعية تلك المشاركات؟
- شاركت الحاضنة خلال العامين الماضيين في فعاليات مختلفة. محليا, قدمت الحاضنة محاضرة في مقر نقابة المهندسين اليمنيين بعدن حول الحاضنات ومشروع تطوير المحتوى الرقمي العربي المنفذ من الاسكوا وأخرى في مقر الحاضنة حول مشروع تحفيز صناعة المحتوى الرقمي والمشاركة بعرض تقديمي في الورشة المقامة حول تطوير المحتوى الرقمي العربي على هامش تدشين مسابقة المحتوى الرقمي العربي في جامعة عدن 19 يوليو 2008 والمشاركة في ورشة العمل المنظمة من قبل إدارة التنمية الاقتصادية بمحافظة عدن حول التخفيف من بطالة شباب الخريجين وفي الاجتماع الانتخابي الأول للجمعية اليمنية لتعريب العلوم في أكتوبر 2008. كما شاركنا في ورشة العمل الأولى حول الحاضنات الصناعية المنظمة من قبل وزارة التجارة والصناعة بالتعاون مع برنامج التعاون الألماني "جي. تي. زد" في صنعاء 20 أبريل 2010 وأخيرا شاركنا في تدشين برنامج طموحي الذي أطلقته وكالة تنمية المشاريع الصغيرة بالتعاون مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية خلال يونيو من العام الجاري 2010.
خارجيا، شاركنا في اجتماع خبراء المحتوى الرقمي العربي للاسكوا في بيروت أبريل 2008 وفي ورشة العمل السادسة لشبكة الحاضنات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في دمشق يونيو 2008 وحضور دورة تدريبية مخصصة لمدراء حاضنات الأعمال التكنولوجية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والمنظمة من قبل مشروع "انفوديف" التابع للبنك الدولي بالتنسيق مع حاضنة بادر لتقنية المعلومات والاتصالات التابعة لمدينة الملك عبد العزيز للتقنية والعلوم في السعودية بالرياض مارس 2009، ومشاركتين في العام نفسه في القاهرة حول الاستثمار في تقنية المعلومات والاتصالات وبيروت في الاجتماع التقييمي لمشروع المحتوى الرقمي العربي المنظم من قبل لجنة الأمم المتحدة الأسكوا.
* هل يمكن أن تعطونا نبذة تعريفية حول حاضنة عدن لتقنية المعلومات والاتصالات الحديثة؟
- تعتبر حاضنة عدن لتقنية المعلومات والاتصالات، أول حاضنة في اليمن، شريك الاسكوا في مشروع المحتوى الرقمي العربي وعضو شبكة حاضنات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تأسست في 25 مايو 2008 حيث تأهلت الحاضنة ضمن خمس حاضنات تكنولوجية من: لبنان، فلسطين، سورية، الأردن، واليمن، لمسابقة ترمي لتطوير المحتوى الرقمي العربي في إطار مشروع أطلقته لجنة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الاسكوا) التابعة للأمم المتحدة في يوليو 2008 وأحرزت فيها حاضنة عدن التكنولوجية المرتبة الأولى بين الحاضنات العربية المشاركة من حيث عدد المشاريع المقدمة وكذا في عدد الجوائز التي حصدتها حيث قدمت الحاضنة 18 مشروعاً من أصل 55 وحصلت على ثلاث جوائز عن ثلاثة مشاريع هي مشروع بوابة عدن السياحية "خليجي 20" والوسيط الإلكتروني والتعليم الإلكتروني والمقدمة من عشرين شاب وشابة من الخريجين في مجال الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات تم احتضانهم لمدة عام من قبل الاسكوا في حاضنة عدن لتبنى على أساس تلك المشاريع ثلاث شركات ناشئة في مجال تكنولوجيا المعلومات.
* ما هي النتائج والفوائد التي اكتسبتها الحاضنة من المشاركة في المشروع؟
- كان للمشروع الحافز الأكبر لتأسيس الحاضنة وعضويتها في الشبكة الإقليمية لحاضنات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وقد استفادت الحاضنة من الفرص الكبيرة التي أمنتها الاسكوا للحاضنة، وكذا الاستفادة من التجارب الناجحة للحاضنات الأخرى وهو ما ساعد على إحراز هذه النتيجة المشرفة وساهم في تحويل الحاضنة إلى (بيت الخبرة الوطني الوحيد في هذا المجال) كما ساهمت الحاضنة في نشر ثقافة الاحتضان وريادية الأعمال للمشاريع الصغيرة والمتوسطة على المستوى المحلي والوطني وحفزت تجربة الحاضنة جهات عديدة للاهتمام بموضوع الحاضنات وريادية الأعمال. أود الإشارة هنا إلى أنه لم تكن بلادنا مدرجة ضمن البلدان التي كان بإمكانها التأهل للمشروع بسبب عدم إيفائها بالشرط الرئيس المتمثل في وجود حاضنة تكنولوجية آنذاك، وعليه فقد عملنا فور عودتنا من بيروت لتوفير ذلك الشرط الرئيس للتأهل ونجحنا في تأسيس حاضنة عدن التكنولوجية في مايو 2008 كإطار إبداعي غير حكومي (إن. جي. أو. إس) يتبع جمعية المجتمع الإلكتروني بمحافظة عدن وذلك بدعم واستضافة مشكورة من قبل مركز (أب سنتر) للتدريب وتقنية المعلومات.
*من أهداف الحاضنة تنويع الاقتصاد، بإيجاد شريكات ناشئة بتقنيات جديدة تولد فرص عمل لخريجي الجامعات والكليات، بالإضافة إلى زيادة الدخل الوطني، كيف يتم تحقيق ذلك؟
- حاضنة عدن لتقنية المعلومات والاتصالات (إن. جي. أو. إس) قد تم تأسيسها منذ عامين تقريباً تهدف إلى تشجيع واحتضان الشباب والخريجين ذوي الأفكار المبتكرة والإبداعية في مجال تقنية المعلومات والاتصالات وتحويلها إلى مشاريع وشركات ناشئة تساهم في إلحاقهم بسوق العمل والمشاركة في عملية التنمية بالاستفادة من التجربة العربية والعالمية المتقدمة في مجال الحاضنات وريادية الأعمال حيث تتبع الحاضنة التي تعتبر أول حاضنة تكنولوجية تؤسس في اليمن جمعية المجتمع الالكتروني التي يشرف عليها مكتب وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل. ولتحقيق الأهداف يتم تحويل أفكار الشباب إلى منتجات معرفية تخدم تطوير المحتوى الرقمي العربي بشكل عام وتساهم في تطوير اليمن في مجال تقنية المعلومات بشكل خاص.
* هناك مشاريع جديدة في الحاضنة تساهم في تطوير عدن بشكل خاص واليمن بشكل عام في مجال تقنية المعلومات؟
- حاليا تم تأسيس ثلاث شركات جديدة في مجال تكنولوجيا المعلومات على ضوء المشاريع الثلاثة الموجودة حاليا تساهم في تطوير الحاضنة في مجال تقنية المعلومات فقد تم استخراج التراخيص اللازمة لنشاطها وتوفير مكاتب لها في الحاضنة مع تأمين كل الخدمات الإدارية والمتطلبات الفنية والمادية المختلفة لنشاطها، حيث خضع المحتضنين خلال فترة الاحتضان لبرنامج تدريبي مكثف لتطوير وإنجاز مشاريعهم التي فازوا بها في المسابقة وتحويلها إلى منتج فعلي على أرض الواقع من خلال إكسابهم مهارات فنية وإدارية وقانونية حول كيفية تأسيس المشاريع والشركات الصغيرة والجوانب القانونية لتسجيلها وكذا التوعية بحقوق الملكية الفكرية. وبهذا الشأن ندعو الجهات المعنية وذات العلاقة رعاية هذه التجربة وتطويرها وتسهيل عملية تمويل الشركات الناشئة التي تأسست في الحاضنة لكي تنشط بشكل مستقل بعد تخرجها من الحاضنة التي تهدف وتساهم في تنمية وتطوير عدن بشكل خاص واليمن بشكل عام في مجال تقنية المعلومات. |