صنعاء نيوز/د. عبدالعزيز المقالح -
لم ننجح نحن العرب في شيء، نجاحنا في تغييب الوعي، ولن أبالغ وأقول تغييب العقل، والواقع بتفاصيله الصغيرة والكبيرة شاهد على غياب وعي المواطن العربي الذي هو أنا وأنت وهو..
وهذا التغييب وراء كل ما حدث ويحدث لنا جميعاً، وفي الوقت ذاته هو الذي أوصلنا إلى وضع يصعب تقييمه أو تقويمه. وضع أمة كل أبنائها يعانون حالة من الانفصال أو الانفصام بينهم وبين الواقع الذي يعيشونه، ولا هم لهم سوى مناقشة القشور وإطالة الوقوف أمام الأمور السطحية والتافهة التي لا تستحق أن ينشغل بها مواطن يريد لنفسه ولوطنه أن يخرج من مستنقع التخلف ويتجه نحو القرن الواحد والعشرين، ليكون جزءاً من العالم الذي يتحرك ويسجل كل يوم علامة جديدة من علامات النهوض العلمي والفكري والثقافي.
ويستطيع المراقب من خارج الحالة العربية أن يدرك أن العرب جميعاً يشغلون أنفسهم ويبددون وقتهم في قضايا لا تنفع الإنسان ولا تسهم في تغيير جزء من حياته المعيشية والاجتماعية. وهذا الذي نشهده ونعيشه مرغمين أو عن قناعة ورضا هو ما يشكل الصورة الواقعية والشافية لدى سكان العالم في شرق الكرة الأرضية وغربها، ونكاد ننفرد بها دون الآخرين. والمشكلة الأكبر أن قادة هذه الأمة المغيبة ومفكريها ومثقفيها هم من يصنعون هذه الحالة من التغييب وهم يمارسون ذلك بكل رضا وارتياح لأنهم ضحايا التغييب وفقدان الوعي، ولو لم يكن الأمر كذلك لما ساد الصمت وسيطرت حالات اللامبالاة والتبلد ولما اتسعت دائرة الحروب والخلافات التي تؤدي بدورها إلى إعادة إنتاج الحروب وإلى ما هو أمرّ وأقسى: الفرقة والتفتت . |